تحصلت صدى على تقرير من صحيفة ” وال ستريت جورنال ” بتاريخ 7 يوليو، والذي ذكر فيه الكاتب أن منظمة ” اوبك” تدرس وضع حد لكمية النفط التى يمكن ان تضخها نيجيريا وليبيا، حيث ان ارتفاع الانتاج من تلك الدول يعقد خطط المنظمة للتأثير على اسعار النفط الخام.
حيث ارتفع انتاج ليبيا من النفط الخام الى اكثر من مليون برميل يوميا مقابل 400 الف برميل في اكتوبر بينما بلغ انتاج نيجيريا 1.6 مليون برميل يوميا بزيادة 200 الف برميل يوميا منذ اكتوبر الماضي.
وقد ادت هذه الزيادات الى تعثر منظمة الدول المصدرة للبترول، والتى تضم 14 دولة، حيث أنضم إليها أيضا مجموعة من الدول المنتجة غير الأعضاء ومنها روسيا فى اتفاق لوقف 1.8 مليون برميل من النفط يوميا من السوق. وقد أعفيت ليبيا ونيجيريا من الالتزام بالقطع لأن صناعاتهما قد شلت بسبب الاضطرابات المدنية.
وقال مندوب في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) من دولة عربية في الخليج العربي “ان نيجيريا باتت بالتأكيد مصدر قلق لنا”. وهذه المخاوف أكدها منذوبين من منظمة أوبك أيضا.
وكان الغرض المنشود من اتفاق قطع الإنتاج هو زيادة المعروض العالمي من النفط مرة أخرى تماشيا مع الطلب، وبالتالي زيادة أسعار النفط الخام. وبدلا من ذلك، ظل سوق النفط منخفضا هذا العام، حيث ظلت أسعار النفط أقل من 50 دولارا للبرميل، بينما ظلت الإمدادات مرتفعة في جميع أنحاء العالم.
حيث قال اوليفير جاكوب رئيس شركة الطاقة السويسرية فى بيتروماتريكس الخميس 6 يوليو ، ان زيادة الانتاج من ليبيا ونيجيريا سبب هام لعدم ارتفاع الاسعار.
وأضاف السيد جاكوب: “مع عودة نيجيريا وليبيا، فإن إنتاج أوبك حاليا قريب جدا من متوسط عام 2016”. ومن المؤكد أن ليبيا ونيجيريا ليستا السبب الوحيد وراء انخفاض أسعار النفط.
وازداد انتاج الولايات المتحدة على خلفية الارتفاع المبدئي في الأسعار بعد صفقة انتاج اوبك العام الماضي، وتمكن من الحفاظ على تلك المكاسب، مما أدى إلى إغراق السوق بمزيد من الإمدادات. ولكن بوتيرة أبطأ مما كان عليه في السنوات الأخيرة.
لكن ليبيا ونيجيريا هما العاملان الأكثر ثأتيرا على أوبك.
ويذكر ان روسيا التى خفضت حوالى 300 الف برميل يوميا، وقد طلب بعض أعضاء منظمة الأوبك ضرورة حضور منذوبين من ليبيا ونيجيريا لحضور الإجتماع الذي سيعقد يوم 24 يوليو بروسيا ، لأهمية ذلك.
وقالت وزارة الطاقة الروسية فى بيان لها يوم الجمعة ان جدول اعمال الاجتماع قد يتضمن مقترحات لتغيير اتفاقية انتاج اوبك و “توصيات حول الخطوات الاخرى اذا لزم الامر”. ولم يذكر البيان ليبيا او نيجيريا.
ووفقا لأشخاص مطلعين على هذه المسألة، فإن أوبك وروسيا تريدان من نيجيريا وليبيا تقديم تفاصيل عن مستويات الإنتاج التي يمكن أن تتحملها بشكل معقول. وأكدوا أيضا ان الاجتماع يمكن ان يكون خطوة اولى نحو وضع حدود الانتاج لليبيا ونيجيريا التى سيتم التصويت عليها فى الاجتماع القادم للكارتل يوم 30 نوفمبر فى فيينا.
وقد يؤدي هذا التحرك إلى اندلاع حرب داخلية في أوبك. وكان وزير النفط النيجيرى ايمانويل ايبى كاشيكو قد هدد فى الاجتماع الاخير لمنظمة الدول المصدرة للنفط ” اوبك ” فى مايو الماضى بالانسحاب من اى صفقة اذا ما اضطر الى خفض الانتاج حسبما ذكر شخص مطلع على الامر.
وكان وزير الطاقة السعودي “خالد الفالح ” اعلن في مايو الماضي ان اوبك “متعاطفة جدا مع ليبيا ونيجيريا” و “سيكون سعيدا بها” اذا ارتفع انتاجهما. واضاف “ان بقيتنا سوف تتكيف مع هذا الوضع عندما يحدث اذا حدث”.
وقال السيد كاشيكو لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن ممثل نيجيري سيطلع اللجنة، إما شخصيا في سانت بطرسبرغ أو بوسائل أخرى.
ارتفع انتاج النفط النيجيرى بحوالى 200 الف برميل يوميا فى الشهرين الماضيين منذ ان اعادت شركة “رويال داتش شل بلك ” خط انابيب فوركادوس. وقد تم تعطيل الجزء المهم من البنية التحتية النفطية في نيجيريا من قبل المسلحين في عام 2016.
وقال السيد كاتشيكو ان انتاج بلاده لا يزال اقل من 1.8 مليون برميل يوميا وهو مستوى وصل اليه فيما مضى. وقال ان نيجيريا ستنظر فى إمكانية الحد من انتاجها ولكنها تحتاج اولا الى “بضعة اشهر لمعرفة ما اذا كان الانتعاش دائما ومستداما”.
في الأسبوع الماضي، تجاوز الإنتاج الليبي مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ عام 2013 بعد أن تمت إعادة فتح حقول النفط ، وتهدئة القتال في الشرق مما أدى إلى زيادة الصادرات من الموانئ النفطية. وقد ارتفع الانتاج فى هذه الدولة التى مزقتها الحرب بمقدار 700 الف برميل يوميا فى تسعة اشهر.
وقال “عبد الكريم الحاضري ” الممثل الوطني الليبي لدى منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)
ان هدف ليبيا أن يرتفع الإنتاج الى 1،6 مليون برميل يوميا وهو نفس إنتاج ليبيا قبل سنة 2011. ولكن خلال اجتماع أوبك العام الماضي في الجزائر، قال السيد / صنع الله ” إن الطاقة الإنتاجية وصلت إلى 1.3 مليون برميل يوميا بسبب سنوات من نقص الاستثمار”