ليبيا تستقبل عيد العمال بأربعة أشهر من عدم سداد المرتبات

تعود قصة هذا العيد إلى القرن التاسع عندما بدأ العمال في “أمريكا، وكندا، وأستراليا” احتجاجات لتخفيض ساعات العمل إلى 8 ساعات حيث بدأت الاحتجاجات في استراليا في أبريل 1856 ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1885 بمدينة شيكاغو ثم انتقلت إلى ولاية كاليفورنيا، وبعد ذلك امتدت الاحتجاجات إلى تورونتو بكندا

الذكرى المأساوية وراء الحدث

نظم العمال في شيكاغو الأمريكية إضراباً عن العمل شارك فيه ما بين 350 و400 ألف عامل في 1 مايو من عام 1886 ، وكانت من أهم مطالبهم تحديد ساعات العمل وتقليصها إلى ثماني ساعات تحت شعار “ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع”

لم يرق للسلطات وأصحاب المعامل الشلل الذي ضرب الحركة الاقتصادية في شيكاغو، وقامت الشرطة بالتصدي للاحتجاجات بالرصاص الحي وقتلت عدداً منهم، وأعقب ذلك إلقاء قنبلة في وسط تجمع للشرطة ما أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة، واعتُقِلَ على إثر ذلك العديد من قادة العمال وحكم على 4 منهم بالإعدام، وزج عدد أخر منهم في السجون وقد سميت تلك الأحداث بذكرى “هايماركت”
قتل عدد آخر من العمال على يد الجيش الأمريكي فيما عرف بـ اضراب “بولمان” عام 1894 ثم سعى الرئيس الأمريكي “غروفر كليفلاند” لإنهاء النزاع مع العمال ومصالحتهم من خلال تشريع عيد العمال وإعلانه إجازة رسمية للعمال.

احياء الذكرى على مستوى عالمي

انتقلت قضية “هايماركت” من أميركا وبلغ صداها العمال في بقاع عديد العالم، وأحيا المؤتمر الأول للأممية الاشتراكية وهي منظمة كانت تضم 162 دولة في أروقتها قبل إنشاء الأمم المتحدة أحيت ذكراها في العاصمة الفرنسية باريس عام 1889، وتمت الدعوة لمظاهرات دولية لإحياء ذكرى هايماركت عام 1890، وفي العام الموالي اعترفت الأممية الاشتراكية في مؤتمرها الثاني بـ “عيد العمال” حدثا سنويا. وفي عام 1904 دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية وخاصة الاشتراكية منها في جميع أنحاء العالم إلى عدم العمل في الأول من مايو من كل عام، وتم السعي لجعله يوم إجازة رسمية في عشرات الدول.

علاقة ليبيا بعيد العمال 

تحتفل ليبيا بعيد العمال بإعلان الأول من مايو عطلة رسمية في كل المؤسسات والهيئات والادارية وقد سجل أول احتفال بهذه المناسبة في عام 2012.

هل يحافظ العامل الليبي على عدد ساعات العمل الـ 8 ؟

إن الاجابة عن هذا السؤال قد يكون في وضع المؤسسات الحكومية في ليبيا ومدى التزام الموظفين بالتواجد فيها من الساعة 8 صباحاً حتى الـ 2 ظهراً وإنجاز الوظائف وعدم تعطيل معاملات المواطنين.

هل ينال العامل في ليبيا حقوقه نظير خدماته ؟

قد يجيب على هذا السؤال المدة التي قضاها الليبيون العاملون بالقطاع الحكومي وهو المصدر الأكبر من حيث توظيف المواطنين في ليبيا بحوالي 1،800.000 مليون موظف في ممارسة وظائفهم بدون تقاضي مرتباتهم وهي 4 أشهر كاملة.