قالت وكالة “فرانس 24” في تقرير لها نشر اليوم الأحد إن الكثيرين في ليبيا اعتقدوا أنهم في مأمن من الوباء الذي انتشر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الدول المجاورة لشمال إفريقيا .
ونقلت الوكالة الفرنسية عن الأكاديمي “مؤيد العيساوي ” قوله للوكالة في وقت سابق من شهر مارس “نحن محميون من الفيروس في ليبيا و تم إغلاق المنافذ البحرية والجوية وكافة الأماكن العامة.
ومع ذلك تخشى الأمم المتحدة الآن نتيجة كارثية قد تحدث في ليبيا، في حين أن الأطراف المتصارعة يواصلان أعمال العنف في البلاد وقد يؤدي ذلك إلى مخاوف بشأن المخاطر التي يتعرض لها المدنيون الذين يجدون أنفسهم محاصرين وسط الاشتباكات.
ليس من المستغرب أن هيئة الأمم المتحدة حريصة جدا لذلك، وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن نظام الرعاية الصحي الليبي في “تدهور مستمر” لأن العديد من المستشفيات والعيادات تضررت أثناء القتال، بحسب وصف الوكالة.
على الرغم من جهود الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، فإن النقص في الموظفين المؤهلين وتعطيل سلاسل التوريد بسبب النزاع ونقص الأدوية والمعدات الطبية، يجعل توفير الرعاية الصحية أمرًا صعبًا وليس فقط في الأجزاء المعزولة من البلاد.
وحثت وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني جميع العاملين الطبيين على الذهاب والعمل على خط المواجهة في المستشفيات، حيث تم بالفعل تعبئة العاملين في مجال الرعاية الصحية ليكونوا مستعدين لمواجهة “الوباء”، كما أعلنت حكومة الوفاق الوطني أنه سيتم إنشاء العديد من مواقع الحجر الصحي، بما في ذلك موقعان في طرابلس لعزل المصابين بهذا الفيروس.
وتضيف الوكالة أن الناس يكافحون بالفعل للوصول إلى الرعاية الصحية، ومع ذلك قال “أحمد الحاسي” المتحدث باسم اللجنة الطبية الاستشارية لوباء فيروس كورونا إنه بغض النظر عن غرف العناية المركزة التي تم إعدادها، فإن ليبيا “لن تكون قادرة على التعامل مع هذا الوباء بسب قدراتها المحدودة”.
لقد اتخذ الليبيون بالتأكيد احتياطات كما يتضح من بيع المنتجات في محلات السوبر ماركت والصيدليات.
وقال منير الهازل مدير شركة استيراد المعدات الطبية والأدوية لوكالة الأنباء الفرنسية إن مخزون المنتجات الصحية مثل المناديل والأقنعة والقفازات بدأ ينفذ.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد أعربت عن أسفها لحقيقة الوضع المتأزم، بينما يشارك العالم بأسره في مكافحة انتشار”فيروس كورونا ” الذي طغى على البلدان ذات الموارد والبنية الصحية الجيدة، فإن العنف في ليبيا يستمر في إلحاق الضرر بها والمعاناة والخسائر المادية والمدنية، وفي ضوء ذلك أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على أنه ينبغي على الليبيين “تحويل تركيزهم إلى المعركة ضد وباء كورونا القاتل” والدخول في هدنة يحترمها الطرفان.