رزق الحارمين للظالمين مثل شعبي لم يأتِ من فراغ فالعشرين ملياراً التي كانت مجرد رقم فأصبحت سراباً قد أعلنت الحكومة الليبية عن صرفها لقطاع الكهرباء، والتي لا تزال تنقطع إلى الآن مما أثر سلباً على الحياة المعيشية في ليبيا.
ثروات ليبيا تُنهب عبر معبر التهريب ومنها الحديد والكوابل الكهربائية التي شدت المواطن الليبي من عنقه بازدياد ارتفاع الأسعار في عملية بيع وشراء على حساب ليبيا من بعض التجار، فبعض الأعمال الإنشائية في ليبيا التي من المفترض أن تواكب التطور مثل الدول المجاورة لا تتم أعمالها إلا عند توفر الكهرباء في ظل التقنية الحديثه كأعمال المواقع الانشائية والمستشفيات وغيرها وخصوصاً في مناطق الجنوب التي تعاني من نقص حاد في الكهرباء والذي لا يطل عليهم نورها الا بعد اسبوع وأكثر، كما أنهم لا يملكون حتى المولدات الكهربائية لتغطية احتياجاتهم من الكهرباء التي باتت تتصاعد ساعات انقطاعها يوماً بعد يوم حتى أصبح الانقطاع برنامجاً يومياً يدوم لساعات طوال.
ولتسليط الأضواء على هذه الأزمة قامت صدى بإجراء لقاءات مع المواطنين المتضررين من هذه الأزمة :
مواطن أوضح قائلاً : إن الكهرباء تنقطع عنا كل صيف وشتاء بنفس الطريقة ففي الصيف حجة شركة الكهرباء ان السبب هو ارتفاع درجة الحرارة مما أدى إلى حرق بعض الكوابل وتوقف محطات التوليد عن العمل ، وفي فصل الشتاء كانت حجة الشركة هي زيادة الأحمال بفتح الآت التسخين والتدفئة وغيرها.
مواطن آخر عبر عن غضبه قائلاً : إن سبب انقطاع الكهرباء هو الشركة العامة للكهرباء بحد ذاتها فهي لا تنصف المواطنين بتوزيع طرح الأحمال فبعض المناطق لا تنقطع عنها الأنوار أبداً أي أنه لا توجد أزمة كهرباء حقيقة في ليبيا بل هي مجرد خلق أزمة لتشتيت الرأي العام حول بعض المشاكل الأخرى.
مواطن آخر قال : حقيقة إن انقطاع الكهرباء لا يسبب لي مشكلة كبرى في حال كان انقطاع التيار في حدود 3 ساعات، أما إذا زادت ساعات الانقطاع عن ذلك فهي ساعات ثقيلة ولسنا مؤهلين للتصدي لمثل هذه الأهوال، خصوصا وأن الوقود كذلك يشهد أزمات مما يجعلنا وإن كنا نملك مولدا كهربائيا فإننا نوفر جدا في استعماله، و طبعاً هذا الأمر لا ينطبق على عدد كبير من الأسر الليبية فهي قد لاتملك نقداً لذلك ويتحتم عليها عدّ الساعات انتظاراَ لعودة التيار الكهربائي مما يربك أفرادها ويفاقم من سوء أوضاعهم
وقد أوضح موظف بالشركة العامة للكهرباء أن سبب انقطاع الكهرباء هو عدم دفع المواطنين لفواتير الكهرباء منذ 2011 وكذلك سرقة الكوابل الكهربائية وتهريبها من قبل جهات مجهولة في ليبيا والتعدي على المحطات، بالإضافة إلى حادثة خطف مهندسي شركة إنكا تكنيك التركية الذي كانوا يعملون على استكمال مشروع محطة أوباري الغازية، “فأنا أُلقي باللوم على السلطات الليبية التي لا تؤمن المحطات و لا تكترث بأمر حماية موظفي الشركة العامة للكهرباء”.
من جهة أخرى أوضح مواطن من الجنوب الليبي قائلاً : إن الكهرباء تنقطع عنا يومياً لمدة تتجاوز 11 ساعة فنحن في الجنوب حتى من يملك مولدا فلا يستخدمه بسبب انعدام البنزين والديزل وكذلك سعر المولدات في الجنوب مرتفع جدا هذا من جهة ، ومن جهة أخرى نعيش مرارة تهريب المولدات على حدود ليبيا الجنوبية لدول مثل النيجر وبيعها ، وحتى المدفأة الطبيعة كالكانون والحطب والنار لم نعد نستطع استخدامها، فسعر الفحم للكيس الواحد تجاوز ال100 دينار.
وختاماً هل أصبح حلم المواطن في أن يطالب فقط بالإنصاف في توزيع طرح الأحمال بالمناطق؟ أم أنه فعلاً ستنتهي الأزمة الكهربائية عند دفع المواطنين لديونهم للشركة؟ وهل أصبح المواطن الليبي هو السبب في انقطاع الأنوار عنه؟