في سابقة قد تُعد الأولى في ليبيا كونها إن صحت الاتهامات فهى عملية غسيل أموال علنية، فقد افتتح أحد كبار المتهمين بعمليات تهريب الوقود مركزاً طبياً وُصف بأنه حديث وذو تجهيزات متكاملة ليباشر في تقديم خدماته بمدينة الزاوية.
صدى لاحقت القضية وألقت ظلالاً على أبرز مكوناتها وسجلت هذا التقرير:
افتتح خلال اليومين الماضيين مركز النصر الطبي بالزاوية الذي تعود ملكيته لمهرب الوقود “محمد كشلاف” المدعو بـ”القصب” والمطلوب لدى النائب العام، والمدير التنفيذي للمركز “نوري كشلاف” من دون إعطاء ترخيص من وزارة الصحة، هذا ما أكده المستشار الإعلامي بوزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني “أمين الهاشمي” لصحيفة صدى الاقتصادية والذي قال إن هذا المركز لم يسجل بالوزارة، ولا علم للوزارة به ولا لإدارة القطاع الخاص، ولا توجد أي معلومة بخصوصه.
وأضاف أن العيادات الخاصة بدأت تفتتح بدون الرجوع للوزارة أحياناً إلى أن يأتي الحرس البلدي ويقوم بإقفالها أو أن تصدر الوزارة شكوى بحقهم.
علماً بأن أي نشاط عام أو خاص يجب أن تعطي وزارة الصحة الترخيص لبدء أعماله.
كما وأن الافتتاح تم بحضور مستشار المجلس الرئاسي”فتحي الهنقاري”، وأحد أعضاء مجلس النواب “علي أبوزريبة” وعميد بلدية الزاوية “جمال بحر”.
بلدية الزاوية تمنح ترخيصا لمركز النصر الطبي:
و لتغطية جميع الأراء توجهت صحيفة صدى الاقتصادية إلى عميد بلدية الزاوية “جمال بحر” والذي أكد لنا أن مركز النصر الطبي مكتمل الإجراءات ومتحصل على ترخيص من قبل بلدية الزاوية ووزارة الصحة، مضيفاً أن هذا المركز حديث ومجهز بالكامل، وسيقدم كافة الخدمات الطبية للمدينة.
وهنا يأتي التساؤل .. هل من اختصاصات عمداء البلديات إعطاء تراخيص للمراكز الطبية الخاصة؟
وتوجهت صدى الاقتصادية بالسؤال إلى وزير الحكم المحلي بحكومة الوفاق الوطني “ميلاد الطاهر” والذي أكد لنا عدم اختصاص عمداء البلديات بإعطاء تراخيص للمستشفيات الخاصة حتى بعد تسليم البلديات مؤخرا بعض اختصاصات الوزارات.
تواصلت صدى الاقتصادية كذلك مع وزارة الاقتصاد بحكومة الوفاق الوطني و التي أكدت أن مركز النصر الطبي إذا كانت تديره شركة وكانت إجراءاتها صحيحة يتم منحه سجل تجاري بمدينة الزاوية نفسها، ولا يتم إيقافها، بالإضافة إلى أن يكون لها حساب بمصرف ليبيا المركزي.
وبالرجوع إلى قضية مهرب الوقود فقد تم الأسبوع الماضي القبض على المحامي والمسؤول عن إدارة أموال تهريب المحروقات “وليد الهادي كشلاف” أثناء محاولته السفر عبر مطار مصراتة وهو شقيق “القصب” ومدرج على قائمة العقوبات الدولية.
حيث كشف تقرير فريق الأمم المتحدة المحال إلى مجلس الأمن في السنوات الماضية عن المتاجرين و المهربين في ليبيا وأن “محمد كشلاف ” يعتبر قائد حرس المرافق النفطية في الزاوية “مصفاة الزاوية” ومزود المهربين.
ختاماً ..
ربما تصبح هذه السابقة سُنّة لعدد ممن يتهمون بعمليات الفساد ، إذ قد توفر لهم غطاءً آمناً يتمكنون فيه من غسيل أموالهم ما لم تبادر الجهات الضبطية والقضائية إلى كبح جماحهم وإبطال تصرفاتهم، وإذا ما تقاعس هؤلاء عن أداء أدوارهم المناطة بهم، فإن عددا من الهزات ستضرب الاقتصاد المحلي ووقتها قد يكون فات الميعاد.
