نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” الأمريكية اليوم تقريرًا كشفت فيه أن شركات مقرها الإمارات العربية المتحدة شحنت ما يقرب من 11000 طن من وقود الطائرات إلى مدينة بنغازي شرق ليبيا ، في انتهاك مشتبه به للحظر الدولي، وفقًا لوثائق اطلعت عليها صحيفة الفاينانشال تايمز.
وبحسب ما ذكرته الصحيفة فإن الشحنة قيد التحقيق من قبل لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، وقد بلغت قيمتها السوقية حوالي 5 ملايين دولار، تم تحميلها في الإمارات وتسليمها الشهر الماضي إلى مدينة بنغازي.
وقالت “ستيفاني ويليامز”، مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، لصحيفة فاينانشيال تايمز، إنه في حكم الأمم المتحدة يعتبر وقود الطائرات “إمدادات قتالية” وأن الشحن إلى شرق ليبيا يمكن أن يشكل انتهاكًا للحظر، كما أن توفر وثائق الشحن والبضائع التي شاهدتها “فاينانشيال تايمز” توضح تفاصيل عن ثلاث شركات قد تكون متورطة.
تشير الوثائق إلى أن مورد الوقود كان Afrifin Logistics FZE ، ومقره في إمارة شارقة بالإمارات العربية المتحدة. وأوضحت الوثائق أنه تم تحميلها على Gulf Petroleum 4 ، وهي ناقلة تحمل علم ليبيريا تديرها شركة الخليج لخدمات الشحن (ش.م.ح).
وأكد مسئولو الأمم المتحدة أن الشركات المعنية مسجلة في الإمارات و تم تزويد الوقود في الإمارات العربية المتحدة لكنهم رفضوا تأكيد أسماء الشركات. وقال المسئولون إن تحقيقات الأمم المتحدة جارية لتحديد كيفية إجراء المعاملات المالية و معرفة المتورطين.
وأضافت الصحيفة أنه قد تم تفريغ الوقود في 16 مارس في مدينة بنغازي شرق ليبيا، وتظهر الوثائق أن الوقود تم طلبه من قبل شركة تسمى “الخطوط الجوية الليبية”، ولكن لم تتمكن “الفاينانشال تايمز” من التحقيق بالتفصيل بما يخص هذه الشركة.
وقال مسئولون ليبيون إن السفينة تعرضت لخطأ تقني بعد تفريغ الوقود وهي محتجزة في ميناء مصراتة الذي تسيطر عليه قوات حكومة الوفاق الوطني ، بانتظار التحقيق في انتهاك مزعوم للعقوبات.
من جهتها قالت مبعوث الأمم المتحدة “ويليامز”: نحن قلقون للغاية بشأن هذا الحادث نظرًا لأن الاستيراد غير القانوني لوقود الطائرات من قبل مؤسسة النفط في الشرق من المرجح جدا أنه يستخدم لدعم عمليات جوية، بينما تقوم المؤسسة الوطنية للنفط و مقرها طرابلس بتزويد مناطق شرق البلاد بكميات كافية من وقود الطائرات “للاستخدام التجاري”.
وتابعة الصحيفة الأمريكية بالقول: “في شرق البلاد، أنشأ الجيش الوطني الليبي مؤسسة نفط منافسة لمؤسسة النفط الوطنية ومقرها طرابلس، والمعترف بها دوليًا باعتبارها المستورد والمصدر الشرعي الوحيد للوقود من وإلى ليبيا”.
قالت المؤسسة الوطنية للنفط لصحيفة” فاينانشيال تايمز” إنه لا يوجد مبرر مدني لاستيراد وقود الطائرات إلى شرق ليبيا”، وتقوم المؤسسة الوطنية للنفط بتكرير وقود الطائرات، وقالت إنها زودت 73 ألف طن لشرق ليبيا العام الماضي لتزويد الطائرات التجارية بالوقود على الرغم من انخفاض الحركة الجوية بسبب الصراع من عام 2015 إلى 2018، وأنها زودت شرق البلاد بحوالي 45000 إلى 50000 طن متري من وقود الطائرات سنويًا.
و أوضحت المؤسسة الوطنية للنفط “للفينانشيال تايمز” أن المؤسسة في طرابلس هي الكيان الوحيد المسموح به قانونًا باستيراد الوقود إلى ليبيا، وتضمن المؤسسة دائمًا وجود ما يكفي من الوقود للطلب على الطيران المدني في جميع أنحاء البلاد، يأتي هذا من المصافي المحلية وعند الحاجة نستورد وقود الطائرات ولكن هذا نادر جدًا، مؤكدةً أنه لم يكن هناك نقص في وقود الطائرات في أي جزء من ليبيا في السنوات الأخيرة.