Skip to main content
|||
|

معضلات ليبيا الاقتصادية هل من حل يلوح بالآفق؟

أيا كان قائلها سواء الملك الراحل ادريس السنوسي أو غيره تظل هذه الجملة من اصدق الجمل ( المحافظة على الاستقلال اصعب من نيله ) ، حقا فما يدور في هذه الرقعة الجغرافية المسماة ليبيا من مشاكل اقتصادية واجتماعية وفوقها سياسية يجعل منها وطن فوق صفيح ساخن فلا الساسة أفلحوا ولا الاقتصاديين تلمسوا طريقا للنمو ولا الاجتماعيين نجحوا في رتق نسيج اجتماعي مزقته الصراعات الجهوية.

ومن مشاكل وهموم الوطن يظل التهريب برأسه كمارد يزرع العقبات في طريق نماء وتنمية ينشدها الليبيون رغم اختلاف مشاربهم ومآربهم ، فوسط غياب بسط الدولة لسلطانها على تراب الوطن ومنافذه وفي ظل غياب الرقابة وانطفاء الضمير وسيادة لغة السلاح وطغيان المال الفاسد تتفاقم هذه المشكلة فمن تهريب للوقود علناً وخفية صباحاً ومساءً بمنافذ برية وبحرية بعد تآمر الحرس مع اللصوص ، الى قوافل بحرية من هجرة غير شرعية يتاجر فيها المهربون بالإنسان من الرضيع الى الطفل الى المرأة والشاب فالعمر لايهم طالما وجدت الاجرة وطالما لازالت احلام الجنة الاوروبية تطارد هؤلاء المخدوعين بِوهم انها فردوس الله في الأرض.

معضلات ليبيا الاقتصادية هل من حل يلوح بالآفق؟

وفي ظل تذبذب انتاج النفط والغاز بسبب الاعتصامات والاقفالات المتكررة في وقت ضعفت فيه السلطات المركزية بعد تشرذمها وتلظيها وتفتتها ، بات مورد الاقتصاد الوحيد في ليبيا في خطر داهم بسبب عبث العابثين واهمال المسئولين ولامبالاة من الليبيين وكأن الأمر لايعنيهم والأدهى والأنكى احساس الكثيرين أن ليبيا تطفو على برك نفطية وغازية وبِوهم خادع مفاده ان كثير من الدول مستعدة (تقتل حالها) على هذا النفط وذلك الغاز وباعتقادنا الخاطئ اننا المنتج الوحيد لهذه المادة ناسين ومتناسين ان العالم يبحث عن بدائل لها وان اسعارها صارت تنحدر انخفاضاً

معضلات ليبيا الاقتصادية هل من حل يلوح بالآفق؟

كما وان عوائدنا النفطية لم تعد كافية لتمويل ميزانيتنا العامة التى لم تثقلها مبالغ الدعم السلعي فحسب بل زادتها ارقام المرتبات لموظفي القطاع العام هما على هم والذين تضاعفت أعدادهم كما تضاعفت قيم مرتباتهم رغم انحسار انتاجيتهم بل وتدنيها ان لم نقل انعدامها.
ومما يزيد الامور سوءاً غياب السيولة عن المصارف في وقت غابت فيه الثقة بين المواطن موظفاً كان ام تاجراً مع نظام بلاده المصرفي فصار الكل عازفاً عن ايداع متحصلاته او مدخراته في تلك المصارف فصارت تلك المصارف ممراً ومعبراً للنقود فحسب بعد ان كانت مستقرا ومستودعا لها .

معضلات ليبيا الاقتصادية هل من حل يلوح بالآفق؟

ومع ارتفاع اسعار الدولار امام الدينار صار حلم الاعتمادات المستندية مطلبا ملحاً للجميع ، كيف لا ومكسب الدولار في عمليات المضاربة خمسة اضعاف وهو امر لاتحققه اي تجارة ولن تحققه قطعاً فالربح السريع لن يكلف سوى حاويات فارغة وفي احسن الاحوال قد تكون محشوه بورق فارغ او حتى تراب فالأمر صار سيّان لدى هؤلاء الجشعون..

مشاركة الخبر