Skip to main content
اقتصاد بلاك آوت
|

اقتصاد بلاك آوت

وسط أسعار ترتفع كل يوم مع شح المعروض وبقاء الطلب على حاله ومع انعدام السيولة وتأخر المرتبات وتوقف مشاريع التنمية والانقطاع المستمر للكهرباء ومع تكرر أزمات الوقود بسبب أو حتى بدون سبب ومع غياب التحويلات للطلاب الموفدين لأشهر عدة ومع النقص الحاصل والواضح في أدوية الأمراض المزمنة وتبعها نقص بعض التطعيمات ومع توالي تهريب الذهب والعملات الاجنبية لدول عدة ،

اضافة الى تهريب الوقود والسيارات والأغنام والسلع المعمرة للإستفادة من فروقات أسعار الصرف امام الدينار حتى لانراه يكاد يقوى على الوقوف ومع استمرار اغلاق بعض الحقول النفطية واحيانا حتى موانئ تصديره لأسباب لامنطقية ومع ارتفاع مذهل وجنوني في أعداد موظفي القطاع العام حتى باتت المرتبات هما وليست فقط عبئاً على الميزانية العامة للدولة التى لم يعد دخل النفط كافياً لتمويلها بل عجزاً متراكماً يسجل بدفاتر المصرف المركزي الذي حتى وان كان محافظه قد عين فيلقاً من المستشارين الا انه مازال متخبطاً فلا سياسات نقدية واضحة ولاخطط ملموسة بأي أجل كانت قصيرة ام متوسطة بل ولا حتى طويلة وبعد ان اصبحت طوابير الانتظار امام المصارف التجارية كل يوم وعلى مدار الساعة تقريباً لإلتقاط أي مبلغ ربما يسد عجزاً مؤقتاً لمواطن لكنه بكل تأكيد ليس بلسماً لكل جراحه.

عذراً على الإطالة فلن أنقلكم الى عالم الاستثمارات المتعثرة والاموال والمحافظ المنهوبة والمحجوز عليها وفاء لأحكام قضائية ضدها فما سردته أراه كافيا لتعريفكم بعينة من مشاكل اقتصادية انهكت جسم بلادنا وجعلته هزيلاً بلا حراك رهيناً بأيادي مرتعشة،

لاتزال ماتبقى من مؤسسات الدولة ينادي المواطن بالصبر والتأنى ممنينهم بأن لاحق الأيام أفضل من سابقها دون أن يلمس هذا الأخير أي فعل يؤيد ذلك ، بل يرى عكس ذلك تماما فالكهرباء زادت ساعات غيابها عن 12 ساعة بدلاً من 6 ساعات ولا استقرار حتى في الاسعار بل ارتفاع يتلوه ارتفاع ولا شيء يلوح في الأفق يبشر بتنفيذ تلك الوعود.

أما يعلم هؤلاء المسؤولون ان قدرات المواطنين لم تعد تحتمل كما أن الوطن قد أٌنهك جراحاً وأن الوقت قد حان لإجراء جراحات عاجلة لعلاج مايمكن علاجه مع يقيننا بوجود هزات ارتدادية ستطال سنوات لاحقة حتى وان كتب لإقتصاد هذا البلد أن يتعافى. فهل سيدرك سياسيو واقتصاد هذا الوطن ذلك ؟ أم ان الحكمة قد خانتهم وصارت مصالحهم الضيقة فوق مصالح الوطن العليا؟ عليهم ادراك ذلك اليوم قبل الغد وحتى لايقع الوطن واقتصاده بأكمله في البلاك اوت..

 

مشاركة الخبر