منذ أبريل الماضي شهدت العاصمة حرباً كان الضحية الأكبر فيها هو المواطن في ظل الاشتباكات التي تشهدها مناطق جنوب العاصمة والقذائف التي تتساقط شمالها.
فقد طال ذلك القصف المخرج الوحيد للقاطنين بالعاصمة وهو مطار معيتيقة الدولي الذي شهد قصفا متكررا منذ اندلاع الحرب على العاصمة والذي على أثره توقفت الملاحة الجوية به عدة مرات مما شل حركة السفر للقاطنين خارج البلاد وداخلها.
وكعادتها تواصلت صدى مع أحد المسؤولين داخل المطار للاستيضاح عن وضع المطار، والذي صرح بأن مطار معيتيقة قد تعرض للقصف سبعة عشر مرة، مما نتج عنه إيقاف الملاحة الجوية عنه عدة مرات، والذي خلف خسائر عدة في مهبطه وطائراته التابعة لبعض الخطوط.
وتابع قائلاً أن مطار معيتيقة لا يحوي أي سلاح بمخازنه ولا يسخر أي طائرة حربية، مضيفاً أن كل رحلاته مدنية تنقل مواطنين ليبيين فقط.
هذه التصريحات وغيرها.. لم تسلم المطار من القصف المتكرر عليه ولم تسلم أي جهة أخرى.
فقد شمل القصف هذه المرة “ميناء طرابلس البحري” والذي يعد شريان الحياة للعاصمة فهو المورد الرئيسي للوقود والمواد الغدائية وغيرها..
وقال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني “فائز السراج” إن قصف ميناء طرابلس البحري والذي وصفه بـ “الاعتداء الغبي”، قد طال احتياجات المواطنين من مواد غذائية وتجهيزات طبية، وكاد أن يؤدي إلى كارثة أكبر نظرا لوجود ناقلات تحوي وقودًا وغازًا سائلا كان جاهزا للتفريغ ونقله عبر الشاحنات.
وأضاف “السراج” أن استمرار هذه الاعتداءات طيلة 10 أشهر في ظل صمت المجتمع الدولي ومحاولة استرضاء الطرف الآخر والتعامل معه كأمر واقع هو بمثابة موافقة ضمنية على الاستمرار في ما يقوم به، مشيرا إلى أن حكومته سئمتْ البيانات “العقيمة” للمجتمع الدولي والتي لا تسمي الأشياء بمسمياتها وتحاول تسمية طرفين متصارعين، في الوقت الذي يوجد فيه طرف “مجرم قاتل” وطرف مدافع عن نفسه وأهله وعلى الدولة الديمقراطية المنشودة، وفق قوله.
وصرح في هذا الصدد مكتب الإعلام بشركة الموانئ البحرية بميناء طرابلس البحري”عبد السلام الدالي” أن القصف الذي طال الميناء نجم عنه تدمير عدة سفن بحرية كانت تفرغ حمولتها من المواد الغذائية والطبية ، إضافةً لعدد من سفن المواشي.
وقال مدير مكتب الإعلام بشركة النقل البحري “حسن شكري” في تصريح لصحيفة صدى إن القصف الذي طال الميناء يعد بمثابة الكارثة، مضيفاً أن حركة الميناء قد تشهد تذبذبا هذه الأيام بسبب ذلك القصف.
وبحسب مصادر محلية داخل الميناء فقد أفادت بتصريح خاص لصدى أن القصف على الميناء قد كان ب 26 صاروخا، وأن أكثر من 9 حاويات لعدة مواد قد طالها القصف، مشيرة إلى أن تلك الحاويات كانت لتجار داخل وخارج البلاد.
ختاماً .. يبقى التساؤل قائما إلى متى يستمر القصف على مرافق الدولة دون أي تحرك محلي أو دولي يذكر، ومتى ينتهي سقوط القذائف على العاصمة وقاطنيها.