كتب الخبير القانوني في مجال النفط”عثمان الحضيري”:ما جدوى انعقاد مؤتمرات وندوات بلا طائل!
العديد منا سيتساءل: تُعقد وزارة النفط والمؤسسة مؤتمرات وندوات تتكرر من وقت لآخر، مع العلم أن تلك التجمعات لم تأتِ بجديد، وإهدارٌ للمال العام بمئات الآلاف من الدولارات، ولم تُقنع مستثمرين ولا شركات خدمات نفطية عالمية بالعودة إلى ليبيا. ما مردّ ذلك يا ترى؟ وأقول:
المؤتمرات نفسها غالبًا “استعراضية” وليست ذات مضمون، وتكرارٌ لنفس الخطابات والوعود، وعدم وجود نتائج ملموسة بعد كل مؤتمر، حيث إن المستثمر لا يُقنعه “الكلام”، بل يُقنعه العمل الحقيقي بضوابط عملية وخطط واقعية.
إذًا، المشكلة ليست في عقد المؤتمرات والندوات، بل في غياب الشروط الأساسية التي تجعل المستثمر العالمي يغامر بالعودة، ولن تُقنع أي كلمات أو ندوات الشركاتَ الكبرى بالعودة ما لم يحدث ما يلي:
• استقرار سياسي بحكومة واحدة.
• ضمان أمني للحقول والموانئ النفطية.
• قوانين وتشريعات واضحة وجاذبة للاستثمار واحترام أحكام المحاكم، وعلاقة مثبتة ومتجانسة بين الوزارة ومؤسسة النفط وشركاتها.
• علاقة متوازنة مع الشركاء النفطيين.
• شفافية وبيئة عمل احترافية من خلال لجان عطاءات كفؤة تعمل بشكل قانوني مستقل.
• مشاريع جاهزة بجدوى اقتصادية حقيقية تُنفّذ من خلال شركات كبرى ذات خبرة عالية، وليست شركات قزمية عديمة الكفاءة.
• والأهم من ذلك: استقرار قطاع النفط إداريًا، وبملاءة مالية وفنية على كافة المستويات، وإلا يبقى الدوران في حلقة مفرغة، وبعدها الضياع.
هل نتعظ ونعيد القطاع إلى مكانته الدولية للمحافظة على ثروة الشعب الليبي ومستقبل أبنائه؟