مع ارتفاع حمى سباق الرئاسة يتبارى المتسابقون نحو سدة الحكم الرئاسي في استعراض خطواتهم والتي أغلبها غير محسوبة في جولات غير محسومة وفي مضمار لم يتحدد بعد ما إذا كان استحقاقه قد تم بالفعل فالكل متوجس ومترقب ولازال الرهان مستمراً على قدرة الليبيين في تنظيم إنتخابات رئاسية لأول مرة في حياتهم من عدمها فما عاد شيء يمكن ضمان نجاحه في بلد تتقاذفه تيارات وعواصف سياسية وعسكرية وتدخلات شرقية وغربية.
البعض يراهن على تطويع الاقتصاد لخدمة أهدافه والآخر يراهن على نجاحات عسكرية قابلها إخفاق بعض الأحيان وآخرون يدفعون بأنهم لم يكونوا يوماً من ضمن المتحاربين أو الأطراف المتخاصمة وتيار يعرف نفسه بأنه من سيعيد للبلاد ذات الوجه والملامح كما كانت قبل عشر سنوات.
اللافت هذه المرة تقارب الحظوظ لمرشحين لن يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة ، واللافت أيضاً أن كثيراً منهم سيكون فقط أرنب سباق ، تماماً كما أن المستغرب ندرة وجود المرأة في هذا العرس رغم أن منظمات المجتمع المدني تعج بالآلاف منهن .
فهل سيكون الرهان الاقتصادي سيد الموقف وهل ستنقذ مليارات دعم الزواج المراهن على ذلك؟ وهل تكفي وعود بالانفاق على المرتبات والمهايا والعلاوات والتغني بالشباب في جعل الأصوات تتجه نحو ذلك؟
أم أن للمراهن على جعل الجيش في مقدمة الصفوف وأن الأولى بالقيادة في هذه الفترة من امتشق سلاحه دفاعا عن قضية معينة حظاً أوفر للنجاح ؟ وهل فعلاً لازال الليبيون يمنون النفس بأن بقاء العسكر في السلطة هو صمام أمام لنجاح البلاد؟ أم أن الليبيين مازالوا يحنون للنظام السابق ولذلك فهم سيراهنون على وريثه وماتبقى من جذوته؟
وهل لمن أعاد للداخلية وللشرطة هيبتها نصيب من النجاح والذي يناقض فعله إخفاء ملفات فساد على الأجهزة الرقابية وتعقبهم!
الجميع في حالة ترقب ليس في ليبيا فحسب بل المجتمع الدولي أيضا فهل سنفلح في كسب الرهان نحو تنظيم انتخابات نزيهة بدون عوائق أم أن مشوار الديمقراطية لايزال طويلاً وبعيد المنال؟؟ ومن يريد الليبييون اليوم !!