كتب سيف الأسلام معمر القذافي إلى القضاة الفرنسيين مكرراً إدعائه بأن ليبيا ساهمت بالملايين في حملة الانتخابات الرئاسية الناجحة لعام 2007 ، والتي قادها نيكولا ساركوزي.
حيث أكد ساركوزي أنه سيمارس ضغوطاً على القذافي أذا تم أنتخابه حتى تتم الموافقة على بناء محطة طاقة نووية في ليبيا.
وقد تلقت حملة ساركوزي ما مجموعه 4.5 مليون يورو من ليبيا في عام 2007 ، حسبما قال سيف الإسلام في رسالة بتاريخ 11 يوليو 2018 ، وفقا لصحيفة لوموند.
وذكرت الصحيفة في تحديث للخبر اليوم 11 سبتمبر أن هذه الادعاءات ليست جديدة ، فقد وجهت إتهامات سابقة إلى ساركوزي بالفساد السلبي ، وتمويل الحملات بشكل غير قانوني وتلقي الأموال العامة المختلسة فيما يتعلق بقضية ليبيا في مارس.
وكان سيف الإسلام القذافي قد وجه الاتهام لأول مرة في عام 2011 ، حيث كان نظام والده في طور الإطاحة به من قبل الميليشيات المدعومة من الغرب ، مما أدى إلى التحقيق الفرنسي.
وتقول الصحيفة أن الرسالة دلاتقد ليلاً على ذلك ، رغم أن سيف الإسلام يصر على أنه يمتلك الحساب البنكي.
حيث كلود جيان ، يقف على الحقيبة التي تحتوي على الدفعة الأولى من 2.5 مليون يورو لإغلاقها لأنها كانت مليئة بالنقود ، كما تقول الرسالة نقلاً عن بشير صالح بشير ، مساعد القذافي الذي زعم أنه سلمها له .
ولكن جيان نفي الرواية وقال بعد أن أصبح فيما بعد وزيرا للداخلية لصحيفة لوموند إنه “لم ير أبدا سنتا من المال الليبي” واتهم سيف الإسلام بأنه “أنه يرغب في الثأر” لأن ساركوزي كان “الرأس المدبر “الذي أسقط والده.
وفي أثناء التحقيق ، أنكر جيان في البداية وجود مبالغ نقدية كبيرة ، ثم قال إنها تبرعات من مؤيدين فرنسيين.
كما أن رسالة سيف الإسلام تؤكد دفع مليوني يورو أخرى لحملة ساركوزي مقابل وعد بالعفو عن رئيس المخابرات في عهد القذافي ، عبد الله سنوسي و الذي حكمت عليه محكمة فرنسية بالسجن مدى الحياة في غيابه ، والذي أتهم بأنه شارك في قصف طائرة قتل فيها 170 شخصًا في النيجر في عام 1989.
وأن الليبيون ناقشوا كيفية العفو على السنوسي مع مساعدين لدومينيك دو فيلبان ، الذي كان المرشح اليميني للرئاسة في عام 2007 ، ولكنه خسر وكان ساركوزي كان هو الفائز حسب الرسالة.
تهديدات بالقتل
وتقول الصحيفة أن الفرنسي الكسندر جوهري ، الذي كان وسيطا في تلك المفاوضات تحول فيما بعد إلى أحد مؤيدي ساركوزي.
وزار قصر الإليزيه الرئاسي 73 مرة بين عامي 2007 و 2011 منها 59 مرة لرؤية جيان و 15 مرة لرؤية ساركوزي ، يرافقه في بعض الأحيان بشير صالح وفقا لمجلة L’Obs.
وينفي الجوهري أن يكون قد عمل مع بشير صالح البشير لكن سيف الإسلام يدعي أنه هدد صالح بالقتل إذا ما أعلن عن تمويل الحملة.
الجوهري موجود حالياً في لندن ، في انتظار جلسة استماع في نوفمبر ستقرر ما إذا كان سيتم تسليمه إلى السلطات الفرنسية.
أما صالح ، الذي تم تهريبه من ليبيا موجود حالياً في الإمارات العربية المتحدة ويتلقى الرعاية الطبية بعد تعرضه لإطلاق النار في سرقة سيارات في جوهانسبرغ حيث كان يعيش.
و “سيف الإسلام القذافي” أسر في عام 2011 ، وحسب الرسالة ظل في الحبس الانفرادي حتى عام 2015 عندما استفاد من عفو أعلنه أحد المتنافسين على السلطة في البلاد.
وقال مسؤول ليبي سابق لصحيفة لوموند إن مكان وجود سيف الأسلام الحالي غير معروف وقد تكون صحته العقلية قد تأثرت بإحتجازه وتعذيبه.
الضغط لتوقيع اتفاق نووي
وفي أنباء أخرى أنتشرت اليوم الثلاثاء ، تقول إن رئيسة أريفا السابقة آن لوفيرجون أبلغت رئيس التحقيق ” أن هناك اتفاقًا مبدئيًا بشأن بناء محطة طاقة نووية في ليبيا وقعه وزير الخارجية آنذاك برنار كوشنر في يوليو 2007 دون استشارتها وبسرعة غير عادية“
وبعد وقت قصير من أنتخابه أتصل ساركوزي بالقذافي ليقول إنه على استعداد لإرسال فريق استكشاف حول هذه المسألة وفقا لما ذكرته الدبلوماسية الليبية.
ولكن إدارة أريفا أعلنت أن نظام القذافي “غير عقلاني بما فيه الكفاية” للتعامل مع برنامج نووي مدني وهو انعكاس للأدوار وفقا لوفيرجيون.
وقال لوفيرجون :
“من الناحية الكلاسيكية فإن الشركات التجارية هي على استعداد للبيع على الرغم من المخاطر ، وأن الحكومات هناك لايمكن لها أن تستخدم العقل “
هذا وقد تم تنظيم اجتماع في فندق في باريس مع مسؤول ليبي ومع سقوط القذافي ولكن أريفا لم تقوم بتغيير رأيها.
وبعد رفض الشركة مواصلة الصفقة ، تدهورت العلاقات مع الرئاسة بشكل خطير حسبما قال لافيرجون للمحققين.
ولكن في ضوء الحرب الأهلية التي تدور رحاها حاليا في ليبيا يقول لافيرجون “لا يسعنا إلا أن نكون سعداء لأننا لم نبدأ في بناء مفاعلات هناك” .
ترجمت حصرياً لصدى الأقتصادية