قالت رئيسة قسم العقود سابقاً بالمؤسسة الوطنية للنفط نجوى البشتي بأن المؤسسة الوطنية للنفط خلال الفترة القريبة الماضية دأبت على نشر البيانات المتعلقة بإنتاج النفط والغاز والمكثفات وذلك فى محاولة منهم لاتباع مبدأ الإفصاح الذى بادر به منذ فترة مصرف ليبيا المركزي ( مع مراعاة الفروقات) وجاء هذا بعد الانتقادات والاتهامات بالفساد من جهات عدة محلية ودولية وذلك بعد تخصيص أعلى ميزانية استثنائية للقطاع لرفع الانتاج إلى مليوني برميل يوميا 2م/ب/ي خلال العام القادم 2025 على أن يصل الإنتاج إلى مليون ونصف 1.5م/ب/ي مع نهاية العام الحالي ..
وبالرغم من التأكيدات والدراسات التي تمت قبل العام 2011 والتى تؤكد أن رفع الإنتاج إلى مليوني برميل يتطلب استثمارات ضخمة ومشاركة مع عمالقة صناعة النفط والغاز مع توفر العامل الأساس فى ذاك الوقت إلا وهو الاستقرار السياسى ناهيك عن الزمن المتوقع لإستكمال مراحل التطوير والإنتاج وصولاً إلى التصدير، إلا أن الدخلاء على قطاع النفط وبعض مستشاريهم لازالوا يناورون بإستخدام أساليبهم المعتادة والتضليل الممنهج لصالح جهات عدة ..
هذا ولم تقتصر البيانات المنشورة على الانتاج اليومي للنفط والغاز، بل أن صفحة المؤسسة الرسمية خصصت Board of trade لوحة لنشر الأسعار الفورية لخامات الاشارة المعتمدة في الاسواق الدولية ولسان حالها أنها Commodity trader أو تاجر صغير يسترزق يوميا من عمولة المتاجرة في النفط والعملات، وتواكب صفحة المؤسسة يوميا أسعار خام برنت ، خام غرب تكساس الوسيط، أورال الروسي، خام دبى ، سلة خامات أوبك ؟! وفي هذا الصدد نود توضيح الآتي :
فيما يخص بيانات الانتاج اليومي أليس من المفترض إضافة خانة لبيان الكميات المتاحة للتصدير والتى يعود ريعها للخزانة العامة، فكمية 1,250.000 المعلن عنها حالياً يخصم منها حصة الشركاء والكميات المخصصة للاستهلاك المحلي والموزعة حالياً على مصفاة الزاوية، البريقة ، الحريقة ، وربما لمزيد من الإفصاح والشفافية يتم توضيح حصة كل شريك على حدة ..
أما عن ” لوحة أسعار النفط الفورية” وكما هو معلوم أن جُل الخامات الليبية تنسب إلى خام برنت ماعدا خامي البوري والجرف تنسب فروقاتهم إلى خام أورال الروسي وهذا لم يعد متبع منذ حرب ( روسيا/ أوكرانيا ) ، وفيما يخص سلة اوبك المدرجة في الأسفل ألم يكن من الأجدى نشر سعر خام السدرة ايضاً وهو أحد خامات سلة أوبك ناهيك عن كونه خام الإشارة فى الأسواق الدولية (Bench Mark)! أم أن ذلك يتعذر لأنه سيوضح حجم خسارة الخام لقيمته الحقيقية في السوق، كما أنه لم يتم الإشارة إلى سعر المكثفات وسعر الغاز الطبيعي مقيم بمليون وحدة حرارية انجليزية أو بالمتر المكعب؟ والذى كان من المفترض إضافته إلى لوحتهم Board of trade .
والأهم من هذا ألم يكن من الواجب نشر السعر الرسمي للخامات الليبية OSP شهريا عوضا عن محاولات التضليل الغير موفقة والغير نزيهة المتبعة حالياً!! ولمزيد من التوضيح لأصحاب الحق الأصيل، الأسعار الرسمية OSP هي فروقات تحدد شهرياً لكل خام من الخامات الليبية على حدة وتنسب عادة لخام برنت وتكون +/- وتختلف من فترة إلى أخرى وتؤخذ عدة معطيات وعوامل في الاعتبار عند تحديدها وهو موضوع فني يطول الحديث فيه.
وبالعودة إلى نشرة الأسعار الفورية على صفحة المؤسسة الرسمية أليس من المفترض أن المؤسسة لا تتعامل مع الأسواق الفورية أو التجار!! ولا يتم تداول الخام الليبي في الأسواق ويقتصر التعامل مع المستهلك النهائي ويسعر كل خام على حدة وعلى أساس متوسط السعر الشهري لخام برنت مع احتساب فروقات كل خام؟؟ إلا أن هذا لم يعد متبع حالياً بعد رهن جل حصة المؤسسة لشركات متاجرة مشبوهة تابعة لأطراف محددة ومعلومة .
وهاهي النتيجة حقيقة وواقع أمامنا اليوم ، فالمؤسسة الوطنية للنفط تحولت من مؤسسة لها تاريخها وسمعتها تناوب على إدارتها أفضل الكفاءات والخبرات إلى مؤسسة تكاد أن تكون شركة دولية تتاجر في النفط ومشتقاته مع من تشاء وتهب النفط والغاز طبيعي لمن تشاء ، لا سلطان عليها مما يسمى مجازاً بأجهزة الدولة ،تتنافس على المركز الأول مع دول غرب افريقيا في قائمة أكثر المؤسسات النفطية فساد في عموم افريقيا ومنطقة الشرق الأوسط..