وقد استهلت الصحيفة التقرير بالقول:
إن خطة الاتحاد الأوروبي لإعادة المهاجرين الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل في ليبيا إلى وطنهم قد تعرضت لانتقادات شديدة من قبل الأشخاص الذين تحاول مساعدتهم.ويهدف برنامج “العودة الطوعية بمساعدة الاتحاد الأوروبي” إلى إقناع مئات الآلاف من المهاجرين في ليبيا بالعودة إلى ديارهم بدلا من محاولة عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.
بيد ان المسؤولين الذين يديرون هذا البرنامج اتهموا بانهاء تعهداتهم بتقديم منح وبرامج تدريبية عند عودتهم الى بلادهم.
وفي بانجول، عاصمة غامبيا، تم استدعاء الشرطة الى مكاتب المنظمة الدولية للهجرة، وهي هيئة تابعة للامم المتحدة تدير هذا البرنامج بالاقتران مع الاتحاد الاوروبي بعد ان رمته الحشود الغاضبة بالصخور منذ ستة اسابيع.
وادعى المهاجرون أنه أثناء وجودهم في ليبيا، قيل لهم إنهم سيحصلون على (3000 يورو) لمساعدتهم على بدء أعمالهم التجارية الجديدة.
وبدلا من ذلك، كان كل ما تلقوه عند عودتهم إلى غامبيا 000 3 دالاسي غامبي (50 جنيها إسترلينيا)
ويقارن ذلك بمنح قدرها 2،000 جنيه استرليني متاحة للمهاجرين غير الشرعيين في المملكة المتحدة الذين يسجلون في خطط مماثلة للإعادة إلى الوطن، وتصل إلى 5000 يورو (440 4 جنيها إسترلينيا) لمن لديهم مخططات من ألمانيا.
وقد عاد نحو 300 ,2 مهاجر إلى جامبيا منذ بدء البرنامج هناك في أوائل العام الماضي، ولم يقدم حتى الآن سوى 300 مكان في برامج التدريب على العمل، لم يبدأ أي منها حتى الآن.
ويتم تمويل هذا البرنامج من قبل 2.84 مليار جنيه استرليني (3.2 مليار يورو) الصندوق الاستئماني للاتحاد الأوروبي لأفريقيا، الذي أنشأته الدول الأعضاء في عام 2015 لوقف أزمة المهاجرين بتشجيع المهاجرين الأفارقة على العودة إلى ديارهم.
وقالت إحدى الجمعيات الخيرية التي تمثل حقوق المهاجرين في غامبيا ل “تلغراف” إن البرنامج بأكمله معرض الآن للخطر لعدم مصداقيته.
وقال مصطفى صلاح، وهو عائد غامبي، إن مجموعته من العائدين قيل لهم إنهم غير مؤهلين للتدريب المهني على الإطلاق لأن المشروع لم يوقع رسميا في تلك المرحلة. وأضاف “قالوا لنا إن هناك حزمة تنتظرنا، ولكن تبين أنها معلومات خاطئة.“اعتقد انه كان كلاما فقط لإقناعنا بالعودة”.
وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن هناك ما يصل إلى مليون مهاجر موجود حاليا في ليبيا، ومعظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.يشكل النيجيريون أكبر مجموعة بين المهاجرين الأفارقة الذين يسافرون إلى ليبيا ويحاولون العبور من هناك إلى إيطاليا عن طريق البحر.وفى يوم السبت بدأت نيجيريا بإخلاء الالاف من مواطنيها حيث وعد وزير خارجيتها باعادة جميع الذين يريدون العودة الى ديارهم.
وبموجب خطة الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة، يحصل المهاجرون على رحلة مجانية. ولكن هناك تفاوت كبير بين “بدلات” الإعادة إلى الوطن التي تدفع للمهاجرين العائدين من ليبيا والعائدين من البلدان الأوروبية.
وفي نيجيريا، لم تقم سوى حكومة ولاية إيدو، وهي مركز تجاري شهير، حيث يأتي 80 % من المهاجرين النيجيريين، بوضع برنامج استباقي لإعادة تأهيلهم.
يحصل العائدون على إقامة فندقية لمدة ليلتين، يتم خلالها تقييم احتياجاتهم، بالإضافة إلى مبلغ 120 جنيه استرليني لاستمرارهم لمدة ثلاثة أشهر. ولكن هناك مخاوف بشأن نقص القدرة على برامج التدريب على العمل.
وقال سليمان اوكودوا، وهو مستشار كبير للبرنامج، انه تم تخصيص 200 الف جنيه استرليني للتدريب، الى جانب 150 هكتار من الاراضى حتى يتمكن المهاجرون من تعلم تقنيات الزراعة.
بيد انه قال ان التكلفة عادة ما تكلف 100 الف دولار لتدريب 300 شخص وان 2000 عائد وصلوا فى نوفمبر وديسمبر وحده. ومن المتوقع وجود 000 20 آخرين في الربع الأول من عام 2018.
وقال “اذا لم يتمكن هؤلاء الاشخاص من الحصول على المساعدة، فسيصبحون ببساطة تجار في الغد من اجل تغطية نفقاتهم”.
وأشار الى الهجوم على مبنى المنظمة الدولية للهجرة فى غامبيا، حيث قال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة بول ديلون بكل “وضوح وصراحة” أن العائدين لم يحصلوا سوى على مبلغ عيش قصير الاجل قدره 50 جنيها استرلينيا.
وقال إن “الشائعات” كانت تنتشر في كثير من الأحيان على شبكات وسائل الإعلام الاجتماعية ، والتي قد تكون قد خلطت بدلات الإعادة إلى الوطن في أوروبا مع تلك المتعلقة ببرنامج ليبيا.
وأضاف: “نحن نفهم إحباط بعض العائدين الذين لا يحصلون على الدعم الفوري لإعادة الإدماج؛ بل هو عملية معقدة لا يوجد لها حل سريع “.
وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن أكثر من 18،000 مهاجر قد أعيدوا من ليبيا في عام 2017. ” وانهم سيواصلون معالجة أي قضايا تتعلق بهذه البرامج … على وجه التحديد لتحسين تنسيق الاجراءات لدعم المهاجرين في المستقبل “
Dunia Ali