منذ الثاني من شهر مارس الجاري استيقظ المواطنون على خبر إيقاف منظومة الــ10 ألاف دولار وبدأ سعر الدولار في الارتفاع الأمر الذي أربك المواطن وأثقل كاهله، إذ تعتبر منظومة الــ10 ألف دولار مخرجاً لقوت المواطن ..
ومع استمرار قفل المنظومة تواصل الدولار في ارتفاعه بالسوق الموازي حتى كسر حاجز الــ5 دينار اليوم .. الأمر الذي سيتبعه عدة عواقب وارتفاع في الأسعار جملةً.
تواصلت صدى كعادتها لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع غير المسبوق منذ قرابة السنتين..
فقد قال الخبير المصرفي “عادل الكيلاني” إن سبب ارتفاع العملات يرجع إلى نقص المعروض من العملة الصعبة “الدولار ، اليورو” من المصارف، كذلك بسبب توقف منحة أرباب الأسر، وصعوبة الحصول على الاعتمادات، إضافةً لإقفال منظومة الــ10 آلاف دولار، كذلك اقتراب شهر رمضان وما يترتب عنه من ارتفاع في الطلب على السلع والمنتجات، مما سيشكل كثرة الطلب على الدولار، أيضاً إغلاق الموانئ النفطية التي تعتبر المورد الرئيسي للمواطنين.
وأكد “علي الصلح” الخبير الاقتصادي في تصريح لصحيفة صدى أن سبب ارتفاع الدولار اليوم هو تأثر السوق بشكل مباشر بالسوق الدولية وذلك بسبب انتشار فيروس كورونا وانخفاض أسعار البترول وارتفاع أسعار الذهب، وبالتالي يتأثر السوق بالطلب العالمي للسلع وخاصة الصين وانخفاض الطلب على العملات الصعبة بسبب توقعات الركود فقط، مضيفاً أن الأمر يتعلق بالنشاط الاقتصادي والمرتبات في ليبيا المسؤول الأول عن حركة السوق.
كما أكد تاجر عملة بالسوق السوداء “زكريا القاضي” في تصريح لصدى أن سبب ارتفاع الدولار اليوم بالسوق الموازي يرجع إلى أنه كان من المحتمل فتح منظومة الــ10 ألاف دولار اليوم، وبسبب عدم فتحها اليوم قام التجار بالسوق برفع الدولار ليتجاوز حاجز الــ5 دينار.
وذكر الخبير النفطي “عبدالسلام بن عاشور” أنه من أسباب ارتفاع الدولار اليوم توصية من محافظ المصرف المركزي ” الصديق الكبير” بزيادة الرسوم على بيع النقد الأجنبي إلى 200% بدل ما هو الآن 163 %، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يستمر التذبذب فى السعر مادام لا توجد سياسة ثابتة وانتشار الشائعات فى السوق الموازي والتى يروجها التجار المتحكمين فى هذا السوق.
أما الخيبر الاقتصادي ” محمد شوبار” فقد رجح سبب ارتفاع الدولار لهذا الحد لعدة عوامل منها العرض والطلب وكثرة الشائعات بخصوص ارتفاع وانخفاض فرض رسوم على بيع الدولار بمصرف ليبيا المركزي وتأخر بيع منح أرباب الأسر، وكل تلك الأسباب متعلقة بحجم عرض النقد الأجنبي في السوق من قبل مصرف ليبيا المركزي وهذا يحدث في ظل توقف لتصدير النفط الذي يعتبر المورد الأساسي للنقد الأجنبي والعمود الفقري للاقتصاد الليبي.
ختاماً .. هل حقاً كل تلك الأسباب أثرت على ارتفاع الدولار إلى هذا الحد، وهل سيظل الدولار على حاله .. أم سيرافقه ارتفاع ليصل إلى أعلى مستوياته …