كلمة الممثل الخاص للأمين العام” غسان سلامة” إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتاريخ 28 أغسطس 2017 ، حيث نقلت لكم صدى أهم ماجاء فيها .
حيث أشار غسان سلامة إلى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في ليبيا وقال
“من خلال اجتماعاتي مع الليبيين، بدأت الصورة تتكشف. إذ يسيطر الإحباط على الناس إزاء تدهور أوضاعهم المعيشية. فقد مررت بنفس المصرف في طرابلس عدة مرات من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة العاشرة ليلاً ورأيت الكثير من الناس لدرجة اعتقدت أنها مظاهرة. لم تكن كذلك! كانوا ينتظرون فقط الحصول على جزء ضئيل من مرتبهم الشهري( ما يعادل الآن ما قيمته 25 دولاراً)
ومن غير الطبيعي في هذه الدولة الغنية أن تغلق الأقسام الجامعية واحداً تلو الآخر لأن الفارق الباهظ في سعر الصرف أدى بأعضاء هيئة التدريس الأجانب إلى ترك عملهم بشكل جماعي.
لقد سئم الناس من إنقطاعات لا حصر لها في الكهرباء والماء، والتي بدورها تتسبب في توقف نظام الهاتف والإنترنت. فليس بإمكان الليبيين أن يستوعبوا كونهم فقراء في بلد غني بالموارد الطبيعية؛ بلد منتج للنفط يضطرون فيه للوقوف في طابور الانتظار لبعض الأوقات في اليوم من أجل الحصول على 20 لتراً من البنزين.
فالانطباع بوجود اقتصاد سياسي متجذر قائم على السلب أضحى أمراً ملموساً، كما لو كانت البلاد تغذي أزمتها بمواردها ذاتها وذلك لصالح القلة وخيبة أمل الكثيرين.
ومن الواضح أن هناك مشكلة خطيرة في الحوكمة بنيغي معالجتها دون أي تأخير.
ومن الجلي أن رفاه الشعب عنصر أساسي في استقرار ليبيا في المستقبل. لذا فإني أعتزم العمل عن كثب مع شركائنا لضمان أن يكون بيننا تنسيق تام في تحقيق رؤية للاقتصاد الكلي للبلاد فيما تتم مساعدة السلطات على توفير الخدمات الأساسية.”
وأضاف سلامة في كلمته عن الوضع المعيشي
“إذا ما لم يتم التصدي للتحديات الاقتصادية، فإن الأزمة الإنسانية في ليبيا سرعان ما تتفاقم.
وبالنسبة للمدنيين المحتاجين، ينبغي أن تتاح لهم إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية دون عراقيل، ويجب توفير الحماية لموظفي الإغاثة.
ومما يبعث على القلق بوجه خاص هو الوضع الراهن في درنة حيث دعينا مراراً إلى أن يكون للمدنيين حرية التنقل وعملنا بنشاط من أجل إدخال الضروريات الأساسية إلى المدينة.
والتحدي الآخر الذي يشغل الليبيين هو بطبيعة الحال أمنهم. فثمة خوف كبير من الإجرام ومن الاختطاف والتهديدات التي يشكلها انتشار الأسلحة على نطاق واسع. وقد نمت ليلتي الأولى هنا في طرابلس على أصوات إطلاقات نارية متقطعة امتدت لفترة مطولة.
ويتعرض المدنيون للقتل أو الإصابة في جميع أنحاء ليبيا نتيجة للاشتباكات المسلحة المتفرقة والمتفجرات من مخلفات الحرب. كما يتم احتجاز الآلاف لفترات مطولة من الزمن، مع استبعاد احتمالية حصول الكثير منهم على محاكمة عادلة.”