Skip to main content
أمين صالح يكتب: التمثيل الدبلوماسي الليبي في المحافل التقنية حول العالم
|

أمين صالح يكتب: التمثيل الدبلوماسي الليبي في المحافل التقنية حول العالم

كتب: الخبير التقني أمين صالح مقالاً

يوجد مصطلح جديد في العالم Technology Diplomacy أو ممكن تعريفها أنها دبلوماسية التقنية، والتي يوجد فيها أبواب صراع كبيرة قد تصل إلى حروب رقمية سبرانية وتجارة عبور وتجارة توطنة التقنية وعلاقات سياسية بين الدول ويطول الشرح فيها، وأنا لست الضليع في هذا المجال ولكن ما أقرأ من مقالات وأراه في اجتماعات يبين لي كمية تعقيد هذا المجال وعلاقته بوزارة الخارجية.

عموماً خلال عام 2022 اشتركت في عدد 3 محافل دولية “تونس – ماليزيا – اثيوبيا” بصفتي رئيس لمنظمة ليبية تعني بالتقنية والاتصالات في ليبيا كحاضر ومطلع، وفي الأخيرة بدعوة من الأمم المتحدة UN، وكانت منتدى حوكمة الإنترنت. IGF.

وقد وصلت لمسامعي الوجود المشرف لرئيس الهيئة العامة للاتصالات والمعلوماتية، السيد عبدالباسط الباعور في الاجتماع السنوي للاتحاد العالمي للاتصالات ITU في اكتوبر 2022 رومانيا بوخارست، وسداد قيم اشتراكات لمدة عشر سنوات تخلفت ليبيا عن أداءها، والحصول على مقعدنا وأحقية التصويت وهذا انجاز ثوري في تاريخ الاتصالات في ليبيا.

ما ألمني وأشعرني بالسوء هو الغياب التام للخارجية الليبية عن دعم وإرسال الكفاءات والتعاون في هذا الشأن، بل غياب البعثات الدبلوماسية في هذه الدول عن تقديم أي تسهيلات للموفدين أو الممثلين أو حتى الزوار والمشاركين مثل حالتي.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، منتدى حوكنة الانترنت، قد حضرته دول ومؤسسات ومنظمات عالمية وشركات وسفارات ومبعوثين دبلوماسين، ولم ألتقي في هذا المنتدى أي مؤسسة ليبية سواء القابضة للاتصالات أو الهيئة العامة للاتصالات أو وزارة الخارجية أو حتى سفيرنا هناك، في حين وجدت سفراء افارقة وسفير تركيا وبعض المبعوثين والملحقين عن سفراء.

هناك وفي مثل هذه المحافل والمنتديات والملتقيات يتم تقسيم الكعكة العالمية للإنترنت والتقنية وصياغة مسودات التراخيص والسياسات المنظمة في العالم وليبيا لا حياة لمن تنادي.

بل لا أخفيكم أن عدد من مسؤولين الدول الأوروبية يتنافسون من يستطيع مد كوابل الألياف البصرية في العمق الإفريقي.

ونحن لدينا خط فايبر ممتد من الشمال إلى الجنوب عبر أكثر من 1700km إلى الكفرة، وبسعات خيالية ويحتاج إلى 200km فقط عبر العوينات لوصوله للسودان،، وفي أرض رملية “سهلة الحفر والردم”، ولم أجد ممثلا عن ليبيا يستطيع التصريح أو المواجهة أو النقاش في منتدى هام.

يا سادة إن العالم لم يصبح فقط قرية صغيرة، بل العالم أصبح شاشة هاتف ذكي، والتقنية تجوبه من أقصاه إلى أقصاه، فإذا استمر الضعف التقني الحاد جداً من وزارات هامة مثل وزارة الخارجية والتعاون الدولي في أمور هامة مثل التقنية في العالم، وتراشق الاتهامات وحب السفر ومصروف الجيب والتمثيل الهزيل للدولة الليبية، فلن تقوم لنا قائمة.

رسالتي هذه هي رسالة وطنية لما حدث ويحدث وأعتقد إنه سيستمر في الحدوث في محافل تقنية دولية لا استطيع حضورها جميعها، للإرهاق المالي وعدم الإلمام بجوانب مختلفة وعدم الخبرة الكافية وعدم توفر الوقت اللازم لها.

فإن قررتم يا وزاراتنا من اتصالات ومعلومات وخارجية ومجلس وزراء وهيئات تابعة العمل بشكل مهني فإني لكم داعم وناصح ومساند ولدي الكثير، فقط أخرجوا لنا نظائر الأقوام الأخرى التي لديها وطنية عن البلاد، لا التراشق الطمع والجشع.

وإن نظرتم أن هذه سفريات من أجل مصروف الجيب والتنزه والاسترخاء والاستجمام فلا سامحكم الله في الأمانة التي كلفكم بها الشعب.

مشاركة الخبر