Skip to main content
تعرف على الطائرة المنكوبة C130 "مصيدة الموت"
|

تعرف على الطائرة المنكوبة C130 “مصيدة الموت”

تابعت صدى الاقتصادية سقوط الطائرة C130 ومصرع طاقمها المكون من ثلاثة أشخاص واصابة شخص رابع من الطاقم في منطقة أوباري بالقرب من حقل الشرارة النفطي بعيد اقلاعها بقليل وعلى مسافة أقل من كيلومتر واحد من مطار الحقل الذي يبعد عن مدينة أوباري 60 كيلو متراً.

 

تعرف على الطائرة المنكوبة C130 "مصيدة الموت" تعرف على الطائرة المنكوبة C130 "مصيدة الموت"

 

في اتصال مع مراقب الأمن الصناعي بحقل الشرارة ومراقب الأمن والسلامة بشركة أكاكوس “حسين العباني “ قال بأنهم يواجهون مشاكل في توصيل المواد التموينية والمستلزمات والمواد المختلفة الخاصة بالحقل نتيجة لتوتر الأوضاع الأمنية على الطرقات من الشمال إلى الجنوب ونتيجة لذلك فإننا نستأجر الطائرة المنكوبة C130 لتجلب لنا قطع الغيار والمستلزمات الخاصة بالحقل من طرابلس وهذا ما حصل صباح اليوم الأحد فقد جاءت الطائرة تحمل شحنة مختلفة إلى الحقل وكانت في طريق العودة إلى طرابلس عندما هوت بعيد إقلاعها من مطار الحقل بأقل من كيلومتر واحد وانفجرت بشكل كبير أدى لإحراقها بالكامل ووفاة ثلاثة من طاقم الطائرة واصابة أحد طاقم الطائرة ويدعى “عبد الرحيم الشبل” وقد هرعت فرق الاطفاء إلى المنطقة في محاولة لإخماد النيران لكن الضعف في إمكانيات الفريق وشح المياه حال دول إخماد الحريق بسرعة بالرغم من قرب وقوع الطائرة.

س/ ما هي الحالة الفنية للطائرة قبل إقلاعها وسقوطها؟

تعتبر هذه الطائرة هي الوحيدة بالمنطقة الغربية وهي تقوم برحلات مكوكية ونحن نستأجرها بين الفينة والأخرى وكان جليا لنا معاناة الطائرة من مشاكل فنية من ضمنها أن المحركات تتعرض لسخونة عالية فكان يقوم الكابتن بالمبيت في الحقل والسفر بها في الصباح وهي كانت منذ أسبوعين فقط تحت الصيانة

س/ لماذا تستخدمون هذه الطائرة فقط وأنتم تعلمون بحالتها الفنية المتردية؟

إنها الطائرة الوحيدة من هذا الحجم التي تسع لنقل مستلزمات الحقل وتتحرك بالمنطقة الغربية وليس لدينا علم بوجود غيرها في الخدمة فلهذا نقوم باستخدامها وهي تابعة لسلاح الجو الليبي وليس الحقل فقط للعلم

س/ هل تقوم هذه الطائرة بنقل موظفين تابعين للحقل على متنها في العادة ؟

الكارثة كانت لتكون أكبر لأن الطائرة كانت تنقل موظفين تابعين للحقل وقد كانت تستخدم حتى في نقل مواطنين من مدينة أوباري من أصحاب الحالات المرضية الطارئة لكننا اتخذنا قرارا في ادارة الشركة ينص على عدم استخدام هذه الطائرة في نقل الموظفين أو حتى السماح لنقل جيران الحقل من مدينة أوباري ولم يكن فيها وقت سقوط الطائرة إلا طاقمها فقط

س/ كيف كان وضع الطائرة بعد هبوطها وقبل اقلاعها؟

كان وضعها عادياً وأرى أن الطاقم لو كان يعرف بأن فيها خطبا لكان الطاقم قد أخر الاقلاع بها حتى إصلاح أي خلل طرأ عليها 

لقد كانت تستخدم في نقل المواطنين رغم وضعها السيئ !

