كتب المدون التقني “أمين صالح”: قد لا أكون أكثر الناس خبرة في هذا الشأن، ويوجد من هو شاهد على العصر خير مني. ولكن سأحاول سرد المختصر المفيد كتوثيق للأجسام الحكومية التي عززت تواجد التقنية والاتصالات في ليبيا ، وأرجو أن لا يتم توظيف هذا الآمر بشكل سياسي أو اقتصادي.
النظام السابق: اهتم النظام السابق بالتقنية في السنوات العشر الاخيرة من تاريخه، حيث بدأ الاهتمام بشراء شركة ليبيا للاتصالات و التقنية حيث أنها كانت شركة خاصة وإعادة تشكيل وتنظيم شركة المدار لتصبح المدار الجديد بصبغة تجارية لا صبغة أمنية وافتتاح Libyana في 2004 إسترجعت دولة ليبيا النطاق الوطني في 2006 ly ccTLD والذي يعد انجاز حينها ، ومنذ ذلك الحين لم ينظم في أطر قانونية وإجرائية كما هو متعارف عليه وفق أفضل الممارسة من icann..
“بقية التفصيل في أخر المقال”ونتيجة الفوضى الحاصلة في انفتاح ليبيا على العالم ولأسباب سياسية تم تشكيلLPTIC الشركة القابضة للإتصالات للاتصالات 2007 وضم ثمان شركات تحتها وحل الشركة العامة للبريد وتصفيتها ، وكانت الخطوة الأخيرة هي التأسيس للهيئة العامة للاتصالات وفق القانون 22 لعام 2010.
جاءت 2011 كنقطة مفصلية لتنطلق ليبيا خلال 2012-2013 إنطلاقة واعدة وقوية بتأسيس وزارة الاتصالات ومنح القطاع الخاص إمكانية الاستثمار في الاتصالات وفق تراخيص ، بل وتمادى الانفتاح لدرجة دخول شركة اتصالات الاماراتية على خط الاستثمار في ليبيا، وتم اصدار قرار تأسيس الهيئة الوطنية لأمن و سلامة المعلومات – NISSA LIBYA وفق القرار 28 لعام 2013 من مجلس الوزراء ، واستقطاب عشرات الكفاءات من الخارج.. حينها كان قطاع الاتصالات يشهد كبوة ما بعد تغيير نظام الحكم.وتم التعاقد مع شركات استشارية كبرى لتقديم استشارات الحكومة الإلكترونية المقدمة الى وزارة الاتصالات والمعلوماتية – ليبيا. وأعتقد أنها سنوات ربيع التقنية في ليبيا ليشهد أواخر 2014 نكسة الاتصالات والتقنية بخروج الكفاءات والشركات والاستثمارات وتوقف الخطط وحرائق المخازن وليتم استحداث مبدأ المحاصصة في القطاع الفني..
حينها أصبح قطاع التقنية والاتصالات في أزمة تلاهف الطامعين صعد نجم الشركات الخاصة مثل Giga و LNET و Libyan Spider و عشرات الشركات الخاصة ما بين 2015-2022 صعودا خياليا هز عرش الشركات الكبرى التي احتكرت موارد التقنية بل أن الشركات المليارية الحكومية يرون هذه الشركات الخاصة عدو ووجبه انهاء وجوده.
شهد المجتمع المدني في مجال تقنية المعلومات والاتصالات نشاطا وقوة ضخمة في 2013-2017 عبر وجود Hexa Connection والتي ضمت نخبة النخبة وكونت بيئة جيدة لتشبيك والتعاون واكتساب الخبرة في ظل نوم حكومي مفرط ما بين 2014 حتى 2020 وكان وجود الحكومة ضيفا غير مدرك لما يحدث تارة في حفل اطلاق الجيل الرابع وتارة في مؤتمر دولي أو معرض محلي وأخيرا في حفل تدشين العملية التجريبية الجيل الخامس. ولم يخلوا الآمر من المناكفات والصراعات على هذه المشروعات بين أقطاب الاتصالات حتى وصل ببعض الأطراف إقفال الشبكة على الشعب.
سطعت ضرورة الاحتياج عبر مجموعة مشاكل وحلول شركات الأنترنت في ليبياعندما أصبحت المطالب أعلى من مستوى تقديم الشركات وغلاء الأسعار وسوء التقنية وعدم وجود تطبيقات أو دعم فني. لتنطلق عجلة التطوير والتخفيضات الكبيرة في آواخر عامي 2020-2021 كانت من أكثر الأعوام تنافسية وسرعة وضغط بين الشركات والمؤسسات والأقطاب التجارية فأصبحت سحب cloud تتقاذف يمينا ويسارا بين Almadar Cloud وسحابة العنكبوت وسحابة عابرة الصحراء وسحابة شركة التقنية وغيرهم..
