نشرت صحيفة ” بتروليوم أيكنوميست ” المتخصصة في الشأن الأقتصادي اليوم 10 يناير ، تقريرا ذكرت فيه أن هناك رجلان في ليبيا يملكان مفتاح ما إذا كان انتعاش النفط سيستمر حتى عام 2019 ، أو سيتعطل في خضم الحرب الأهلية المتفاقمة.
الرجل الأول :
مصطفى صنع الله – رئيس المؤسسة الوطنية للنفط (NOC).
حيث يعتبر صنع الله المفتاح الأول للحصول على المزيد من المكاسب في الإنتاج النفطي الليبي والذي قفز خمسة أضعاف خلال عامين ، وبأستمرار تحركاته السياسية البارعة والتى مكنته من شق الطريق بين الحكومتين المتحاربتين في البلاد وهما “طرابلس وطبرق”.
وأضافت الصحيفة أن أنتاج النفط في ليبيا يبلغ 1.3 مليون طن / اليوم ويتوقع أن يصل إلى مستوى 1.6 مليون برميل في اليوم مثلما كان قبل 2011.
وفي العام المقبل سوف نرى عودة الاستكشاف ، التي تم التخلي عنها في الثورة حيث اشتركت شركة إيني الإيطالية في صناعة منصات الحفر في حوض غدامس في الجنوب الغربي.
وإذا تجنبت حفارات إيني هجوم الميليشيات عليها ، فإن شركات أخرى سوف تتطلع بالتأكيد إلى العودة إلى الاستكشاف بما في ذلك ريبسول ووينترسهال .
كما أن صنع الله حارب تهريب البنزين ، الذي يعتبر مصدر الرزق الرئيسي والصناعة الضخمة بين المليشيات ، حيث أن معظم النفط الليبي يتم استيراده من إيطاليا ، والكثير منه يسرق من ميناء الزاوية من قبل المليشيات ويتم تهريبه إلى تجار السوق السوداء الإيطاليين و المهربون لديهم أسطول من 31 سفينة صغيرة تحرسها بحرية خاصة بهم من القوارب السريعة والمسلحة.
ونتيجة لضغظ صنع الله على المهرّبين الرئيسيين يتوقع أن تتوسع الشرطة الإيطالية والمالطية في الاعتقالات التي تتم على الطرف الأوروبي لعملية التهريب هذا العام.
وفي هذه الأثناء سوف تتحسن الحقول العملاقة في ليبيا وتبدأ في العمل ، وهذه الحقول هى :
- حقل الشرارة وهو مشروع مشترك بين ريبسول والمؤسسة الوطنية للنفط ويعمل صنع الله على دفع الإنتاج من 300.000 برميل إلى نحو 400.000 برميل / يوم.
- كما سيقوم مشروع الواحة ، أكبر مشروع مشترك في سرت بدفع مماثل من 300.000 برميل / يوم إلى 400.000 برميل / يوم.
- ومن المحتمل أن تحل شركة توتال نزاعًا مع المؤسسة التي شهدت استحواذها على 16.33٪ من الماراثون الأمريكي ، كما ترغب المؤسسة في الاستثمار ، هذا وقد وعدت شركة “توتال” بالتسليم.
- وستواصل شركة “شلمبرجير” للخدمات النفطية العمل على إعادة المضخات وإمدادات الطاقة لحقول سرت مما يدفع الإنتاج من 260،000 برميل / يوم إلى طاقته البالغة 425،000 برميل / يوم.
وأضافت الصحيفة :
إذا وجدت ليبيا السلام أو على الأقل عدم ارتفاع مستوى العنف فأن تأملات صنع الله في أن تتجاوز إصلاحات الطوارئ إلى التطوير الرئيسي للبنية التحتية النفطية سوف تتحقق.
ولقد تم وضع قانون تفصيلي لقطاع النفط والغاز في ليبيا والذي يحدد صلاحيات قانونية للمؤسسة وأذا تم تحقيق ذلك فسوف يكون الباب مفتوحًا للاستثمار الأجنبي على المدى الطويل.
وهذا من شأنه أن يسمح بمشروعات رأس المال الرئيسية ، والأهم من ذلك هو إصلاح صهاريج التخزين التي تحطمت بسبب القتال في منطقة الهلال النفطي..
ولكن كل هذا يتوقف على تصرفات الشخص الرئيسي الآخر
المشير خليفة حفتر
وقال الصحيفة ان حفتر هو الحاكم الفعلي لشرق ليبيا وهذا يعطيه السيطرة على حوض سرت الذي يضم ثلثي إنتاج البلاد من النفط. ، إن ما سيفعله حفتر في عام 2019 سيحدد على الأرجح ما إذا كان تعافي الأنتاج النفطي الذي حققه صنع الله سيستمرأو لا.
ولا يمكن للرجلين أن يكونا أكثر اختلافًا فصنع الله شخص متدرب ومتعلم ويتمتع بالولاء بين الموظفين البالغ عددهم 65 ألف موظف ، والذي يمكن القول بأنه القائد لمؤسسة ليبيا الوحيدة المتماسكة.
وحفتر من جهة أخرى حظيت تصريحاته النارية ضد المليشيات بالترحيب وكانت السبب الرئيسي في حصوله على الولاء بين قوات الجيش التى تحارب بجانبه.
لكلا الرجلين شعبية على الصعيد الوطني ولأسباب مختلفة جدا ، استطاع استطلاع للرأي العام قدمته الوكالة الأميركية للتنمية الدولية منح 68 % لجيش حفتر والذي تفوق على حكومة طبرق التى تحصلت على 40 % ، بينما تحصلت LNA على 15 %.
وقالت الصحيفة أن السكان في ليبيا يشعرون بالأمتنان لأن إيرادات النفط لعام 2018 كانت مرتفعة ووصلت إلى 26 مليار دولار و هي ضعف ما كان عليه في العام السابق.
والخيار الوحيد بالنسبة إلى حفتر هو تحفيز تفكك ليبيا وإعلان برقة لأستقلالها ، فلطالما كانت هذه فكرة شائعة في الشرق ، لأن برقة تضم ثلثي نفط ليبيا وثلث سكانها وستكون كارثة بالنسبة لغرب ليبيا ..
وقد حاول حفتر تنفيذ خيار الأنقسام هذا في عام 2018 حيث أعلن الصيف الماضي أن موانئ الهلال النفطي قد تحولت من المؤسسة الوطنية في طرابلس إلى المؤسسة الوطنية ببنغازي ، وجاء هذا التحرك بعد أن هاجمت ميليشيات طرابلس التي تتحصل على التمويل من عائدات النفط على الموانئ النفطية ..
وبعد أن تم أيقاف حفتر عن طريق الأمم المتحدة وعودة السيطرة للمؤسسة الوطنية للنفط طرابلس تجري التوقعات الأن بأن هناك أحتمال بأن تقوم المليشيات بهجوم أخر على الموانيء النفطية للسيطرة عليها وضمان أستمرار حصولهم على الأموال ..
ولاننسي داعش التى قامت بمهاجمة مقر المؤسسة الوطنية للنفط طرابلس ورغبتها في السيطرة على النفط الليبي..
يتوقع أن يشهد كل من حفتر وصنع الله محاولات من أطراف أخرى للسيطرة على البلاد وهنا سيواجه كلاهما التحدي لعام 2019 ، فعلى صنع الله أن يبقي الأنتاج النفطي في أعلى مستوى له وعلى حفتر أن يكسب الحرب ..
ترجم حصرياً لصدى الأقتصادية