Skip to main content
مأساة إنسانية وشيكة بمركز ايواء الحمراء للمهاجرين
|

مأساة إنسانية وشيكة بمركز ايواء الحمراء للمهاجرين

صدى تنقل لكم  تقرير عن عمل المنظمة الدولية للهجرة غير شرعية في ليبيا حيث ذكر “وليد القادري” في مقاله :
يقف مركز الحمراء لإيواء المهاجرين غير الشرعيين على أعتاب أزمة إنسانية وشيكة نتيجة قلة الدعم والاهتمام المطلوبين من قبل الجهات المختصة بالهجرة غير الشرعية في ليبيا والمنظمات الدولية العاملة بليبيا ، وعلى رأسهم المنظمة الدولية للهجرة غير الشرعية (IOM).
ويعد مركز ايواء الحمراء بمدينة غريان (75) كم جنوب العاصمة طرابلس، المركز الوحيد في ليبيا المنشا خصيصا لإيواء المهاجرين غير الشرعيين ، حيث أنشى (2006) من قبل الاتحاد الأوروبي وفقا لمعايير فنية ولوجستية خاصة أهمها بعده عن التجمعات السكانية ، حيث يبعد عن مركز مدينة غريان حوالي (25) وبعده عن نقاط التهريب بالسواحل الليبية ، وهو مقسم إلى 3 قواطع ( A-B-C) القاطع A خدمي وأداري والبقية عنابر لإقامة المهاجرين والسعة الاستيعابية (3000- 3500) مهاجر، ورغم ذلك يعاني المركز من انتشار الأمراض الجلدية الخطيرة أهمها الجرب حيث يوجد حوالي (250) إصابة بهذا المرض بالإضافة لانتشار أمراض خطيرة أخري مثل ( الوباء الكبدي – السل – الايدز).. فلا طعام جيد ولا ملابس ولا نظافة و لا صحة, والمشرفين على المركز من رجال الأمن في حالة عجز تام ، ومعرضين للإصابة بالإمراض الجلدية والأوبئة المنتشرة بين الموقفين بالمركز بسبب عدم وجود لقحات وقائية وعيادة طبية خاصة، وانتشار الروائح الكريهة الناتجة عن إمتلاء الآبار السوداء وعدم صلاحيتها حيث تحتاج لتجديد وتوسيع لتكفي حاجة العدد الكبير من المهاجرين الموجود بالمركز .
نأساة الموقفين في هذا المركز لا يمكن أن تشعر بهولها وضخامتها إلا عند زيارته والحديث مع المسؤلين فيه والحديث مع المهاجرين الموقفين وسماع حكايات عذاب وقهر الإيقاف بعد فشل تجربة تحقيق الحلم والوصول لأوروبا عبر قوارب الهجرة غير الشرعية المنطلقة من مناطق الساحل الغربي الليبي تحديدا.

مديرمركز الإيواء المقدم ( بدر مفتاح ) أكد أن منظمة الهجرة ( iom) لم تقم منذ شهر (11 – 2016) بتقديم المساعدات الإنسانية المفترض أن تقدمها وفقا للاتفاقية الدولية مع ليبيا وهي ( ملابس – مواد تنظيف – رعاية صحية ) وبعد انقطاع أشهر قامت في شهر فبراير الماضي بإعطاء عدد ( 230) فراش ونفس العدد وسائد وبطاطين.
ويضيف ( مشكلتنا لا تكمن هنا فقط بل نعاني من الصرف الصحي وثلوت الآبار السوداء التي لم تجدد منذ أنشاء المركز وتحتاج كل عملية شفط وتفريغ لهذه الآبار مابين (20 – 30 ) سيارة شفط كبيرة لإفراغها وتتم هذه العملية بشكل أسبوعي تقريبا، كما نقوم بجلب المياه للشرب وللغسيل يوميا من خارج المركز وكلها تكاليف باهظة في حين أن البئر الجوفي الموجود بداخل المركز يحتاج لصيانة بسيطة جدا فقط متمثله في ( مضخة مياه – كابل كهربائي) والشئ المستغرب أن تقوم منظمة لديها دعم هائل وكبير بتركيب محطة تحليه منزلية صغيرة لا تكفي حاجة المركز إطلاقاً، والأكثر استغرابا هو إصرار مسؤلي المنظمة على تركيب سخانات مياه غير مطابقة للمواصفات الفنية، والتى اعتمدتها الشركة المنفذة للمركز حيث كانت هناك سخانات كبيرة وكافية سعة الواحدة (250) لتر وخصصت لكل عنبر عدد 2، وتفاجئنا عند تغييرها بتركيب سخانات صغيرة جدا سعة (80) لتر وتركيب شبكة توصيل مياه داخلية ما سبب أزمة حقيقة وتعد مخالفة صريحه لمواصفات الإنشاء والصيانة.
وبإستكمال الزيارة  لمركز الحمراء والحديث مع مدير شركة التموين ( وسام عبشه) الذي يقوم بتوفير الطعام للموقوفين الذين يتخطون (1300) على اقل تقدير، حيث أكد بأنه من (14) شهرا لم يتقاضي مرتبه من جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الذي يضع شروطا خاصة لأجل التعاقد لتموين المراكز بحيث لا يتجاوز ثمن الوجبة الواحدة (10) د ل أي ما يعادل ( 1.25) دولار بحسب سعر صرف الدولار من المركزي !!

مشاركة الخبر