أنقلبت موازين القوى العسكرية بعد أن أصدر رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الأوامر لسليمان على كنة بأن يكون أمر للمنطقة العسكرية سبها .
سبها التى عانت الأمرين وطالبت بزيادة المرتبات وتوفير الوقود وفرص عمل لشبابها ، يتم أخيراً جرها إلى حرب أهلية تجمعت فيها قوى من الشرق والغرب ناهيك عن أبناء الجنوب وقطاع الطرق من تشاد والسودان .
وبعد أن فشلت الحلول السلمية لرئيس المؤسسة الوطنية للنفط صنع الله والذي رفض الخضوع على حسب بيانه الصادر الشهر الماضي للأبتزاز من حرس المنشأت وحركة غضب فزان ، حيث تسببت مطالبهم بتوقف العمل في حقل الشرارة النفطي مما أدى إلى خسارة حوالى 300 ألف برميل يوميا .
اليوم تندلع الحرب في الجنوب الليبي ويبدأ الصراع حول المصالح ، حيث ذكرت بلومبيرغ اليوم ” إن عدم الوضوح بشأن ما يحدث الآن في الجنوب يثير الشكوك حول خطة ليبيا لزيادة الإنتاج إلى 2.1 مليون برميل في اليوم بحلول نهاية عام 2021 رغم أن منظمة الدول المصدرة للنفط في ديسمبر قامت بإعفاء ليبيا من المشاركة في تخفيضات الانتاج العالمية”
ومع محاولة حفتر السيطرة على أكبر حقل نفطي في البلاد ، ينظر رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق للأمر بأنه مخاطرة قد تؤدى إلى خسارة الجنوب وخسارة 300 ألف برميل يوميا أو أكثر بوجود حقول أخرى كحقل الفيل ، لتنطلق العملية العسكرية بقيادة على كنة الذي صدرت له الأوامر بحماية وتأمين حقل الشرارة .
وماذا يعني أن تقوم قوتين تابعتين لحكومتين منفصلتين بتأمين نفس المنطقة ألا المزيد من الأهدار للدماء الليبية ، لتدخل المنطقة في حرب أهلية لايعلم مصيرها ولاننسي الأطراف الخارجية الداعمة والتى في أنتظار أن يربح أحد الأطراف ويعلن سيطرته على أكبر حقل نفطي مشترك بين ” ريبسول وتوتال وأو أم في والمؤسسة الوطنية للنفط”
وقد تم اليوم الخميس تبادل النيران في وقت مبكر بين أبناء الجيش الليبي التابع لحكومة الشرق وأبناء الجيش الليبي التابع لحكومة الغرب ، ولاننسي أن الجيش الليبي بقيادة حفتر قد سيطر على “الهلال النفطي ” والذي يحتوي على محطات التصدير الرئيسية ، والان يتزايد القلق في سوق النفط حول أستقرارالعرض في البلاد التى بها أكبر احتياطي من النفط الخام في أفريقيا.
وبالفعل وصلت قوات الجيش الليبي بقيادة حفتر منذ يومين إلى الوحدة الفرعية NC-186 ، على بعد حوالي 30 كيلومترًا (19 ميلًا) من حقل النفط الرئيسي لكن لم تستطع السيطرة الكاملة على الحقل حسب شهود عيان ، بالرغم أن أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي قال في مؤتمر صحفي سابق “اليوم وصلت قواتنا إلى الشرارة ، وبالاتفاق مع الجميع نحن كلنا ليبيون وجيش ليبي واحد وأكد أنه دخل الحقل بدون قتال “
وكأن المسماري يؤكد ماجاء في البيان الصادر من غرفة عمليات الكرامة بتاريخ 2 فبراير ، بأن أهل الجنوب يطالبون الجيش بالتدخل لرفع المعاناه وأرساء القانون ودعم المؤسسات ، ولكن بعد يومين من دخول الجيش للجنوب أنطلقت حملة تشويه في وسائل الاعلام والقنوات المدعومة العالمية منها والمحلية تطالب بالوقوف أمام الجيش وتم اتهمامه بأبادة قبائل التبو والطوارق وغير ذلك من الأدعاءات التى كانت تفتقر إلى الشفافية المهنية في نقل الأحداث .
وبهذا فأن القرار الصادر من فائز السراج بتوجه قوة عسكرية للجنوب لم يكن المفهوم منه حماية أهل الجنوب من الجيش الليبي أو فقط حماية حقل الشرارة النفطي حتى لاتخسر المؤسسة الوطنية للنفط أحد أمتيازاتها في الجنوب .
ويذكر أن هذه المواجهة كانت في يونيو 2018 أيضا بعد دخول قوات الجيش للهلال النفطي والتى أدت إلى تعليق معظم شحنات النفط الخام الليبية لأسابيع بسبب التنافس بين المؤسسة الوطنية للنفط بنغازي والمؤسسة الوطنية للنفط بطرابلس ، وخسرت ليبيا في تلك الفترة مبيعات بقيمة 930 مليون دولار.
اليوم مواجهة جديدة وبنفس الوجوه والأسماء ، أختفلت رقعة الأرض والحلفاء ولكن لامفر من أراقة الدم الليبي حتى يعلن أحد هذه الأطراف الفوز .