| لقاء الأسبوع
خاص.. “حدادة”: الوزارات تتعامل مع الصناعات التقليدية (ككرة القدم) وهذا دليل لعدم تقدير الدولة وحرصها
تحدث رئيس النقابة العامة للصناعات التقليدية والحرف التراثية “لطفي حدادة” في لقاء له مع صدى الاقتصادية خلال فعاليات الجلسة الحوارية بعنوان (النشاط الحرفي ودوره الاقتصادي)، حيث قال:
الصناعات التقليدية والحرف التراثية بشكل عام هي الموروث الليبي للصناعات والحرف، وهذه الحوارية كانت هامة جدًا للسعي لتشجيع الشباب واقتحام الحرف التي تكاد أن تندثر خاصةً وأن المدينة القديمة بطابعها أسواقها تُسمي بأسماء الحرف ذاتها على سبيل المثال سوق الدباغ ، وسوق الصياغة ، وسوق النجارة ، وسوق الحرير ، والعديد من الأسواق التي تُسمى بحرفها وهذه الأسواق أصبحت تكاد أن تنتهي والسبب يرجع لندرة وجود هذه الحرف بحد ذاتها .
قال أيضًا: المنظمة بالحقيقة تُريد أن تبحث على الدوافع التي جعلت هذا المشهد البائس للمدينة القديمة التي كانت شعلة من النشاط والإنتاج والإبداع بالحرف التراثية والتي كانت توفر الإنتاج ليس لطرابلس فقط بل للشرق وللجنوب، فقد كانت القوافل تأتي من الجنوب لكي تأخذ المصنوعات الطرابلسية بالتحديد كونها كانت مجمع للحرف ، وأغلب سُكان مدينة طرابلس كانوا حرفيين، وبالتالي فإن حوارية اليوم أهميتها البحث في الأسباب التي أدت إلى هجران الحرف وعدم توارث الأجيال لها.
وعن الأسباب التي أدت إلى هجران الحرف التقليدية والتراثية قال:
الأسباب كانت عديدة جداً كدخول صناعات العصر الحديث ، والمقصود ليس مسألة الإنتاج الأجنبي المُستورد من الصين بل هي في الواقع مسألة من هو “الليبي” الذي لا يزال يطبخ بأواني نحاسية، الأغلبية يستخدمون هذه الأشياء في عصرنا هذا للديكور فقط، وللطبخ والاستخدامات اليومية هُناك التيفال والأواني المصنوعة بمواد أخرى مطورة ، وذات الشيء ينطبق على باقي المنتوجات الأخرى، وكل العالم في هذا الجانب يقتني في الصناعات التقليدية من بلدان أخرى للذكرى أو للجانب الإبداعي الذي تحتويه، وهذا المثلث يجب أن يتوفر لشبابنا ويتم إقحامهم لتعلم الصناعات التقليدية وممارستها ويجب إعادة التفكير في تصنيع وتصميم وتطوير بعض الصناعات التقليدية بدون المس بمفرداتها بحيث تُغري المواطن الليبي لاستخدامها وتُغري الأجنبي أيضًا ويُمكن تصديرها للدول المجاورة كتونس والمغرب .
وعن دور وزارة السياحة وباقي الوزارات المعنية في دعم مثل هذه الحرف قال :
خلال ال40 عام وما قبلها ومن خلال معرفتي بالمهنة والوزارات أكتشفت أن الوزارات تتعامل مع الصناعات التقليدية ككرة القدم احياناً تكن في السياحة وأحيانًا في الصناعة وأحيانًا للقوة العاملة وهكذا ، وهذا دليل لعدم تقدير الدولة وحرصها على الصناعات التقليدية بحيث يتم التركيز عليها ودعمها وبالتالي نجد في 7 أشهر تغيير شكل جهة الاختصاص من وزارة سياحة إلى جهاز وزيادة لضعف هذا الأداء لا يوجد تمويل ومشاريع ومراكز تدريبية وحوافز، ولا يوجد إعادة نظر للقوانين التي تشجع الشباب على احتراف الصناعات التقليدية ويكون من خلالها مستقبله ، وبالنسبة للسياحة قمت أنا شخصيًا منذ أكثر من 10 سنوات بالسعي والمحاولات العديدة وتواصلت مع الوزير وقال بأنه لا يوجد لديهم ميزانية والميزانية الموجودة لا تكفي سوى للمعارض والمشاركة بالفعاليات فقط ، كما أن موضوع الحرف يحتاج إلى دعم وقوانين لحماية الصناعات التقليدية ومراكز للتدريب وأموال تُصرف لتوفير المواد الخام وإقامة مراكز للتدريب ، ووزارة السياحة ووزارة الصناعة في الواقع لم تقدم أي شيء على الإطلاق ولا يوجد أي إهتمام ولا يملكون شيئًا لتقديمه .
وعن ما يحدث بالمدينة القديمة وأدى إلى اندثار الصناعات الليبية والتوجه للمستورد أستطرد بالحديث قائلًا:
ومايحدث الآن في المدينة القديمة من هجرة الحرف سببه الماديات التي بإمكانها توفير المعيشة على سبيل المثال يقوم الشخص بتأجير محله بمبلغ مايقارب 5 آلاف شهريًا بدل من تشغيله بحرفة بسيطة لا توفر المعيشة ، وحتى في مجال الصياغة لم يعد هناك صائغ يصنع القطع التقليدية بأيديهم فقد أصبحوا يستوردونه من دول أخرى كالإمارات وكل هذا الكلام على مسؤليتي ، وكان من عقدين أو أقل هناك مصانع لصناعة الذهب في ليبيا ومنذ دخول الذهب الاماراتي والهندي والباكستاني أصحبت الناس تتجه للمورد ، وهذه المسألة تحتاج إلى معالجة فالصناعات التقليدية ليست مجرد حرفة بل هي جزء من الشخصية الليبية وجزء من الهوية ، وعلى سبيل المثال الجزائر ضلت حوالي 20 عام مهتمين بالصناعات الثقيلة ولم يهتموا بالحرف لغاية ما إكتشفوا أن موروثهم قد أندثر واستفاقوا وضخوا الأموال والآن يستطيعوا أن يقولو نحن أحيينا صناعاتنا التقليدية .
قال كذلك: يجب وضع استراتيجية ودراستها من قبل الجهات المختصة ونحن فعليًا وضعنا واقترحنا وقدمنا عدد من الإستراتيجيات لإحياء الصناعات التقليدية وإحياء الحرف والحفاظ عليها ولكن لا يوجد جدية من الجهات المختصة.
وردًا منه على الأقاويل التي تدور حول عدم وجود نقابة حرفيين جدية قال:
أنا كرئيس للنقابة أأكد بأن النقابة العامة للحرفيين موجودة ومُعترف بها قانونًا ، ولكن يضل إقحام الوزراء المعنيين في مشروع يحتاج مايقارب 5 سنوات لتنفيذه لإحياء حرفة ما تعتبر مسألة صعبة جدًا كما أن الوزراء متغيرين ولا يوجد ديمومة لهم ونحن كنقابات على تواصل مع الكل ونحن دوليين والقانون الدولي يحمينا وأنا شخصيًا قمت بالتوقيع على إتفاقيات دولية بجنيف بمنظمة العمل الدولية لحماية الحقوق النقابية بالعالم.