Skip to main content
من فوهات البنادق أرقام أرهقت شعب.
|

من فوهات البنادق أرقام أرهقت شعب.

استقبال اندلاع الثورة الليبية لم يكن سلميا من قبل النظام الحاكم، والرد الأول كان بواسطة أسلحة بدائية، منها بنادق قديمة كانت مخزنة من فترة الاحتلال الايطالي،و البنادق المصنوعة يدوية المنتشرة في غرب ليبيا، ليصبح السلاح بعدها ريشة ترسم ملامح ثورة فبراير.
مدن تتحول إلي تكنات عسكرية
بعد أن أصبحت هناك مدن بأسرها خارج نطاق سيطرة النظام، لم تجد لنفسها غير المعسكرات القريبة ملجأ لحماية نفسها، وكانوا يبحثون فقط عن الأسلحة الخفيفة المعروفة، فكُونت المجالس العسكرية، وأنضم إليها اغلب المدنين ، وأنشق عدد كبير من أبنائها من الكتائب المسلحة، والمناصب العسكرية، بالإضافة الي السلاح الخفيف الموزع علي الحرس الشعبي ، كما قام النظام بتوزيع مليون قطعة سلاح (كلاشنكوف) علي المواطنين.
ميراث صفقات الربع قرن
في عام 1979 اشترت ليبيا أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة ثلاثة مليارات وثمانمائة مليون دولار، اغلبها من الاتحاد السوفيتي، وكذلك في سنة 1980 استوردت بقيمة ثلاثة مليارات ومائة وخمسة عشر مليون دولار، وفي سنة 2008، دفعت مليارا ومائة مليون دولار لشراء الأسلحة، كما قال المهندس سليمان حمانة، وهو موظف الاستخبارات العسكرية سابقا، كما عمل كمهندس كمبيوتر في مركز أبحاث الجيش الليبي.
واضاف أن في العام 2009 أشترت أسلحة قيمتها بملياري دولار، وصارت ليبيا في سنة 2010 تمتلك 980 دبابة تحت الخدمة، و1225 دبابة مخزنة، تعاني من مشكلات في الصيانة، موزعة بين دبابة 180 دبابة(T-90Ss) و 200 دبابة (T-72s) و 100 دبابة (T-62s) و 500 دبابة (T-55s).
بالإضافة الي 20 ألف صاروخ مضاد للطائرات تطلق علي الكثف، وأيضا قرابة تسعة أطنان من غاز الخردل، و800 طن متري من مواد مكملة أخرى.
ويقدر عدد المخازن في ليبيا بحوالي 88 مخزن، دمر منه حلف الناتو 21 مخزنا.
بإلاضافة لوجود مصنعين في ليبيا لصناعة الأسلحة في سبها وبني وليد، وأخر للذخيرة في الخمس، كما قال عبد المنعم البكوش لصحيفة صدى وهو فني أسلحة في الجيش الليبي، حيث ذكر ان ليبيا تنتج حوالي 20 ألف رشاش سنويا، و5 الأف قطعة كلاشن كوف، وعدد بالمئات من المسدسات.
مخازن منتشرة
في شهر مارس 2011 جرت أول محاولة لكتائب النظام الدخول لمدينة الزنتان من الجهة الجنوبية ، حينها غنم الثوار
8 رشاشات (14.5) وحوالي 50 بندقية (كلاشنكوف) وبعض رشاشات (pkt) و4 قواذف (RBJ) ومجموعة من بنادق الصيد ، و تمكنوا فيها من غنم 3 دبابات نوع T72، وقاعدتين لإطلاق صواريخ الغراد، وسيارتين (م،ط) وأربعة شاحنات محملة بالدخائر.
محمد علي أحد ثوار المجلس العسكري نالوت تحدث لصحيفة صدي، كيف استقبلت المدينة ثورة فبراير، بعدما تحصلوا علي بعض الأسلحة الخفيفة من مراكز الأمن الموجودة في المدينة، ودخولهم لمعسكر اجوبية الذي وجدوا فيه حوالي 200 دبابة، وبعد فترة عثروا علي ترباستها، حيث كانت مخبأة في أحد خزانات المياه بالمعسكر، وقاموا بعدها باقتحام معسكر الغزايا القريب من المدينة بأسلحة بسيطة جدا، جلها قديمة أو مصنوعة يدوية.
وأيضا علي سبيل الذكر لا الحصر في 13/9/2011 وجد ثوار جادو كمية كبيرة من الذخائر بالقرب من مدينة الشويرف، وفي نفس الشهر عثر ثوار مدينة غريان علي مخزن كبير للأسلحة والذخائر بالقرب من مدينة سوكنه في منطقة الجفرة.
في مصراتة كانت هناك ستة كتائب أمنية، في 20/4 اقتحموا كتيبة حمزة والتي تعتبر أشرسها ، ليغنم منها الثوار كمية لابأس بها من السلاح، أما في 25/8/2011 عثر ثوار مصراته علي كمية كبيرة من الذخائر في الشركة التركية بوادي الربيع بالقرب من طرابلس، وأيضا في شهر سبتمبر عثروا في صحراء خشوم الخيل بين سرت وودان علي معسكر يحتوي علي كميات كبيرة من الذخائر.
وحتي سلاح البحرية لم يكن أفضل حالا، فالعقيد أيوب قاسم المتحدث باسم القوات البحرية الليبية، قال لصحيفة صدى إن ليبيا لم يكن لها تخطيط واضح في سياسية التسليح، وكان كل شئ غير مدروس، وفترة السبعينات والثمانيات شهدت دخول كميات كبيرة للجيش الليبي، حتي أصبحنا نحن في القوات البحرية نمتلك أسحلة ومعدات تفوق أعددنا البشرية كما وعددا، وليبيا كانت تمتلك حوالي 80 قطعة بحرية في الثمانيات، أما ألان فلا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.
بكل الأسعار اقتني سلاحك
بعد انتشار ثقافة السلاح في الشارع الليبي وارتفاع أسعاره، بدأ الطلب علي السلاح التركي كان كبيرا، رغم ان جودته ضعيفة وغير أمن في استعماله، لكن هناك فئة من الناس يستخدمونه بشكل شخصي للدفاع عن النفس، وسعره زهيد جدا مقارنة بالبلجكي أو البرازيلي اللذان وصلا لسعر 5000 دينار، أما التركي فان سعره يتراوح بين 200 دينار حتي 2500 دينار، ودخيرته غير حية.
وأيضا مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر مكانا نشاطا لمثل هذه الأسلحة وغيرها، وسهلة عملية الإقتناء والعرض، وعملية الشراء والبيع فيه كبيرة جدا.

مشاركة الخبر