Skip to main content
|
|

هل لأفراد حماية المصارف أدوار أخرى؟

ظل الاقتصاد الليبي منذ عقود رهينة لأزمات سياسية وافكار يغلب عليها التخبط العشوائي حتى تفاقمت مشاكل البلاد فلا انفراج سياسي يشي بقرب تعافي اقتصادي ينعكس ايجاباً على حياة الفرد الذي خنقته كل تلك المعضلات .

أزمة ندرة السيولة لم تكن استثناء ولم تكن وليدة لحظة معينة بل نتاج أفكار وسياسات وبرامج اقتصادية أحادية لم يكتب لها أن تدرس بعناية ، حتى بلغ الوضع مداه وصار حلم المواطن أن يحظى بورقات نقدية معدودة جزماً لن تفي باحتياجاته وأسرته الشهرية الضرورية.

ولأن لكل أزمة تجارها ولكل مشكلة مستفيدون، لم يضيع بعضاً من هؤلاء الفرصة بل استغلوها استغلالاً بشعاً بكل ماتحمله الكلمة من معاني، فرغم لجوء المصارف الى توظيف او الاستعانة بمجموعات مسلحة تخضع مستندياً فقط لسلطة محلية رغم مجافاة ذلك للواقع ، الا ان هذه المجموعات لم تراعى ماوظفت لأجله بل استغلت ظرفها فتاجرت بحاجة المواطن للسيولة وعقدت الصفقات واشترت الذمم بعد ان كانت قد باعت ذممها في اول سوق انعقد لذلك، وتقريرنا هذا يلقي اضاءة على ذلك الوجه الاخر لمن أريد لهم المحافظة على النظام فلجأوا الى كسر النظام لابل وكسر ظهر المواطن

هل لأفراد حماية المصارف أدوار أخرى؟

شددنا الرحال الى احد المصارف العاملة داخل طرابلس وبلقاء خاطف مع احدى زبائن المصرف قالت: لدي حساب تودع به مصلحة العمل مرتباتي المتأخرة أصلا، أنا هنا للسؤال متى تتوفر السيولة، فكما ترون لاتوجد سيولة ولدا فإن عدد المواطنين قليل ، وعندما سألناها عن دور أفراد الحماية في حفظ النظام وتوفير الجو الآمن للعاملين والزبائن على حد سواء؟ فاجأتنا اجابتها انها طلبت ذات يوم من احد افراد الحراسة بالمصرف تمريرها لموظف السحب بالنظر لكون والدتها بالمصحة ، فكان جوابه يمكنك ذلك شرط تسليمي نصف المبلغ الذي ستقومين بسحبه، جوابها كان بالموافقة بالنظر لحاجتها الى سيولة مالية.

وبالمرور على مصرف آخر اجابنا احد المواطنين بأنه قد تعود المرور على المصرف بالنظر لغياب السيولة بفترة طويلة ، وعن احد المواقف يقول بأنه ذات يوم اضطر للوقوف بطابور السحب طيلة ساعات الدوام ومع قرب انتهاء الدوام خرج احد افراد سرية الحماية ليبلغهم بنفاذ السيولة، كنا نعرف ان السيولة يتقاسمها الموظفون وافراد الحراسات وبعض من ذوى النفوذ من اصحاب الحسابات الجارية بالمصرف

وبلقاء سريع جمعنا مع احدى موظفات مصرف تجاري عامل بطرابلس أبلغتنا تلك الموظفة بأن هناك كتيبة طالبت بأن تتولى تأمين المصرف مقابل مبالغ مالية نقدية شهرية، وحينما رفضت الادارة مطلبهم صاروا بين الحين والاخر يقومون بالتعدي على ادارة وموظفي المصرف بحجة وجود شبهات فساد وتحقيقات مع موظفين..

على الجانب الاخر ورغم عدم رغبة كثير من افراد الحراسات بالمصارف بالحديث الا اننا وجدنا ضالتنا في فردين اثنين مكلفين بتأمين احد المصارف التي تقع قرب ميدان الشهداء ، ورغم نفيهم في البداية لأي مزاعم بشأن وجود تعديات من افراد الحماية على الموظفين والمواطنين ووجود واسطة ومحسوبية تتمثل في قيام بعض الافراد بسحب سيولة اكتر من السقف المحدد ولعدة مرات، الا انهما أقرا بوجود بعض التجاوزات وصفاها بأنها تصرفات فردية..

وبين هذا وذاك يقف المواطن حائراً في سحب مرتبه المتأخر أصلا عن ميعاده فلا هو بالمتواجد بمكتبه لخدمة الناس ولا المصرف قادر على أن يعينه على سحب ماقد يقضي به حاجاته واحتياجاته، فهل يدرك المسؤولون أبعاد هذه المعضلات ، أم تراهم بحاجة للتذكير؟؟

مشاركة الخبر