بوتين في سباق مع الولايات المتحدة على النفط والأموال الليبية

278

ذكرت صحيفة ” NEWSMAX ” في تقريرها الصادر بتاريخ 7 نوفمبر أن بوتين يقود حرباً لأجل التفوق على الولايات المتحدة في ليبيا الغنية بالنفط والتي مزقتها الحرب.
وأشارت بالقول إن “ليبيا مساحتها تتفوق على مساحة تكساس بأضعاف ومع ذلك فنحن نعرف القليل عنها ولكن على مدار السنوات الخمس الماضية ، كانت ليبيا تعاني من الحكومات المتنافسة والحرب الأهلية ، في حين قد يبدو الأمر سياسيًا بحتًا إلا أنها حرب عسكرية حقيقية”.

وتضيف الصحيفة :

من يعرف الكثير عن ليبيا ؟ بالتأكيد” فلاديمير بوتين ” !

ولسنوات كان الروس يستثمرون الأموال والأسلحة من أجل التأثير على نتائج النزاع ، ويتكاثر تواجدهم ودعمهم للمنطقة الشرقية ، وروسيا الأن لديها خبراء متخصصين لديهم خبرة على أرض الواقع في ليبيا رغم الغموض حول الأرقام والمعدات .

ولكن حسب أخر التقارير هناك العشرات من القناصة الروس والأجهزة الروسية وما لا يقل عن 200 جندي روسي في ليبيا ، والتى تشمل الأسلحة الروسية والصواريخ الموجهة والطائرات المقاتلة وهناك الكثير والكثير من المرتزقة الروس وهؤلاء المرتزقة يعملون كجيش روسي خاص مدربون على مستوى عالى ، ويعرف بأنهم ليسوا جنودًا فالمرتزقة غير مقيدين بقانون ويمكنهم القيام بأشياء لا يستطيع الجيش القيام بها و ليسوا ملزمين بأتفاقية جنيف أو في كثير من الحالات بضمائرهم والولاء لا يشمل أساليب عملهم ، أنهم حرفيًا بنادق مستأجرة فقط من أجل المال.

كما أن هذه القوات الروسية تستخدم مئات الطائرات بدون طيار في ليبيا ويتم تشغيل الطائرات بدون طيار من قبل أشخاص لديهم خبرة كبيرة في الحروب الأهلية في مناطق النزاع مثل سوريا ، وحسب التقرير جاء هؤلاء الجنود الروس والمرتزقة إلى هذه الحرب الأهلية في ليبيا وذلك بعد اكتسابهم خبرة واسعة في مجال القتال.

السؤال ” ما هو سبب اهتمام روسيا بليبيا ” ؟

إن حب تفوق بوتين وروسيا على الجميع هو ما يجعلها تستمر في هذه الحرب ، كما أنه استعراض للعضلات العسكرية الروسية القوية لغرض زيادة نفوذها في الشرق الأوسط ، ولكن الإجابة الأمثل لهذا التدخل غير المشروع تحتوي على ثلاثة أحرف ( O-I-L) أو احتياطيات النفط الهائلة في ليبيا.

وعلى الرغم من الصراع الداخلي لا تزال ليبيا تضخ 1.3 مليون برميل من النفط يوميًا ، وإذا تمت مقارنة ذلك بإيران التي تضخ 250.000 برميل يوميًا أو حتى المملكة العربية السعودية ثاني أكبر منتج للنفط في العالم الذي يضخ 12 مليون برميل أي ما يعادل 12٪ من نفط العالم بأكمله ، تظل ليبيا الخيار الأفضل بينهم .

وأن الحصول على النفط من ليبيا أسهل بكثير من الحصول عليه من تلك البلدان ، فموقع ليبيا الجغرافي أى على بعد 300 ميل فقط من ساحل إيطاليا يجعلها قريبة من أوروبا ويعطى سببًا مهمًا آخر لتأمين حقول النفط هذه ، حيث أن نقل النفط عبر خط أنابيب أو ناقلة أمر بسيط وبعبارة أخرى تعتبر ليبيا ذات قيمة كبيرة .

لماذا لم تتدخل الولايات المتحدة في هذا الشأن بقوة ؟

رغم أن الولايات المتحدة أذكى وأقوى من روسيا ولكن ما هو السبب في ذلك هل هى ” العزلة”.

إن دولة قوية مثل الولايات المتحدة لديها بعض الأسباب حتى تكون أنانية حيث أن إبقاء القوات الأمريكية خارج طرق الأذى أمر أساسي ، ويبدو أنه أصبح أولوية للرئيس دونالد ترامب.

ولكن على عكس الولايات المتحدة لا يهتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهذه القضايا أو بمثل هذه القوات مثل الولايات المتحدة وهذا يعني أن الولايات المتحدة تنخرط في السياسة الخارجية ولديها عيب ، حيث أصبحت السياسة الخارجية للولايات المتحدة مهمة دبلوماسية أكثر منها مهمة عسكرية و سوف يستغرق الأمر سنوات حتى نتمكن من تقييم نجاح أو فشل هذه الاستراتيجية بشكل صحيح.

في غضون ذلك تعرف روسيا هنا ما تريده والآن تعرفت على كيفية الحصول عليه و تعرف روسيا ما هو القادم على المحك في ليبيا وخارجها ، حيث يضع بوتين عينه على المال وعلى النفط و في ليبيا يمكنه الحصول على كليهما وجني أرباح هائلة لاستثمار ضئيل للغاية و كل ذلك بدون معارضة تقريبًا ودون منافسين ، بالنسبة لبوتين فإن الحرب الأهلية التي تمزق ليبيا هي ميزة فتحت الطرق الأسهل للوصول إلى غايته .