وإطلاق تطبيقات للمتاجر، وانطلاق PrestoEat – بريستو إيت وصعود صاروخي لتقنيات وشركات Fintech مثل شركة مسارات لتقنية المعلومات و الاتصالات وTadawul Tech وخدمات مصرفية الكترونية من البنوك لم تلبي احتياج جمهور الزبائن وفق فراغ تشريعي ضخم من مصرف ليبيا المركزي-Central Bank of Libya والذي وعد المركزي في منتصف 2021 بملءه عبر مشروع سايبر ليبيا في عدة قوانين من معاملات مالية وتجارة الكترونية ، وبحكم تطرقنا إلى القوانين لا يغيب علي ذكر الوضع القانوني الضعيف #البرلمان_الليبي او #مجلس_النواب_الليبي والذي أصدر قوانين مبتورة ومتوفية في أكتوبر 2021 وهي #قانون_الجرائم_الالكترونية و #قانون_المعاملات_الالكترونية إما على صعيد Government of National Unity حكومة الوحدة الوطنية فقد كانت إدارة شابة من بعض الوزراء والتي وصفت بالأكثر مرونة اولا باعتماد اليوم الوطني لتقنية المعلومات المقترح من المنظمة الليبية لتقنية المعلومات والاتصالات كيوم وطني يتم الاحتفال وتقديم النشاطات فيه من كل المجتمع عبر جميع المدن الليبية وفق القرار 79 لعام 2021 ثم اعتماد #السياسة_العامة_للبريد_الالكتروني_للمؤسسات_الليبية وفق القرار 563 من مجلس الوزراء لعام 2021 وهو ما كان نقلة نوعية عن سبع سنوات عجاف في مجال التقنية من الحكومات الليبية والضغط على مختلف المؤسسات باعتماد أسس وخطوات التحول الرقمي وان يكن بدون منهجية واضحة للوزارات الليبية في ظل تكلس #الهيئة_العامة_للاتصالات_والمعلوماتية وشجاعة موفقة من كل الهيئة العامة للمعلومات General Information Authorityولا أنسى هنا الاشادة بالخطوات البسيطة الطيبة التي تخطوها وزارة الداخلية – ليبيا في استخدام التقنية وان يكن هناك رفض داخلي عملاق نتيجة السنوات الورقية الستين التي مرت على ليبيا.
يتضح من المقال أننا نشهد سنوات جيدة في تاريخ ليبيا التقني وإن كانت هذه السنوات تعتبر خطوات بسيطة، فإني أرى أنها تؤسس لما بعدها وخصوصا أننا نشهد ميلاد كيان جديد سيصدر قريبا من #حكومة_الوحدة_الوطنية واقرار مجلس وزارءها عليه وهو #اللجنة_الدائمة_لنطاق_الوطني والذي ينظم ly الذي طالت سنوات انتظارنا لتنظيمه، وان نكونا اسما عالميا في هذا الجانب وهذا بحسب تصريح السيد وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي في اليوم الوطني لتقنية المعلومات 2022.
ناهيك عن خطوات ربط مؤسسي أخرى بين الوزارات وخصوصا منظومات ديوان المحاسبة الليبي وتقاريره التي أصبحت تنشر اوينلاين عبر موقعه وقاعدة البيانات الوطنية ، فهل تستمر حكومة الوحدة في هذا النهج وتصبح الخطوات متسارعة وتدخل ليبيا في التصنيفات والمؤشرات العالمي كما وصف السيد عبدالباسط الباعور رئيس الهيئة العامة للمعلومات.
وهل نشهد قيام هيئة أخرى تاخذ الأدوار المنوطة بوزارة الاتصالات لا يتم محاصصتها جهويا تحت اسم “#هيئة_التحول_الرقمي” بعد فشل هيئة الاتصالات والتكدس الوظيفي ، وهل يعود الآباء المؤسسين أم أننا في طور بناء قيادات جديدة تفتقد الى خبرة ومعرفة التاريخ من الخبراء، وهنا يختلف بند الخبراء عن كبار السن.
مقال للتاريخ وسيتم إضافة الكثير من التفاصيل عليه.