تحتل محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار فيما سبق دوراً ريادياً في قيادة الاستثمارات الليبية بأفريقيا، ويأتي تنوع هذه المحفظة حرصاً على عدم المخاطرة بالاستثمار في قطاع واحد، وبعد سنة 2011 وما تابعها فإن المحفظة عانت من عدة اهتزازات أهمها الانقسام الذي حدث سنة 2014 بإدارتها حيث باشر أحد أجسامها الموازية عمله من مالطا حتى سنة 2018.
صدى رصدت آخر تحركات المؤسسة تجاه المحفظة وتلقي من خلال هذا التقرير ظلالاً على ذلك:
انقسام محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار
تعاني محفظة ليبيا أفريقيا من صعوبة التواصل فيما بينها وبين شركاتها التابعة وحدوث انقسام في إداراتها، والتي تعتبر أكبر المحافظ الاستثمارية حيث انقسمت إلى عدة إدارات تتبعها، هذا مع وجود عسر مالى لديها مما ألجأها البحث عن مصادر تمويل، وأدى ذلك إلى صعوبة التعامل مع جهاتها الخارجية و خسارة علاقاتها الدولية، رغم أن مكافأت مجلس إدارتها تتجاوز ال18 ألف مع علاوات السفر إلا أنها فشلت في تواصلها مع الشركات التابعة وكذلك متابعة استثماراتها.
إعادة تشكيل إدارة محفظة ليبيا أفريقيا
رغم أنه في البداية ألزم رئيس مجلس إدارة المؤسسة الليبية للاستثمار “علي محمود” إدارة محفظة ليبيا أفريقيا عدم تغيير مجالس الإدارة بالشركات التابعة للمحفظة إلا بعد موافاة المؤسسة بالمعايير وضوابط الانتقاء التي تم الاستناد عليها خلال الاختيار.
ولكن وبعد ذلك قامت المؤسسة الليبية للاستثمار بإصدار قرار لإعادة تشكيل مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار، و يتمثل في تكليف “ياسر محمد زاوية” كرئيس لمجلس إدارة المحفظة، ووائل جاد الله عزوز بلقاسم نائباً للرئيس ، ومحمد صالح قريرة عضو مجلس الإدارة، وأحمد عمر العبدودي عضو مجلس الإدارة، وأسامة عبدالسلام حيدر ايضاً عضو مجلس إدارة المحفظة.
“السراج” يوقف قرار رئيس مجلس إدارة المؤسسة الليبية للاستثمار :
و لكن وفي نفس اليوم وفي خطوة مفاجأة قام رئيس المجلس الرئاسي ورئيس مجلس أمناء المؤسسة “فائز السراج” بإيقاف قرار رئيس مجلس الإدارة و المدير التنفيذي للمؤسسة الليبية للاستثمار بشأن إعادة تشكيل مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار.
كما طالب “السراج” بتقييم أداء مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار منذ تكليفه و حتى تاريخه، بالإضافة إلى تقديم بيانات تتضمن السير الذاتية لمجلس الإدارة الذي تم تكليفه بموجب قرار رقم (35) الصادر عن رئيس مجلس ادارة المؤسسة ، وتلاه القرار رقم (36) بشأن إعفاء المدير التنفيذي السابق “كامل القصير” الموقوف أصلاً عن عمله بدعاوى فساد.
ويأتي قرار الإيقاف من قبل رئيس المجلس الرئاسي وهو أيضاً رئيس مجلس أمناء المؤسسة بحسب القانون، بناءً على عدم مشاورة “فائز السراج” وإعلامه بإجراءات تغيير مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا قبل القيام بذلك الإجراء .
السراج يعتمد مجلس الإدارة الجديد
و في تأكيد لمصدر مسؤول بمحفطة ليبيا أفريقيا لصحيفة صدى الاقتصادية قال إنه تم اعتماد مجلس الإدارة الجديد من قبل رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني “فائز السراج” بعد دراسة السير الذاتية لمجلس الإدارة الجديد ولكن لم يباشر المجلس العمل وسيتم إجراء تعديلات في بعض الشخصيات.
رغم تعدد مدراء المحفظة وإعادة تسمية مجلس إدارتها إلا أن ذلك لم يحل مشاكل المحفظة المالية ولا درء المخاطر الملحقة باستثماراتها فلا زال نزيف مصادرها ومواردها قائماً حتى باتت في إعسار مالي وتعجز عن الوفاء بالتزاماتها ويبدو أنها دخلت في نفق مظلم ربما لا يوجد نور في آخره.
