Skip to main content
"والي" يكتب: عام أعطى الأغنياء وحرم الفقراء
|

“والي” يكتب: عام أعطى الأغنياء وحرم الفقراء

كتب الخبير الاقتصادي “إبراهيم والي”: عام أعطى الأغنياء وحرم الفقراء، أهلاً بالعام الجديد 2026، نرحب به ونتمنى أن يكون عام خير وسلام لوطننا الحبيب الذي أثقلته الهموم وبَرِحَتْ به المعاناة،ونتطلع إلى أن يحمل في ثناياه بشائر الحلول الناجعة للأزمات العديدة التي عجز عن حلها العام الراحل والأعوام السابقة له.

فهل تتحقق الأماني وتصدق التطلعات؟، أقصى هذه الأماني أن تتراجع حالة الشقاء والحرمان الذي يعاني منها هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره نتيجة الأهواء والأطماع الداخلية والخارجية، والابتزاز السياسي والاقتصادي، والسرقة والنهب لموارده.

وأن يجد ملايين الجياع والمشردين والفقراء في هذا الوطن لقمة العيش ونعمة المأوى.

وأن ينتهي عهد الجور والطغيان، ويحل محل الطغاة المتلاعبين بمصائر هذا الشعب حكام وقادة يخافون الله ويحتكمون إلى الضمير، فيمدون يد العون والمساعدة إلى الوطن والمواطن، ويعملون على إنقاذه من وهاد الفقر والحرمان بدلاً من اضطهاده والمضي في سرقة ونهب ثرواته، وانتظار الرجال والنساء على المصارف في طوابير طويلة في حرّ الشمس المحرقة، وثمّة تمنيات أخرى عديدة في هذا المجال لا يتسع المقام لذكرها، فهل تجري رياح العام الجديد بما تشتهيه سفن المتمنين؟

نحن بانتظار ذلك، نعود إلى العام الراحل أو على الأصح إلى إلقاء نظرة ختامية على هذا العام وتقييم حصاده.

أول ما يُذكر للعام 2025 أنه كان أسوأ من سوابقه، عاماً شديد الوطأة، عديم العطاء، فقد بقيت حالة التراجع والتردي هي السمة المميزة لسوء اقتصادنا وتردي قطاعنا المصرفي والمالي، وكساد تجارتنا، وغلاء أسعار أسواقنا، وقلة سيولتنا، وبقي وطننا المغلوب على أمره نهباً للفوضى وعوامل اللااستقرار على الصعيدين السياسي والاقتصادي، فضلاً عن الغرق في مستنقع الإنفاق الموازي الذي أنهك ميزانية الدولة وكذلك الدين العام، والتعرض لنزوات الدولار والدولة المصدّرة للدولار، أمريكا الداعمة للعدو الصهيوني ضد الإسلام والمسلمين.

ولا ننسى أنفسنا كمواطنين

(عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ: الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).

وبناءً عليه، يجب أن نكون مخلصين لهذا الوطن، فهل فكر المواطن منا وهو يؤدي عمله بأن عليه واجب الإخلاص للوطن؟ وهل فكر المسؤول منا أن عليه واجب الإخلاص للوطن؟ وهل فكر التاجر وهو يستورد سلعة مغشوشة بأنه يضر الوطن والمواطن؟ وهل فكر رجل الأعمال منا وهو يقوم على إنجاز مشروع ما أنه أمام مسؤولية كبيرة تندرج تحت خانة حب الوطن؟

أقول هذا الكلام لأُذَكِّر المسؤولين التشريعيين والتنفيذيين وموظفي المؤسسات المصرفية والمالية والإدارية والاقتصادية، وكل مواطن منا، ونحن نرى وطننا الحبيب يضيع من بين أيدينا نتيجة الفساد المستشري في أغلب مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والسيادية، وتسليم جميع موارد الدولة للأجنبي والمرتزقة، ولم يتعظوا من دروس أمريكا في العراق وسوريا وما يحصل اليوم في السودان.

إننا في مرحلة تتطلب منا أن نعيد مراجعة حساباتنا لنكون أرقاماً حاصل جمعها يساوي بناء وطن قوي اقتصادياً واجتماعياً وأيضاً سياسياً، ونتحمل مسؤولية التقدم، ونتحمل مسؤولية تغليب مصلحة الوطن على مصلحة البطن. فهل نحن على استعداد لذلك؟! وهل نحن على استعداد لرفع شعار الحب الدائم الذي لا ينقطع لهذا الوطن العزيز؟!

من هذا المنطلق نودع العام الراحل ونستقبل العام الجديد، نتمنى أن يكون عام خير وبركة وسعادة وتفريج للكربات

(اشتدي أزمة تنفرجي — قد آذن ليلك بالبج)

كلما اشتد الأمر فالفرج قريب، وأعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب.

مشاركة الخبر