” إن جيران ليبيا يعرقلون طريقها نحو السلام”
حيث ذكرت الصحيفة أنه يوجد في ليبيا ستة جارات مباشرة وهي “ مصر والسودان وتشاد والنيجر والجزائر وتونس ” بحدود مشتركة يبلغ مجموعها حوالي 4500 كم. ويبلغ عدد سكان هذه البلدان حوالي 200 مليون نسمة، مقارنة مع عدد سكان ليبيا الذي لا يزيد عن ستة ملايين نسمة.
وتعتبر ليبيا منطقة شاسعة، وثالث أكبر دولة في أفريقيا،وحوالي 90 % من أراضيها غير مأهولة بالسكان، ومعظمها صحراوي، ولديها أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في أفريقيا تقدر بنحو 49 مليار برميل وخامس أكبر احتياطي من النفط الصخري في العالم تقدر بنحو 26 مليار برميل.
ويعتقد أيضا أن احتياطيات المعادن، بما فيها الحديد والذهب، وفيرة على الرغم من أنها لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير.
وبصرف النظر عن الجزائر ” وهي منتج رئيسي للنفط والغاز ” فإن البلدان الخمس الأخرى المجاورة لها لديهم ثروات طبيعية محدودة جدا وتعتبر في معظمها ضعيفة اقتصاديا، مع ارتفاع مستويات البطالة وانخفاض مستوى الدخل للفرد.
وفي هذا السياق يمكن فهم مسار وديناميكية العلاقة بين ليبيا وجيرانها، كانت ليبيا منذ فترة طويلة مقصدا لملايين الناس من الدول المجاورة لها، والجزائر جانبا، الذين يبحثون عن عمل ودخل جيد من جارتهم الغنية بالموارد مع انخفاض عدد السكان.
ولكن هذه المجموعات السكانية المجاورة لديها مخاوف مشروعة بشأن التهديدات التي تشكلها ليبيا غير المستقرة والصراعات التي تصطدم بالأمن والرفاهية الاقتصادية.
وهم يعتقدون أن عدم وجود حكومة مركزية ليبية تفرض سلطتها على كامل أراضي ليبيا، بما في ذلك حدودها، قد أدى إلى فراغ أمني خطير.
ونتيجة لذلك، أصبحت ليبيا بلد عبور، ليس فقط للهجرة غير المنظمة، بل بالنسبة للجماعات المتطرفة والجريمة المنظمة والاتجار غير المشروع بالأسلحة، مما يشكل بدوره تهديدا كبيرا، وخاصة إلى تونس والجزائر ومصر.
وكان باستطاعة مصر أن تستخدم نفوذها السياسي الإقليمي للمساعدة في التوصل إلى اتفاق سياسي حقيقي ، ومع ذلك، فإن بعض الدول المجاورة للیبیا قد ساهمت بشکل مباشر أو غیر مباشر في زعزعة الاستقرار والصراع الدائر في لیبیا، وخاصة في السنوات الأربع الماضیة.
وأضافت الصحيفة:
لقد اعتمدت كل من الجزائر وتونس، الجيران الليبيين في الغرب، استراتيجية تتعارض تماما مع استراتيجية مصر، وامتنعت عن المشاركة من خلال الدعم النشط من جانب أو لآخر. وقد احتفظوا بقنوات دبلوماسية مفتوحة مع جميع الأطراف، وكثيرا ما دعت الجهات الفاعلة الرئيسية في جميع أنحاء النزاع إلى القيام بزيارات، واستضافت اجتماعات حوار من أجل تشجيع التوصل إلى اتفاق سياسي وإنهاء الصراع العنيف.
أما الجيران الجنوبيون في ليبيا (النيجر وتشاد والسودان) فلديهم قدرة محدودة جدا على السيطرة على حدودهم المشتركة مع ليبيا. هذه الحدود هي مسامية للغاية والناس تتحرك عبرها بحرية كاملة تقريبا وسهولة.
وتسمح النيجر للمتجرين بأن يكونوا نشطين جدا في تهريب كل من البشر والمخدرات. وتستخدم مدينة أغاديس، التي ليست بعيدة عن الحدود الليبية، كمركز للمهاجرين من جميع أنحاء أفريقيا في طريقهم عبر ليبيا إلى أوروبا.
وأشار تقرير صادر عن مجموعة بحثية مقرها جنيف فى الصيف الماضى إلى أن “مئات المقاتلين من تشاد ومنطقة دارفور السودانية يغذون عدم الاستقرار فى ليبيا” ، وأن حقيقة أن تشاد والسودان تسمحان بحرية وصول المتمردين – وربما الأسلحة – عبر الحدود إلى ليبيا، يظهر أن كلا البلدين يتبعان سياسات غير مسؤولة تغذي الصراع في ليبيا.
وأنهت الصحيفة بالقول :
إن التدخل الإقليمي في ليبيا، ولا سيما من البلدان المجاورة ، يضر بالجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في البلد، وساهم في إطالة أمد الصراع العنيف، مما تسبب في إراقة الدماء والمعاناة التي لا داعي لها للمواطنين الليبيين.
تم إستقطاع بعض الفقرات من المقال للضرورة .
Dunia Ali