ذكرت مجلة ” Forbes ” الأمريكية يوم الجمعة بأن رؤوس الأموال والشركات يعملون من أجل توفير أماكن العمل المشتركة والتى دعمت الثورة في ظل حرب أهلية وحشية ، حيث ركزت بعض الشركات الليبية على المستقبل وعلى التفاؤل بأن العاصمة قد تفتح أبوابها مجدداً مما سيوفر لرجال الأعمال مكانًا آمنًا لبدء الأعمال التجارية وبناءها.
أما على الصعيد الدولي فإن العمل المشترك بين الشركاء تعرض إلى التشويه بسبب الحرب، حيث شهدت البلاد انهيار تقييمها الأقتصادي وتلاشت الآمال في إدراج سوق الأسهم في ليبيا ولكن رغم ذلك فإن القضايا المتعلقة بالقطاع أكثر بين قوسين هى الأكثر ( تشويشًا ).
ونقلت المجلة عن “طارق بن عروين ” مؤسس مركز فرست سنتر الذي يدعي أنه أول مكان عمل مشترك يتم افتتاحه في ليبيا قوله :
“إن مشهد ريادة الأعمال صغير جدًا في ليبيا، حيث أن الناس لم يكن لديها أدنى فكرة عن العمل المشترك وكان علينا أن نظهر بالنسبة لهم بأنه لا بأس في مشاركة مساحة عمل ولا بأس في استقبال العملاء في مبنى توجد به شركات أخرى لقد استغرق الأمر بعض الوقت للناس لتقبل الانفتاح على المشاركة في نفس بيئة العمل”.
وأضاف:
شيء واحد في مثل هذه المساحات هو بالفعل في صالحهم وهى الخدمات الموثوقة، حيث أن أهم لبنات بناء الحياة الحديثة مثل الكهرباء والواي فاي لا تعتبر معطيات في اقتصاد يمزقه الصراع، لذلك فإن الحصول على مولد واتصال الإنترنت جيد يحظيان التقدير الأكبر.
ويقول “عضو مجلس إدارة “Hive Co-working” : “إنهم الزبائن يحبون خدماتنا حقًا حيث لا يوجد انقطاع في الطاقة والإنترنت عالي السرعة”.
حيث أن هناك بعض المزايا الأخرى وأنه خيار منخفض التكلفة نسبيًا بالنسبة لشركة الأعمال الحديثة في مدينة يمكن أن ترتفع فيها إيجارات المكاتب، حيث أن هذه المساحات مصممة أيضًا لأن تكون آمنة.
ويضيف “عندما بدأنا فعليا بالعمل قمنا بتسويقه كمكان عمل فعال من حيث التكلفة وقمنا بتركيب مولد وإنترنت فائق السرعة، وللعلم فإنه بدونهما لن يظهر أحد وأن الشيء الآخر الذي يبحثون عنه هو المكان الآمن لأن بيئتنا إيجابية للغاية مقارنة بما نسمع عنه وأنها مثل المهرب لبعض الناس داخل المدينة “.
إن نوع الشركات التي تنجذب إلى هذه المساحات مألوفة حيث قال مدير المشروع في Space 340 ” إن مستأجريه هم من مصممي الغرافيك و مطوري التطبيقات التعليمية وكذلك الأشخاص العاملين في قطاع الأغذية والخدمات الطبية والصناعات الإبداعية”.
حيث أنهم لا يضطرون كرواد أعمال في ليبيا فقط إلى القتال ضد الخدمات الضعيفة، لأن الوضع الأمنى غير مستقر وهناك فرص قليلة للحصول على التمويل، حيث أنهم بحاجة أيضًا إلى التعامل مع الأفكار الراسخة حول الحياة العملية.
وفي المقابل لقد تم إدخال بعض الإصلاحات في السنوات الأولى من هذا القرن ولكن ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به.
ويضيف عضو مجلس إدارة “Hive Co-working”:
“إنه ابتداءً من عام 2001/2002 بدأ حركة التطور في البلاد والانفتاح التدريجي على العالم حيث أن العديد من الشركات في ليبيا كانت تركز على الحكومة ولكن في الواقع أن من بين الأشياء التي نحتاج إلى التركيز عليها بشكل أكبر هو كيفية تحريك الاقتصاد ليكون اقتصادًا متنوعًا يركز على العملاء وعلى الأفراد للحصول على مزيد من الخدمات “.
إن الأمر سيستغرق وقتًا أطول حتى يحدث هذا والمواقف الاجتماعية بحاجة أيضًا إلى التغيير حيث تقول “إلسا بيري” المتحدثة باسم Expertise France وهي وكالة حكومية فرنسية تدعم تطوير نظام بيئي لريادة الأعمال في ليبيا” أن صورة رواد الأعمال سيئة للغاية، حيث يعتبر “عريس غير مقبول نوعا ما”.
بينما موقف مسؤولة الاتصالات في حاضنة ستريم في طرابلس يعتبر نوعا ما متغير حيث قالت “إن صورة رواد الأعمال تتحسن والآن سوف تتفاخر والدة العروس بأن صهرها له عمل”.
ومع ذلك قد يكون من الصعب على رواد الأعمال الحفاظ على الثقة والالتزام في وقت تعم البلاد بالقتال وعدم الاستقرار ويجد أولئك الذين يديرون مراكز العمل في بعض الأحيان أنهم مدعوون ليكونوا مرشدين بقدر ما يقدمون مساحات مكتبية.
ويضيف” بن روين” قائلاً: “نحن المدنيون يجب أن نظلوا إيجابيين ونتطلع إلى مستقبل أفضل، حيث أنه لدينا وقت للتنمية، ووقت للتدريب والوقت لقضاء المزيد في التفكير حول ما سنفعله حالما تستقر الأمور. وأنه لا يمكننا الانتظار وتضييع الوقت لاحقًا عندما تكون الأمور أكثر هدوءًا“.