نشرت وكالة بلومبيرغ الأمريكية يوم الأربعاء تقريرا قالت فيه إنه وبعد سنوات من النكسات والبدايات الزائفة، عادت ليبيا إلى لعبة النفط مرى أخرى، توقع العديد من المحللين أن يتجاوز الإنتاج نصف مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ يناير إذا استمرت الهدنة، وقد يصل الإنتاج إلى مليون برميل يوميًا بحلول مارس وفقًا لـ جي بي مورغان.
والسؤال المطروح في الوقت الحاضر هو ما إذا كانت ليبيا قادرة على الحفاظ على الانتعاش أم لا، فلا تزال البلاد بعيدة عن ضخ 1.2 مليون برميل يوميًا التي زودتها بها قبل حصار يناير ناهيك عن 1.8 مليون برميل تدفقت قبل انتفاضة 2011 التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي وأثارت قرابة عقد من الصراع والقتال مما أفقد الإنتاج قيمته آنذاك. “
وبحسب بلومبيرغ فشلت الجهود المتكررة للتوسط في سلام دائم بين حكومة فايز السراج المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس وقائد القوات المسلحة خليفة حفتر، لكن الخصمين مددوا الهدنة يوم الأربعاء مما وفر شعورا نادرا بالاستقرار لبلد من أكثر منتجي النفط الذي دمرتها الحرب في العالم.
وتابعت بلومبيرغ بالقول إنه لم يتم إعادة تشغيل حقل الفيل نظرًا لأن حقل الفيل يعتمد على الكهرباء أكثر من الحقول الأخرى، والحقل الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 70 ألف برميل يوميًا يتبع عادةً دورات تشغيل الشرارة ومن المرجح أن يستأنف قريبًا ، ويرى المحللون في بلومبيرج إنتليجنس أن إجمالي الإنتاج الليبي قد يصل إلى مليون برميل يوميًا بنهاية العام.
كان لدى ليبيا خطط طموحة لزيادة الإنتاج إلى 1.5 مليون برميل يوميًا هذا العام وأكثر من 2 مليون بحلول عام 2024. لكن تبدو هذه الأهداف صعبة بشكل خاص نظرًا لحالة البنية التحتية النفطية في البلاد.
ومن المؤكد أن الزيادات الإضافية في الإنتاج الليبي ستهز أوبك وحلفائها مثل روسيا والمكسيك ، ولا يزال النفط الخام منخفضًا بنسبة 37٪ هذا العام ، بينما لا يدعو أحد في أوبك علنًا ليبيا للانضمام إلى تخفيضات الإنتاج ، فإن البراميل القادمة من ليبيا تضغط على أسعار النفط في الوقت الذي تقوض فيه قيود الفيروس المشددة في العديد من البلدان الطلب على الوقود .
واضافت بلومبيرغ أن الصادرات الليبية تضاعفت إلى 378 ألف برميل يوميًا في النصف الأول من أكتوبر مقارنة بنفس الفترة من الشهر الماضي ، وفقًا لشركة البيانات كبلر.
وقالت شركة كبلر إن الشحنات ارتفعت إلى المشترين في البحر المتوسط بما في ذلك إيطاليا وإسبانيا، حيث من المحتمل أن يحل الخام الليبي محل النفط من روسيا البعيدة ونيجيريا وتراجعت الصادرات الأمريكية إلى الصين ، لكن من المرجح أن تظل تلك الدولة مشترًا كبيرًا في الأشهر المقبلة وفقا للوكالة.