ذكرت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية أمس الثلاثاء أن ليبيا يمكن أن تصبح شريكا رئيسيا للاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة بالنظر إلى موقعها الجغرافي والاستراتيجي وكذلك ثرواتها الضخمة غير المستغلة من خام النفط والغاز الطبيعي .
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن ليبيا يمكن أن تغير قواعد اللعبة ففي الوقت الذي يصارع فيه العالم بسبب أمن الطاقة وانعدام الاستقرار الجيوسياسي فإنها ليبيا تحمل الاستعداد لتصبح لاعبا محوريا في منطقة البحر المتوسط إذا كانت هناك الرؤية الكافية لتحقيق ذلك .
وبحسب واشنطن تايمز أن هذا التقارب بين ليبيا وأوروبا يمكن ترجمته إلى تكاليف النقل المنخفضة نسبيا وانخفاض الانبعاثات الكربونية للنفط والغاز الطبيعي مقارنة بالنقل من منطقة الخليج العربي التي تبعد ثمانية آلاف كيلومتر كما أن ليبيا توفر خيارا أسرع وأكثر كفاءة وصديقا للبيئة إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى حول العالم .
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن ليبيا لا تتمتع بوفرة من النفط والغاز الطبيعي فحسب بل هي من الخيارات المتاحة الأكثر كفاءة والصديقة للبيئة كما أن الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به ليبيا يجعلها شريكا مثاليا في مجال الطاقة بالنسبة إلى أوروبا ولا سيما في الوقت الذي تسعى فيه القارة إلى تنويع مواردها من الطاقة .
وفي حين يتخوف مراقبون من تداعيات انعدام الاستقرار السياسي المستمر في ليبيا منذ سنوات أنه على الرغم من التحديات الهائلة التي تواجه ليبيا فإنها ليست مستعصية على الحل كما أن الفوائد المحتملة لإرساء الاستقرار والازدهار في ليبيا كبيرة للغاية، ولا يمكن تجاهلها بحسب الصحيفة.
معهد إسباني: ليبيا قادرة على تأمين احتياجات الاتحاد الأوروبي من الطاقة مالطا تتطلع للتعاون مع ليبيا لتصدير الطاقة الشمسية إلى أوروبا
وقالت واشنطن تايمز أن هذا المشروع الذي يعد شهادة على الإبداع والطموح البشري يُظهر قدرة ليبيا على تحقيق التنمية على نطاق واسع والتزامها بالتغلب على التحديات الطبيعية .
وتابعت الصحيفة بالقول أن المؤسسة الوطنية للنفط أحد المفاتيح الرئيسية لإطلاق العنان لإمكانات ليبيا الضخمة كما أنها ركيزة تمويل مشروعات البنية التحتية في البلاد .
وقالت أن في خضم الأزمة السياسية برزت مؤسسة النفط كمنارة للاستقرار على مدى الـ24 شهرا الماضية وبوصفها الهيئة المسؤولة عن إدارة الثروة النفطية حيث تلعب المؤسسة الوطنية دورا محوريا في توليد العائدات المطلوبة لإعادة بناء البنية التحتية والاقتصاد وعلى الرغم من الانقسامات الداخلية حافظت المؤسسة بشكل ملحوظ على تدفق الإنتاج النفطي .
دور مؤسسة النفط في إطلاق إمكانات ليبيا:
وتطرقت الصحيفة من جانبها إلى عدد من التحديات التي لا تزال قائمة مؤكدة ضرورة التوصل إلى توافق سياسي وأهمية ذلك بالنسبة إلى تدفق الاستثمارات في البنية التحتية ورأس المال البشري.
وأوضحت أن تلك التحديات تخلق عديد الفرص كذلك موضحة أن عملية إعادة البناء قد تجعل من ليبيا نموذجا في تطوير البنية التحتية والنمو المطرد، والحوكمة الشاملة.
وأكدت أهمية الدعم الدولي المقدم إلى ليبيا لكن هذا لا يتعلق بفرض الحلول من الخارج بل يتعلق بالشراكة مع الليبيين للمساعدة في تحقيق إمكانات بلدهم ويجب ألا ينظر المجتمع الدولي خصوصا الولايات المتحدة وأوروبا إلى ليبيا بوصفها مشكلة يتعين حلها لكن كشريك ينبغي تنميته إلى دور المشاركة الدبلوماسية المتنامية والمساعدة التقنية والاستثمار في القطاع الخاص في تحفيز التحول بليبيا، وتحسين الأوضاع الأمنية، ووقف تدفقات الهجرة غير النظامية إلى أوروبا.
وقالت أيضا أن هذا مجرد البداية وهناك الحاجة لمزيد من العمل كما أن إرساء الاستقرار والرخاء في ليبيا لن يكون طفرة بالنسبة إلى شعبها فحسب بل إلى الاستقرار الإقليمي وأمن الطاقة وأكثر من ذلك فليبيا مستقرة يمكن أن تكون حصنا أمام التطرف وشريكا موثوقا به للطاقة ونموذجا لإحياء السياحة التاريخية في شمال أفريقيا .
وتابعت بالقول أنه على الرغم من صعوبة المسار فإن الفوائد المحتملة تستحق الاستثمار فليبيا تقف عند مفترق طرق والخيارات التي تُتخذ اليوم ستشكل مستقبل البلاد وتؤثر على مستقبل منطقة جنوب البحر المتوسط بأكملها .
ووفقا لصحيفة أنه قد حان الوقت للنظر فيما هو أبعد من العناوين، وما يمكن أن تصبح عليه ليبيا، فهي كعملاق نائم على شاطئ جنوب البحر المتوسط، أظهر قدرته على تحقيق إنجازت ضخمة مثل مشروع النهر الصناعي، لكن السؤال: هل سنستغل تلك الفرصة أم نتركها تضيع؟