أصدر موقع “investing.com” الثلاثاء تقرير عن السلع وحركة التجارة العالمية تصدرها الخبر بانخفاض الإنتاج النفطي من ليبيا وارتفاع أسعار معدن بالاديوم إلى 3000 دولار.
ويضيف الموقع: إن هذه القصة مختلفة عن المعادن الثمينة، حيث فجر معدن “البلاديوم” مفاجأة جديدة ووصل سعر الأوقية إلى 3000 دولار للأوقية.
أما المفاجأة الثانية هى أن ليبيا قد تعيد أسعار النفط الخام إلى أكثر من 100 دولار للبرميل بعد عام واحد فقط من الأزمة المالية ، ولكن يبدو أن التجار يشعرون بقلق لا مبرر له بشأن التهديد الذي تمثله ليبيا ، ربما لأن اهتمامهم أصبح أكثر الآن على مخزونات الوقود الأمريكية خلال الأسبوعين الماضيين.
وبينما انتشر الحديث يوم الثلاثاء بأن إنتاج ليبيا من النفط قد ينخفض قريباً إلى 72 ألف برميل يوميًا من 1.2 مليون برميل يوميًا وذلك بسبب الحصار المفروض على شحنات النفط والتى فرضها “خليفة حفتر ” أحد أمراء الحرب الليبيين الذين تقول حكومة طرابلس المعترف بها دوليًا إنه قد يصبح القذافي القادم، وفق الموقع.
ويأتي التهديد الليبي بعد 14 يومًا بالضبط من انسحاب الولايات المتحدة وإيران من شفا الحرب، تاركين الشرق الأوسط الذي ينتج 40٪ من نفط العالم في سلام نسبي وغير مؤكد.
ومع ذلك فإن الهدوء الذي أعقب إطلاق الصواريخ في 6 يناير من قبل طهران على القواعد الجوية الأمريكية في العراق -بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني قد يكون موضع شك، حيث كانت هناك تقارير عن سقوط صاروخين آخرين خارج السفارة الأمريكية في بغداد يوم الاثنين، لكن مرة أخرى لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
أما في حالة ليبيا فيقدر المحللون أن ما لا يقل عن 800 ألف برميل يوميًا قد تعطلت منذ يوم السبت، بما في ذلك 300 ألف برميل يوميًا من الشرارة أكبر الحقول النفطية.
وأعلنت بعد ذلك المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة أو التنازل عن الالتزامات التعاقدية على الشحنات الخام من حقل لشرارة وحقل الفيل في جنوب غرب البلاد.
بينما نقلت رويترز عن توني نونان مدير مخاطر النفط في شركة ميتسوبيشي كورب في طوكيو قوله ” أنه في كل مرة نحصل على حدث جيوسياسي كبير، ترتفع أسعار السوق لكن الجميع ينظر إلى ذلك على أنه فرصة للبيع“.
وقد ترتفع الأسعار عندما يأتي تجار نيويورك الخام خلال يومهم مع إعادة فتح الأسواق الأمريكية بعد عطلة نهاية الأسبوع الطويلة وعطلة “مارتن لوثر كينغ” مرة أخرى، رغم أنه هناك احتمال جيد بأن المخاطر الليبية قد تستمر بأقل من قيمتها الحقيقية بعد بناء 15.7 مليون برميل من مخزونات البنزين الأمريكية و13.8 مليون في مخزونات نواتج التقطير خلال الأسبوعين الماضيين، مقابل التوقعات البالغة 5.8 مليون و5 ملايين على التوالي.
ومما زاد من أهمية أسعار النفط الخام عدد منصات البترول التي نشرتها يوم الجمعة شركة صناعة النفط بيكر هيوز، والتي أظهرت حفارات، إضافة 14 حفارة الأسبوع الماضي ليصل العدد الإجمالي عبر حقول النفط في الولايات المتحدة إلى 673 مما يعني ارتفاع عدد المنصات بالمعنى الأبسط وارتفاع إنتاج الخام.
وقال جريج بريدي، مدير الطاقة العالمية والشرق الأوسط في شركة ستراتفور للاستشارات في مجال المخاطر السياسية:
“لقد تحول السوق إلى خط أساس ذو نظرة هبوطية متواضعة وممانعة في المخاطرة بالطريقة التي كان عليها من قبل نهاية الاسبوع“.
ويضيف التقرير أن أسعار الذهب قد وصلت مرة أخرى فوق 1560 دولار، أما على صعيد المعادن النفيسة عاد الذهب فوق المستوى الرئيسي البالغ 1560 دولارًا، حيث تشكك الأسواق في النجاح المحتمل للصفقة الأمريكية الصينية التي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار، مما يجعل الدولتين تحتفظان بالتعريفات الجمركية المفروضة على بعضهما البعض قبل الاتفاق.
كما ارتفعت أسعار الذهب يوم الثلاثاء كتحوط ضد النظرة العالمية الكئيبة لصندوق النقد الدولي لعام 2020، حيث كانت العقود المستقبلية للذهب في الولايات المتحدة، وكذلك الذهب الفوري الذي يتتبع عمليات التداول المباشرة في السبائك أعلى من 1566 دولار .
ويذكر أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية لمدة ثلاثة أشهر متتالية في عام 2019، قبل أن تتوقف دورة التخفيف في ديسمبر.
أما عن معدن “البلاديوم” وهو الذي يحتل العناوين الرئيسية للمعادن الثمينة بعد أن حطم سعره الفوري سقف 2500 دولار الأسبوع الماضي وهذا مكسب بنسبة 30٪ منذ بداية العام، حيث يقول البعض إن تعطل البلاديوم سيأتي في مرحلة ما خاصة إذا استقر الإمداد من المراكز الرئيسية كـــ جنوب إفريقيا وروسيا.
يذكر أن “البلاديوم” كان أفضل السلع أداءً في عام 2019 ، حيث ارتفع سعره الفوري بنسبة 55٪ أى بنسبة 30٪ منذ بداية العام ليصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق فوق 2584 دولار يوم الثلاثاء.