كشفت صحيفة اندبندنت عربية أن في الآونة الأخيرة كثـفت السلطات الأمنية في ليبيا حملاتها لمكافحة التهريب عبر معبر رأس جدير وعززت من إجراءات المراقبة على إدخال السلع والوقود الليبي في خطوة وترت العلاقات مع الجانب التونسي .
وبحسب الصحيفة تأتي هذه الحملة في إطار جهود الحكومة الليبية لضبط حدودها ومنع تهريب السلع خاصة الوقود وأسفرت الحملات الأمنية عن حجز عشرات السيارات التونسية المعدة لتهريب البنزين وإيقاف أصحابها إضافة إلى حجز كميات من السلع والمواد الغذائية والوقود .
وأشارت الصحيفة إلى أن الإجراءات الجديدة قد أتارث استياء التجار التونسيين الذين أكد بعضهم تعرضه للابتزاز والإهانة بينما عرضت جهات أمنية صوراً وفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي تتضمن عمليات إيقاف تجار تونسيين وحجز سياراتهم وتقول السلطات الليبية إنها تهدف إلى فرض القانون والحفاظ على موارد الدولة .
وأكد الناشط المدني ورئيس لجنة التفاوض الحدودية التونسية الليبية مصطفى عبد الكبير أن “المعبر يواجه تحديات أمنية كبيرة في ظل عدم الاستقرار السياسي والأمني في الجانب الليبي بينما تأثرت التجارة البينية بصورة كبيرة على رغم أنها لا تتجاوز في قيمتها لكل تاجر 2000 دينار ليبي نحو 400 دولار نافياً أن يكون هناك تهريب بالحجم الذي تتحدث عنه السلطات في ليبيا.
ولتيسير حركة تنقل المسافرين والبضائع بين البلدين عبر المعبر اقترح عبد الكبير وضع قوانين جديدة من أجل التسريع في عبور السلع وتقنين التبادل التجاري بين البلدين ووضع آليات فعالة وسلسة تضمن حقوق الطرفين عند عبور المعبر
وتابعت الصحيفة بالقول أن تجسيداً لخيار التكامل الاقتصادي بين البلدين شدد عبدالكبير على أهمية تركيز مناطق حرة بين البلدين وتكوين الإطار البشري العامل في المعبر من أجل ضمان احترام القانون وتحيين الاتفاقات التي مضى على بعضها أكثر من خمسة عقود وجعلها مواكبة للعولمة والتطورات التي شهدها عالم التبادل التجاري بين الدول .
وأكد الدبلوماسي التونسي السابق عبدالله العبيدي في تصريح خاص أن المناطق الحدودية في مختلف بقاع العالم لها قوانينها الخاصة معتبراً أن السلطة المركزية في ليبيا فاقدة السيطرة على المعبر بينما تتصارع مجموعات مسلحة لا تملك أحياناً الصفة الرسمية على بسط نفوذها على المعبر مما خلق نوعاً من الفوضى .
ورأى أن الإرادة موجودة لدى الدولتين في تنظيم عمل المعبر إلا أن الوسائل والآليات مفقودة لأن الدولة الليبية تفقد سلطتها على بعض المناطق .