الكهرباء وفصل الصيف ضدان لا يلتقيان في ليبيا، فإذا ظهر أحدهما اختفى الآخر ،خصوصاً في ظل الحرب التي اندلعت في أبريل الماضي والتي سببت خسائر فادحة في قطاع الكهرباء بطرابلس تجاوزت 62 مليون دينار ، أضف إلى ذلك هشاشة الشبكة في ليبيا وعدم تشغيل محطة أوباري الغازية التي وعد الرئاسي بتشغيلها مراراً و تكراراً لتخفيف الضغوطات على الشبكة، و رغم أنها ستعمل بضغطة زر فقط ، وكذلك كان من أحد الأسباب التي جعلت الأزمة تشتد وطأتها هو سرقة المخازن الرئيسية للكهرباء التي تحوي على أكبر المعدات لصيانة شبكات الكهرباء .

ومن السلبي جداً تزايد خسائر الكهرباء بشكل كبير لأن الحرب والمواجهات المسلحة التى دائما ما كانت تقع ، كانت تستهدف الكوابل ومحطات الكهرباء، بالإضافة إلى تزايد سرقات الكوابل والمحولات الكهربائية، ناهيك عن الاعتداءات المتكررة على العاملين بمحطات توزيع الكهرباء والتى أدت في بعض الحالات إلى وفيات المعتدى عليهم مع وجود إصابات بليغة لعاملين آخرين.

تواصلت صحيفة صدى الاقتصادية مع هرم الشركة العامة للكهرباء رئيس مجلس الإدارة ” عبدالمجيد حمزة” و الذي أكد لنا أن أضرار الكهرباء لا يمكن حصرها برقم معين بسبب إصابتها بشكل يومي، فحتى الخسائر المادية التى كان قد أعلن عنها بوقت سابق، الآن تتجاوز ال62 مليون دينار لأن القيمة التي حددتها لجنة الطوارئ كانت في تاريخ معين فقط.
ولدى سؤالنا للسيد” حمزة “عن توقيت تشغيل محطة أوباري ، أفادنا بقوله : أنه لا توجد أي معلومات محددة إلى حد الآن بسبب الظروف الأمنية المحيطة ، بالإضافة إلى قيامهم بتجارب تشغيلية على محطة أوباري مؤكداًً أنه حين تشغيل المحطة فسيتم الإعلان عنها بمؤتمر صحفي للشركة رسمياً .
و أخيراً يبدو أن الاحتراق كما صاحب درجات الحرارة امتد أيضاً إلى كوابل الكهرباء فاحترقت معها أحلام المواطن بصيف ينعم فيه بكهرباء مستقرة في وقت غاب فيه أيضا استقرار حال المواطن، فهل من نور في نهاية النفق؟