كتب: الخبير الاقتصادي “محمد أحمد” – المستشار في مجال الاستثمارات النفطية وتسويق النفط
لن أصدع رؤوسكم ولن أثير مخاوفكم عن الآثار الصحية والشائعات والحقيقة عن التفشي الحالي وهجوم فيروسات كورونا وانفلونزا الطيور. اللهم يجنبنا شرور هذه الأوبئة ويحفظ أوطاننا وأهلنا.
رأيت أن أطلعكم على ما يحدث في الاقتصاد العالمي من التواءات نتيجة هذه الظروف التي يمر بها العالم، من خلال قراءة المؤشرات الأساسية التي لها علاقة بالأداء الاقتصادي في شهر يناير 2020.
الاقتصاديون عادة ما يركزوا على عدد محدود من المؤشرات وهي مؤشرات قيمة العملة، الفائدة، الأسهم، المعادن، وأحيانا النفط. مؤشرات يتم نشرها وقتيًا في بورصات العالم الرئيسية: نيويورك، لندن، ألمانيا، الصين.
هنا نختار المؤشرات التي تنشرها صحيفة فايننشال تايمز الإنجليزية وهي متوفرة في صفحتها للعموم.
بالنسبة للعملة ..
نختار سعر صرف الدولار مقابل اليورو حيث نلاحظ أن الاتجاه العام كان لصالح كسب الدولار لقيمة إضافية مقابل اليورو وهذا الاتجاه يعتبر عاديا في أوقات الهلع والالتجاء للداعم الأخضر بعد سحب الاستثمارات من المناطق التي تبدأ فيها ارتفاع لنسبة المخاطرة. لا يتوفر في نظام الفايننشال تايمز مقارنة بين الدولار واليوان الصيني ولكني أجريت مقارنة مع الين الياباني وتلاحظون كيف انخفض الين ضد الدولار بعد توارد أخبار انتشار المرض.
بالنسبة للفائدة ..
وهي مؤشر هام من السوق المفتوح (أو الفائدة المتداولة بين البنوك ليبور)، حيث نرى من الجدول أن معدل الفائدة على الدولار انخفض بقوة خلال الأسبوع الماضي من 2.41% إلى 1.57%. هذا بعكس الاتجاه الذي كان سائدا من شهر حيث بمقارنته باليوم فإن المعدل كان 1.69%. هذا التقلب قد يعود إلى تشكك المستثمرين في الركون إلى العملة بشكل عام.
بالنسبة للسندات ..
السندات شهدت أيضا تطورا ملحوظا خلال شهر الكورونا، تراجعت قيمة كل السندات تقريبًا ولكن بصورة متفاوتة، في العموم لازالت الأمريكية هي الأكثر عائدًا ومن ثم تأتي البريطانية ولكن، هناك ضغط كبير على سندات 2-5 سنوات كما تلاحظون في هبوط المنحنى الأخضر وهو الذي يعكس آخر قيمة لعائدات السندات. الانخفاض الأمريكي والبريطاني كبير حيث يصل إلي ما يقارب 0.5 نقطة مئوية. السندات قصيرة الأجل حتى 6 شهور لازالت متماسكة في أمريكا وبريطانيا.
بالنسبة للمعادن.
الذهب كالمعتاد لا يقطع عادة، فهو الملجأ الأخير في أوقات الأزمات، ارتفاع كبير خصوصا إذا ما لوحظ من الرسم الذي يعكس التطور في 6 أشهر. ارتفاع مبرر بتراجع سوق العملات سواء كقيمة أو كسعر فائدة، كذلك سوق الأسهم. ارتفاع ما يقارب 20% في سنة، وفي شهر يناير فقط من 1480 دولار نهاية ديسمبر 2019 إلى 1580 في نهاية يناير 2020 أي ما يقارب 6%.
بالنسبة للأسهم ..
إخترت ستاندرد آند بورز 500 الأمريكية كمقياس أساسي حيث تراجع المؤشر بحدة خلال شهر يناير بعد ما كان قد وصل الذروة في منتصف الشهر بعد عقد صفقة تجارية مع الصين. الأمر قد لا يبدو حاليًا مزعجًا إلى حد كبير إذا ما نظرنا لتطور المؤشر خلال سنة 2019 أو حتى بمقارنته ببعض المؤشرات العالمية الأخرى. الانخفاض الحادث في بريطانيا مؤشر الفوتسي 350 أكثر حدة 1% لمؤشر ستاندرد مقارنة بـ 4% مؤشر فوتسي 350، بينما مؤشر شنغهاي يشير إلى انخفاض أكثر حدة بالرغم من توقفه الأسبوع الماضي بمناسبة العطلات في الصين.
إذا ما غيرنا زاوية النظر إلى المقارنة في 2019، فبالرغم من التذبذب الذي شهده مؤشر شنغهاي إلا أنه أبلى جيدًا مقارنة بالمؤشر الأمريكي والمؤشر البريطاني خصوصًا في النصف الأول من سنة 2019.
بالنسبة للنفط ..
في شهر كورونا تراجع برنت تقريبا 10 دولار للبرميل، التراجع الأول حتى منتصف الشهر يرجع بالأساس إلى ارتفاع المخزونات نتيجة عدم السحب بسبب الشتاء الدافئ نسبيا، الموجة الثانية من الانخفاض جاءت تأثرا بتوقعات انعكاسات أزمة كورونا على الطلب خصوصا في الصين.
بمقارنة سعر برنت بسعر خام وست تكساس خلال 2019 يلاحظ ارتباطهما في الانخفاض مع تباطؤ من جانب خام غرب تكساس نتيجة تأثر برنت المبدئي بتطورات الأسعار العالمية وسياسات أوبك.