ذكرت وكالة نوفا الإيطالية اليوم الثلاثاء أن الاتفاقية المبرمة بين شركة هيل إنترناشونال الأمريكية وشركة مليتة للنفط والغاز وهي مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط الليبية وشركة إيني الإيطالية قد تعزز دور إيطاليا كمركز استراتيجي للطاقة بالنسبة للاتحاد الأوروبي .
وصرح الباحث في جيوسياسات الطاقة بجامعة أوسلو لوكالة “نوفا” فرانشيسكو ساسي أن الاتفاقية المتعلقة بالإدارة المشتركة للبنية التحتية للطاقة البحرية (أ) و(هـ) قبالة سواحل مدينة الزاوية غرب طرابلس، تُشير إلى ثوابت في السياسة الخارجية للولايات المتحدة .
وأشار إلى أن بهذا المعنى تستطيع إيطاليا من خلال شركة إيني أن تلعب دورا مهما من خلال وضع نفسها كمحاور متميز بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبالتالي إعطاء مضمون لخطة حكومة ميلوني الحالية لتصبح مركزا للطاقة في البحر الأبيض المتوسط .
وبحسب الوكالة يتألف المشروع المعني من حقلي غاز يُطلق عليه “الهيكل أ” و”الهيكل هـ” ويقع في منطقة قبالة سواحل ليبيا ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج الغاز في عام 2026 وأن يصل إلى مستوى إنتاجي يبلغ 750 مليون قدم مكعب من الغاز القياسي يوميًا وسيتم ضمان الإنتاج من خلال منصتين رئيسيتين متصلتين بمنشآت المعالجة الحالية في مجمع مليته.
كما يتضمن المشروع إنشاء منشأة لالتقاط وتخزين الكربون في مليته مما سيقلل بشكل كبير من البصمة الكربونية الإجمالية بما يتماشى مع استراتيجية إيني لإزالة الكربون ويُقدر إجمالي الاستثمار بنحو 8 مليارات دولار أمريكي .
وقال ساسي، فإن التسوية التي تم التوصل إليها بين الشركة مليتة والشركة الأمريكية هي رمز “لالتزام واشنطن المتجدد تجاه المنطقة ومن خلال هذا الاتفاق تعزز الولايات المتحدة دورها كلاعب إقليمي في الساحة وتؤكد تركيز إدارة ترامب على نهج عملي يهدف إلى الاستفادة من النفوذ الجيوسياسي للطاقة في العلاقات الدولية”.
وأضاف الباحث: وفقًا للجدول الزمني فإنه من المقرر إنجاز العمل بين عامي 2026 و2027 ومع ذلك لا توجد إفصاحات تفصيلية حول تقدم المشروع: إذ تشير الشائعات إلى أن شركة هيل إنترناشونال قد دخلت في الصفقة بصفتها مشرفًا على المشروع مع أن هذا التعريف لا يوضح الكثير عن المهام التي ستؤديها الشركة الأمريكية”.
وأوضح ساسي أنه على الرغم من أن وصول هيل يشير إلى رغبة حازمة في تسريع العمل إلا أن حقيقة الإعلان عن هذه الشراكة الآن تشير إلى تأخيرات محتملة في تفعيل سلسلة كاملة من الاتفاقيات الثانوية التي تعتبر ضرورية للنشر الفعلي للبنية التحتية الضرورية”.
وتابع بالقول أنه تم التوصل إلى اتفاقيات تطوير حقلي (أ) و(هـ) في عام 2023 مما يدل على رغبة روما في خفض حصة الغاز المستورد من روسيا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وعلى الرغم من التأخير المحتمل في تشغيل الحقول فإن الطبيعة الاستراتيجية لهذا المشروع لا تسمح لإيطاليا بتجاهله .