
| تقارير
شبكة الحرة تكشف عن الصعود الصاروخي المُفَاجِئٌ لشركة أركنو النفطية ودور الإمارات في تأسيسها .. إليكم التفاصيل
كشفت شبكة MBN “الحرة” اليوم الخميس تقريرا أوردت من خلاله أن في شارع جانبي مجهول في بنغازي بين مبان خرسانية بدأت قصة شركة غامضة تُدعى ” أركنو ” وفي غضون أشهر من تأسيسها عام 2023 تحولت هذه الشركة الناشئة المجهولة إلى شركة عملاقة حيث فازت بعقود بملايين الدولارات وصدّرت النفط الخام إلى الأسواق العالمية وتحدت احتكار الدولة الليبية للنف
وقالت الشبكة الإعلامية أن هذا الصعود الصاروخي لشركة أركنو لم يمر مرور الكرام فقد تعمقت وسائل الإعلام المحلية والدولية في البحث عن جذورها كاشفة عن علاقاتها بأطراف أجنبية وامتيازات غير عادية مُنحت في وقت قياسي وارتباطاته بأقوى العائلات الليبية وتزايدت التساؤلات بعد أن أعلن المجلس الرئاسي عن تشكيل لجنة لمراجعة عقود الطاقة مما أعاد شركة أركينو إلى دائرة الضوء .
من بنغازي إلى لندن:
وأشارت الشبكة إلى أن على موقعها الإلكتروني تصف شركة أركنو نفسها بأنها “شركة ليبية رائدة تُطوّر حلول طاقة مبتكرة وآمنة لدعم الاقتصاد المحلي وتنشر الشركة صورا لامعة لمنصات الحفر وخرائط التوسع لكن ما أثار الدهشة لم يكن العلامة التجارية بل سرعة انتقال أركنو من الغموض عام 2023إلى منافسة المؤسسة الوطنية للنفط الليبية وهي الكيان الحكومي الذي احتكر إنتاج النفط وتصديره لعقود بحلول عام 2024 حيث افتتحت أركنو فرعا لها في لندن ينتمي مؤسسوها ومديروها إلى جنسيات متعددة من بينهم بريطانيون ودومينيكيون وليبيون .
العقود وحفتر:
وأوضحت الشبكة أنه عندما أُنشئت شركة أركنو مطلع عام 2023 حظيت بدعم حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس وفي غضون أشهر مُنحت عقود تطوير مربحة لحقول رئيسية بالشراكة مع المؤسسة الوطنية للنفط الليبية وشركة بارس القابضة السويسرية.
وبحسب الأمم المتحدة فإن أركنو تقع تحت “السيطرة المباشرة” لصدام حفتر .
“صفقة المثلث دور الإمارات العربية المتحدة”
في عام 2022 طرحت الإمارات ما يُطلق عليه المطلعون “صفقة المثلث ومع تأجيج عائدات النفط للتنافس بين الدبيبة في طرابلس وعائلة حفتر في بنغازي اقترحت أبوظبي حلاً بديلاً: إنشاء شركة جديدة لتوزيع الأرباح بين الجانبين وكانت تلك الشركة هي “أركنو” .
قال المحلل الاقتصادي والسياسي بويسير لقناة الحرة: ” كان هذا القرار على أنه تشجيع للقطاع الخاص لكن لم تكن هناك مناقصة ولا منافسة كانت تسوية سياسية مُقنّعة في صورة صفقة تجارية .
أوضح المستشار السابق في مجلس الدولة الإماراتي أشرف الشاه قائلاً: أردنا أمرين: تأمين عائدات النفط لكلا الطرفين المتنافسين وضمان موطئ قدم إماراتي مباشر في قطاع النفط الليبي وكان نظام المقايضة هو الأداة مبادلة النفط الليبي بالوقود الإماراتي وبحلول عام 2023 سيطرت أربع شركات مقرها الإمارات على عمليات المقايضة هذه .
ولم تستجب الشركات الإماراتية المذكورة حتى الآن لطلبات التعليق التي أرسلتها شبكة الحرة عبر البريد الإلكتروني .
ملايين البراميل وحسابات غامضة:
وتطرقت الشبكة إلى أن بين مايو وسبتمبر 2024 صدّرت شركة أركنو ستة ملايين برميل من النفط الخام بقيمة 460 مليون دولار وفقا للأمم المتحدة .
وأفادت رويترز بوصول شحنات أركنو إلى شركة إكسون موبيل عبر وسطاء واشترت شركة يونيبك وهي شركة تجارة النفط الحكومية الصينية شحنتين على الأقل متجهتين إلى بريطانيا وإيطاليا لكن مسار الأموال غامض حيث أشارت وثائق الشحن إلى تحويل المدفوعات إلى حسابات في بنك الإمارات دبي الوطني بدبي وبنك سويسري بجنيف لم يُؤكّد أو يُنف أي من البنكين هذه التحويلات .
لماذا لا تتعاقد الشركات العالمية مباشرةً مع أركنو إذا كانت مرخصة بدلاً من ذلك تُعقد صفقات فورية
ويتعامل معها وسطاء وتظل الأسئلة عالقة؟
ثقافة الفساد:
وتابعت الشبكة بالقول تمتد شبكات المصالح من الحكومة إلى النيابة العامة حيث أصبح الفساد والسرقة أمرًا طبيعيًا وسيتطلب كسرها جهودًا جبارة، وربما حتى استخدام القوة .
ووفقا لشبكة أن في الوقت الحاضر تظل شركة أركنو رمزا للدولة الليبية المنقسمة: شركة ولدت من صفقة سياسية وتبيع ملايين البراميل من النفط في الخارج بينما لا يزال الليبيون في الداخل ينتظرون وعد تدفق النفط إلى البلاد .