الشحومي: اتفاقية تركيا والوفاق أثارت توترات إقليمية كبيرة بسبب الموارد الاقتصادية المُحتملة بالبحر المتوسط

258

ضيفنا هذا الأسبوع هو مؤسس سوق المال والخبير الاقتصادي الدكتور سليمان الشحومي والذي تحاورنا معه وتوجهنا له بعدة أسئلة للحديث عن أبرز المواضيع الطارئة على الساحة مؤخرا والتي تهم الاقتصاد الليبي وكانت له هذه الردود ..

س/ ماهو رأيك سيد سليمان في بيان مصرف المركزي الأخير لسنة 2019؟

ج/ تعود البنك المركزي أن يصدر بيان تنفيذ الميزانية حسب ما يصل للبنك المركزي من أذون الصرف و يعطي هذا البيان بعض المعلومات عن مدي تنفيذ الميزانية بالدينار الليبي وعن إدارة عمليات النقد الأجنبي من حيث الإيرادات و الاستخدامات، وفي واقع الأمر هذا التقرير يقترب من تقارير وزارة المالية أكثر منه لتقرير للبنك المركزي، والذي يفترض فيه أن يركز أكثر علي أدوات السياسة النقدية والنظام المصرفي وقدرته على الاستدامة والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.

س/ فريق خبراء مجلس الامن أصدروا بيانا الأيام الماضية عن الوضع السياسى والاقتصادي في ليبيا، من ضمن ما تم نشره كان عن قضية حجز حاويات بمالطا تحتوي على عملة مطبوعة بقيمة 1.45 مليار دولار .. ما رأيك في ذلك سيد سليمان؟

ج/ كما هو معروف أن الشق الشرقي من البنك المركزي لا يوجد له حل لتمويل عمليات الحكومة المؤقتة سوي عبر طباعة عملة وضخها لمراجعة عمليات الإنفاق المستمرة والتي لا يمكن أن تتوقف، وفي ظل الانقسام السياسي والاقتصادي أصبح هذا المشهد يتكرر باستمرار، ولا حل لهذه المعظلة سوى عبر توحيد المصرف المركزي الليبي وتوحيد سياساته النقدية والائتمانية.

س/ سليمان الشحومي كيف يرى اتفاقية تركيا وحكومة الوفاق الوطني؟

ج/ أعتقد جازماً أن هذه الإتفاقية في إطارها الاقتصادي إنها جاءت في توقيت غير مناسب وأثارت توترات إقليمية كبيرة بسبب الموارد الاقتصادية المُحتملة بالبحر المتوسط.

س/كيف ترى مستقبل ليبيا اقتصادياً في ظل الوضع الراهن الذي هي عليه الآن؟

ج/ المستقبل الاقتصادي بحاجة ماسة لتوحيد البلاد، فليبيا أصبحت أقرب للانقسام منها للتوحد بسبب استمرار الاقتتال وإن كانت الأثار السلبية لهذا الصراع ستستمر وستبقى تؤثر علي المستقبل القريب، وبدون توحيد المؤسسات الاقتصادية وإطلاق مشروع حقيقي لإعادة هيكلة الاقتصاد وفقاً لنموذج مختلف يبتعد عن تحويل الميزانية العامة لمجرد مرتبات فقط، فهي الآن تشكل أكثر من نصف الميزانية.

س/ كذلك ضمن بيان خبراء مجلس الأمن قالوا إن “علي الحبري” محافظ مصرف ليبيا المركزي بالبيضاء باع 28 مليون يورو من العملة المتضررة بسعر المركزي ذاته.. كيف ترى ذلك؟

ج/ من الناحية الواقعية إن هناك محافظ للبنك المركزي معتمد من البرلمان ولديه مجلس إدارة وبالتأكيد أن حصيلة عمليات البيع سيشملها عملية مراجعة حسابات البنكين المركزيين قبل عملية الدمج والتي تشرف عليها الأمم المتحدة.

س/ ما رأيك في المرحلة التي تمر بها ليبيا بالنسبة لإنتاج النفط وتصديره؟

ج/ الإنتاج النفطي واستقراره هو الأمل الوحيد الآن للحفاظ على الوضع الحالي من حيث توافر النفقات العامة بما فيها المرتبات وغيرها من متطلبات استدامة خدمات التعليم والصحة و الكهرباء و غيرها برغم ضعفها، وفِي حال تعثر الانتاج لوقت طويل ستكون له انعكاسات سلبية شديدة جداً علي جميع الأوجه.

س/ المركزي حرم المواطن من 500 دولار أخرى لسنة 2019 .. في نظرك ما هو السبب في ذلك؟

ج/ بالأساس منحة الأسرة هي تستخدم ليس لغرض تمويل عمليات الاستخدام الخارجي لها بل توجه للسوق الموازي مباشرة وصحيح أن المواطنين يستفيدون منها نقدياً ولكنها في حاجة أساساُ لإعادة نظر في إطار معالجة الدعم و تعديل سعر الصرف.