الترهوني : الأنسب استخدام عوائد بيع الدولار في سداد الدين العام وصرف علاوة الأسرة وتخصيص الجزء الأكبر كاحتياطي تنموي للمستقبل

383

كتب : د.عبد الله ونيس الترهوني

قرائتي الخاصة لما كتبه الدكتور “سليمان الشحومي” بتاريخ 28 يناير 2019 ..

كتب الدكتور “سليمان الشحومي” وهو الخبير في مجاله مقالاً مطولاً بعنوان (عوائد بيع الدولار و فرص التنمية)، وأرى أن هذا المقال قد وضع تساؤلات وخرج باستنتاجات وحقائق واضحة وغير قابلة للاجتهاد أوجزتها فيما هو آتي وذيلتها برأيي الشخصي دون أن ينقص ذلك من مقدار الدكتور “الشحومي” :

السؤال الأبرز هو : هل هناك برنامج أو خطة محددة بالأولويات والمدد و غيرها لتفعيل وإعادة تدوير المشروعات المتوقفة ؟

المعضلة الأكبر هي وجود سعريْن للصرف!

والأخطر هو أن ينجرف العائد غير التقليدي من بيع العملة بسعر 3.9 دينار إلى تمويل الإنفاق الجاري وليس التنموي !

التوسع في الإنفاق اعتمادا علي موارد استثنائية مثل عوائد بيع الدولار سيخلق بلا شك أزمة حقيقية بالاقتصاد الليبي، خصوصا إذا لم يتم تحقيق هذه الإيرادات بشكل مستقر وثابت !

من الأنسب أن تستخدم عوائد بيع الدولار بالسعر الجديد في سداد جزء من الديْن العام وأن يخصص الجزء الأكبر الآخر كاحتياطي تنموي كمجنب للإنفاق على برامج التنمية في المستقبل !

واختتم الدكتور “الشحومي” مقاله بالقول أن البدائل المطروحة الآن تتم من خلال أدوات الحكومة المنهكة والمفككة والمفخخة، ومع الشعور السائد بالفساد المستشري والمنظم، وسيؤدي إلى إهدار وضياع فرصة مهمة أخرى لتحقيق تنمية مكانية وبشرية لليبيا !

 

من جانبي أنا ، واستكمالاً لما طرحه “الدكتور سليمان” فإنني أرى أن الأولوية القصوى تكمن في توحيد المؤسسات، وبالتوازي مع الترشيد في الإنفاق الحكومي المبالغ فيه من قبل الحكومة والمجلس الموقرين ..

كما أرى أن يتم تسديد جزء من الديْن العام من هذه العوائد مناصفة على الأقل مع علاوة الأسرة المتوقفة منذ سنوات، وأرى أيضاً أن صرف ولو درهم واحد على التنمية المكانية هو بهتان وافتراء، فالبلد لم تستقر والسلاح منتشر في كل شبر وإن خطر اندلاع صراع مسلح وارد في أي لحظة.

أختم بالقول أن الوقت الآن مناسب جداً للتخطيط وبكل هدوء ودون أي شوشرة أو “بروباغندا”، وهذه دعوة مني لكل الوطنيين (خبراء ومجتهدين) والذين يستطيعون أن يقدموا أي شئ مفيد للبلاد أن يبادروا، كما أنني أدعو وبشدة إلى نسيان التنمية العمرانية حتى بعد استقرار البلد بالكامل لأنه وبكل بساطة “بناء الإنسان مقدم على التشييد والعمران”.

وتذكروا مني ثلاث كلمات اعتبرها مفتاحًا لإدارة الدولة وهي : “التخطيط والحوكمة والإنفاق الرشيد.