يقول ” Martin Plaut ” باحت أكاديمي في جامعة لندن :
لقد كانت الصور رهيبة ، المعدن والخرسانة الملتوية وكل ما تبقى بعد تفجير فى مركز احتجاز تاجوراء في العاصمة الليبية طرابلس ، حيث تجمع الناس في الخارج يصلون ويبكون من أجل أولئك الذين حوصروا في الداخل كانت غارة جوية عنيفة في 2 يوليو الماضي أسفرت عن مقتل 53 شخصًا على الأقل وإصابة العديد.
ويضيف ” Martin ” في مقاله الذي نشر في صحيفة ” The Globe Post” اليوم الجمعة ” أن هناك حوالى 200 لاجئ وطالب لجوء في ذلك الوقت تم إطلاق سراح بعضهم في خطوة رحب بها الاتحاد الأوروبي لكن بيانهم الذي يصف التطور بأنه “إيجابي” أعطي تعبيراً أجوف.
فبعد فترة ليست بطويلة حاول 90 شخصًا آخر العمل بخفر السواحل الليبي بعد أن تم تدريبهم وتجهيزهم للأتحاد الأوروبي وأن هناك 6000 مهاجر أفريقي يائس في جميع أنحاء ليبيا .
كما أن المراكز تعتبر في الواقع جزءًا كبيرًا من البرنامج التى حدده السياسيون الأوربيون للمهاجرين سواءً كانوا يأتون لأسباب اقتصادية أو كلاجئين.
وقد هدد صعود الأحزاب الشعبية في النظام السياسي الأوروبي تزايد مخاطر الهجرة غير الشرعية والتى تعتبر القضية الأكثر ” سمية ” ولكن في انتخابات مايو 2019 عبر الاتحاد الأوروبي عن رأى الشعوبيين الذين فشلوا في صنع الأرض التي كانوا يأملون قيامها (باستثناء المملكة المتحدة) ولكن بدلاً من ذلك كان هناك زيادة في دعم الأحزاب الليبرالية والخضراء.
وتطرق الكاتب إلى الجدار على طول البحر الأبيض المتوسط ، حيث كان الانخفاض في أعداد المهاجرين دراماتيكيًا حيث كانت إحصائيات الاتحاد الأوروبي االأخيرة عام 2015 أكد وصول أكثر من مليون مهاجر حيث ذكر أنه تم وصول غير منتظم إلى الأتحاد الأوروبي ، وقد حدث انخفاض وبشكل كبير منذ ذروة أزمة الهجرة في عام 2015 مرة أخرى في الفترة بين يناير ويونيو 2019 وتم تسجيل 35000 وصول غير منتظم “.
إن ما حدث هو مسألة سياسة بسيطة ، ففي الوقت الذى تحدث فيه الرئيس دونالد ترامب عن بناء حدود أمريكية مكسيكية ، كان تصرف الأوروبيين “كما تمت الإشارة قبل أكثر من عامين هو الجدار” .
ويؤكد الكاتب أن هذا صحيح بشكل خاص بالنسبة للمهاجرين الأفارقة على طول البحر الأبيض المتوسط ، حيث تم بناء “جدار” افتراضي من جزر الكناري إلى سيناء في الشرق ، ووضعت عقبات لا يمكن اختراقها في طريقهم فلا عجب أن الفيضان قد تحول إلى هشاشة!
لقد تم دفع ثمن هذا “النجاح” حيث سيغرق المهاجرون بانتظام في البحر المتوسط وأن العمليات التي تقوم بها سفن الإنقاذ التي تلتقط أولئك الذين يصطدمون بالصعوبات قد توقفت بالفعل.
لكن هذا ليس “الطوب” الوحيد في “جدار” الاتحاد الأوروبي ، ففي العاصمة السودانية ” الخرطوم ” يجهز المهاجرون الأفارقة مركزًا إقليميًا للعمليات حيث يشمل عمل الاتحاد الأوروبي في السودان دعم العديد من مراكز الاحتجاز التي يحتجز فيها المهاجرون.
أما بالنسبة للنيجر وهي المكان الأخر لمرافق الاحتجاز التي تدعمها الاتحاد الأوروبي ، ولغرض مماثل فإن الأفارقة الذين يصلون إلى النيجرغالبًا وبعد بيع مدخرات حياتهم وأعطائها للمهربين يجدون أنفسهم محتجزين ويتم إقناعهم بالعودة إلى بلدانهم الأصلية.
أولئك الذين يتم أسرهم في ليبيا أو في قوارب البحر الأبيض المتوسط يواجهون معاملة مماثلة ، أن هذه كلها جزء من خطط الاتحاد الأوروبي لوقف وتحديد تدفق المهاجرين الباحثين عن ملاذ آمن على الشواطئ الأوروبية.
لقد اقترح الإيطاليون مؤخرًا أنه ينبغي السماح للمهاجرين بالقيام بهذه الرحلة ولكن هناك مشكلة :
أن الخطة هي أنهم لن يهبطوا في أول بلد آمن ولكن بدلاً من ذلك يتم توفير ملاذ آمن لهم في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي و سيتم إعفاء إيطاليا وإسبانيا واليونان من المزيد من الهجرة ، وقد رفضت بعض الدول الأوروبية بشكل قاطع القيام بذلك.
حيث تمكنت المجر على سبيل المثال ، من منع أي شخص من عبور حدوده دون إذن و تم تركيب جدران من الأسلاك الشائكة في عام 2015 ، وقام رئيس الوزراء فيكتور أوربان بمقاومة الهجرة إلى الخطة المركزية لسياسات حكومته.
وينهي الكاتب مقاله قائلاً :
أن الاتحاد الأوروبي يدرك حقًا مدى فظاعة الظروف السائدة في مراكز الاحتجاز الليبية و لكن بالنسبة للسياسيين الأوروبيين ليست هذه هي القضية ، ولكن الحفاظ على تهديدات الأحزاب الشعبية في مكان آمن هو الأكثر شعبية .