الطائرة إلى جانب نقل المواد نحو حقل الشرارة كانت تنقل مواطنين من مدينة أوباري يصل عددهم في أكثر الأحوال إلى 100 مسافر ومن أجل معرفة وضع الطائرة أكثر كان يجب علينا أن نقوم بسؤال المواطنين من مدينة أوباري الذين كانوا عادة ما يستخدمونها في التنقل من مدينتهم الى طرابلس في ظل اقفال الطرق الجنوبية نحو الشمال نتيجة الأوضاع الأمنية الصعبة

سألنا أحد المواطنين من مدينة أوباري يدعى “شادكو السنوسي” وقال أنه قد أتي على متن هذه الطائرة إلى مدينة طرابلس يوم الخميس 29/3/2018 عن وضع الطائرة عندما سافر عليها رفقة 60 مواطناً على الأقل من مدينة أوباري حيث أجابنا بأن الطائرة تستخدم أحيانا في نقل المواطنين إلى طرابلس وقد كان وضعها متردي واصفاً إياها “بالماشية على البركة” مضيفاً بأن الطائرة رجعت إلى مدينة أوباري وقد اضطر طاقمها إلى المبيت في الحقل نتيجة سخونة في محركاتها وعادة ما يقوم الطيار بتركها حتى تبرد ويبيت هو في الحقل في معظم الرحلات التي يأتي فيها إلى مدينة أوباري وانا اعرف الكابتن مبروك رحمه الله كان يساهم في تخفيف معاناة أهل أوباري في أحيان كثيرة

في إطار رصدنا للطائرة C130 المنكوبة تمكنا من معرفة أنها تعرضت لأضرار وصفت بأنها بسيطة في يناير 2017 جراء استهدافها على أرضية مطار الجفرة العسكري وقتل وجرح عدد من العناصر العسكرية كانوا على متنها وتم اصلاحها وإرجاعها إلى الخدمة من جديد

 

تعرف على الطائرة المنكوبة C130 "مصيدة الموت"

نفس الطائرة سُجل إصابتها من جديد في سبتمبر 2017 وعند هبوطها في مطار معيتيفة بأعيرة نارية جراء اشتباكات كانت تدور بمحيط المطار وكانت في تلك اللحظة تنقل مسافرين من مدينة أوباري إلى طرابلس وقد أصيب على متنها أحد الركاب إصابة خطيرة أودع على إثرها بإحدى المصحات.

تعرف على الطائرة المنكوبة C130 "مصيدة الموت" تعرف على الطائرة المنكوبة C130 "مصيدة الموت"

الطائرة C130 توفي جراء سقوطها العميد “المبروك أحمد” الذي كان يوصف بأنه ذو القلب الطيب وكان يساهم كثيراً في تخفيف المعاناة عن أهالي مدينة أوباري بنقلهم جواً إلى العاصمة طرابلس “مجانا” بالتنسيق مع الحقل ومطار معيتيقة الدولي، كما توفي العقيد “احميدة نصوف” ، والمقدم ” عبد الحكيم السنوسي”، بالإضافة إلى الجريح “عبد الرحيم الشبل “ وقد نقلت جثامينهم بالاضافة إلى المصاب إلى مدينة طرابلس وهو في مصحة الفتح حالياً وقد تعذر نقله إلى تونس نتيجة حالته السيئة.

تأتي هذه الحادثة الأليمة في دولة نفطية تعتمد على طائرات قديمة ومتهالكة يتم استخدامها في النقل جوا ويتم تصليحها مئات المرات وكما طالعنا في حيثيات استخدام هذه الطائرة فقد كانت تنقل ركابا كثرا الأمر الذي كان في ظروف أخري سيمثل فاجعة على نطاق أكبر.

مشاركة الخبر