تحصلت صدى على تقرير للكاتبة ” تسفيتانا باراسكوفا ” والذي نشر في “أويل برايز ” بتاريخ 23 يوليو 2017، حيث أستهلت الكاتبة القول
“ان ليبيا التى مزقتها النزاعات والإنقسامات بين الفصائل المتنافسة فى الشرق والغرب وصل أنتاجها من النفط مؤخرا الى مليون برميل يوميا لأول مرة منذ عام 2013”.
وقد كان سبب بروز هذا الإنتعاش الجهد المتواصل لرئيس مجلس الإدارة بالمؤسسة الوطنية للنفط السيد ” مصطفى صنع الله ” و الذي يعتبره المحللون شخصية مركزية في قطاع النفط ، ولديه دور دبلوماسي بالإضافة إلى أنه وزير النفط والذى “قاد الوفد الليبى فى إجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة بين الاوبك والدول الغير الأعضاء في الاوبك فى روسيا، حيث ناقش فيه موقف بلاده وشارك في خطط الانتاج فى المستقبل القريب” يشار هنا ان موعد الإجتماع كان يوم الأثنين 24 يوليو .
ولم يكن الحصول على الإعفاء في وقت اتفاق أوبك في نوفمبر صعبا على ليبيا التي كان إنتاجها تحت رحمة الحروب الأهلية وحصار الموانئ التي عصفت بها على مدى السنوات القليلة الماضية.
حيث بلغ إنتاج ليبيا 390 ألف برميل يوميا في عام 2016 و 404،000 برميل يوميا في عام 2015، وفقا لمصادر منظمة أوبك ، وفى الربع الاخير من العام الماضى، ارتفع الانتاج قليلا ليصل الى 574 الف برميل يوميا.
السؤال هنا لماذا أسعار النفط لاتذهب إلى أى مكان ؟
أدى رفع المضبوطات والحصار في الميناء، والاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه في يونيو مع شركة وينترسهال الألمانية لاستئناف الإنتاج فورا في مناطق الامتياز، والتي أوقفت 160 ألف برميل يوميا من الإنتاج، إلى مساعدة ليبيا على مضاعفة الإنتاج تقريبا.
وقد أعاد انتعاش ليبيا وإنتاج النفط الخام في نيجيريا خلال الشهرين الماضيين المخاوف من أن ارتفاع المعروض من هذين البلدين المعفيين والذي يقابل جزءا كبيرا من التخفيضات ويؤدي إلى انخفاض أسعار النفط الخام، إلى جانب ارتفاع الإنتاج الصخري الأمريكي.
“بين عامي 2013 و سبتمبر الماضي، تمت محاصرة جميع الموانئ النفطية الرئيسية في ليبيا وقد أستفاذت من هذا الوضع القوى السياسية المتناحرة في ليبيا وهذا بالطبع كلف البلاد أكثر من 120 مليار دولار من العائدات المفقودة ومعظم الإحتياطات المالية “.
حيث قال السيد / صنع الله
” ان موارد النفط والغاز فى البلاد لا يجب ان تكون رهينة لنضالات السلطة والسياسات المتقلبة، بين هؤلاء المنافسين، ونحن في المؤسسة الوطنية للنفط ننوي المحافظة على الحياد حتى تكون هناك حكومة شرعية واحدة نستطيع التعامل معها “
وقال جيوف بورتر، مؤسس استشارات المخاطر في شمال أفريقيا، في مقابلة مع بلومبرغ، تعليقا على دور صنع الله في قطاع النفط الليبي
“ان مهمته هي انتاج اكبر قدر ممكن من النفط ، أذا أستطاع ذلك واعتقد ان هذا ما سيواصل القيام به”.
غير أن سنوات من الإهمال والهجمات على المنشآت قد أضرت بالقدرة الإنتاجية، والبنية التحتية ، وتحتاج إلى استثمارات كبيرة إذا كانت ليبيا تريد العودة إلى إنتاج 1.6 مليون برميل يوميا، وهو مستوى إنتاجها قبل 2011.
وقال ماتيا توالدو، ” المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية”، لبلومبرغ
“إن ليبيا أقتريت من قدرتها الإنتاجية، وربما يكون لها سقف “ضمني” قصير الأجل يزيد قليلا عن مليون برميل يوميا.”
لذلك يمكن للیبیا أن “تغطی” لیس لأن أوبك تطلب ذلك، ولکن بسبب قیود البنیة التحتیة.
في الأسبوع الماضي، قال “صنع الله” لرويترز في تعليقات مرسلة عبر البريد الإلكتروني:
“ان الوضع السياسي والانساني والاقتصادي في ليبيا يجب ان يؤخذ في الحسبان اذا كنا سنتحدث عن سقف الانتاج”.