إنها ورقة من ضمن الأوراق التي قد تستعمل للضغط على المواطنين في ظل تصاعد الحرب بالعاصمة والتي أقفلت عامها الأول من تشريد وتهجير قسري … هذا ما قاله أحد المواطنين الذين تقطعت به سبل العيش وأخذت الحرب جل حقوقهم..
إقفال الموانئ النفطية منذ يناير الماضي…
منذ يناير الماضي بدأت أوراق الضغط التي المحور الأساسي لها يعد سياسي بالدرجة الأولى، وقد تمحورت الورقة الأولى التي أستعملها إحدى الأطراف المتصارعة في إغلاق الموانئ النفطية، والتي سجلت حتى اليوم خسائر بأكثر من 4 مليار دولار كان يمكن تحصيلها من بيع النفط، والذي يعد المصدر الأساسي لدخل الدولة، و يشكل أكثر من 90% من موارد الدولة.
وقال الخبير الاقتصادي “عادل الكيلاني” في تصريح لصحيفة صدى الاقتصادية إن الاقتصاد الليبي اقتصاد ريعي يعتمد 95% من دخله على مبيعات النفط، ولهذا من الطبيعي أن يتأثر بشكل كبير بأي تغير يطرأ على هذا المنتج الرئيسي، مضيفاً أن الاقتصاد الليبي مكشوف بشكل كبير للخارج فهو يستورد أكثر من 90% من احتياجاته من خارج الحدود وبالتالي تتأثر أسعار السلع بشكل كبير بأسعار العملات الصعبة، مشيراً إلى أن إغلاق إنتاج النفط ووقف بيعه سيؤثر على حجم العملة الصعبة التي يتم تحصيلها من بيع النفط، وهذا يقلل المعروض من هذه العملات وبالتالي يرتفع سعرها في السوق الموازية أمام عجز المصرف المركزي عن اتخاذ أي خطوات لإدارة السياسة النقدية وعدم سيطرة المصرف المركزي على السوق الموازية للعملات.
إضافةً إلى أن الإغلاق قد سبب كذلك في تدهور الاقتصاد الليبي منذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظة، مما دعا حكومة الوفاق الوطني إلى إعلان حالة التقشف، والذي لوحظ بشدة في تقارير الميزانية العامة لــسنة 2020، إضافة إلى مرتبات العاملين في الدولة والتي صرفت دون علاوات.
إقفال منظومة الحساونة .. انقطاع المياه عن العاصمة طرابلس لأكثر من أسبوع…
عقب الورقة الأولى ظهرت على السطح الورقة الثانية وهي إقفال منظومة الحساونة لجهاز النهر الصناعي أي انقطاع المياه على العاصمة طرابلس والمدن المجاورة لها، والأمر الذي كثر حوله الجدل ومن الذي أقفل المياه ولماذا…
بعض الأخبار قد تداولت أن أحد الأطراف المتصارعة هي من قامت بإقفال المنظومة، ومنهم من رجح أن عميد بلدية الشويرف قد أمر بقطع المياه عن العاصمة لعدة أسباب، وفي كلتا الحالتين هي ورقة ضغط يدفع ثمنها المواطن.
حيث صرح مسؤول مكتب الإعلام بجهاز النهر الصناعي لصحيفة صدى الاقتصادية في هذا الصدد أن جماعات مسلحة قد أجبرت غرفة التحكم على إقفال المنظومة عن العاصمة طرابلس، لأسباب سياسية ورفض الإفصاح عنها.
انقطاع الكهرباء بشكل تام على الجناحين الغربي والجنوبي..
مباشرةً تبع انقطاع المياه انقطاع الكهرباء والتي تعد ورقة الضغط الثالثة، وفي بداية الأمر قد أعلنت الشركة العامة للكهرباء أن المنطقتين الغربية والجنوبية قد شهدتا انقطاعا تاما للكهرباء، وقد صرح “محمد التكوري” مدير دائرة الإعلام بالشركة العامة للكهرباء لصحيفة صدى الاقتصادية أن الانقطاع التام بسبب عطل فني وجرى على الفور العمل على إصلاح العطل من قبل فرق الصيانة…
وبعد أيام من ذلك حدث عطل آخر أعلنت عنه الشركة العامة للكهرباء ولكن هذه المرة نتيجة لقفل صمام خط الغاز في منطقة سيدي السائح المغذي لبعض وحدات التوليد في المنطقة الغربية والذي أدى إلى خروج العديد من وحدات التوليد وفقد ما قيمته 1000 ميجاوات نتج عنه إظلام تام في الجناحين الغربي والجنوبي، وناشدت الشركة عدة أطراف لحل هذه المسألة والتي تواصلت لعدة أيام…
وبحسب مواطنين فإن البداية كانت من ممارسة المسؤولين ضغوطاتهم على المواطنين فمنهم من قام بفصل المنظومة المصرفية الأمر الذي يعد كارثياً والأخر ساهم في انقطاع الكهرباء بدون أسباب رغم توفر المليارات لهم، وذلك واضح جداً في بيان مصرف ليبيا المركزي، ومنهم من عرقل صرف المرتبات، وأخرين يعانون من تركهم خارج البلاد، وأخر قام بإحداث أزمة سيولة في ليبيا بلد النفط.
بحديث عن تصريحات المواطنين، من يسرق أسلاك الكهرباء ومن يقوم ببيع إسطوانات الغاز بالسوق السوداء والتي يصل ثمنها في بعض المناطق لــ300 دينار للاسطوانة الواحدة، ومن أقفل المياه ، ومن قطع الكهرباء ، ومن أقفال الموانئ…
السؤال هنا : إلى متى سيظل المواطن هو من يدفع الثمن في ظل حروب تعد سياسية قبل أن تكون قتالية، ومتى سيأخذ المواطن حقوقه الإنسانية التي لم يتحصل عليها منذ قرابة عشر سنوات.