الشلوي لصدى: تأسيس مكتب هيوستن هو قرار غير صائب

575

صرح الخبير الدولي بمجال النفط والغاز منصف محمود الشلوي في حديث خاص لصحيفة صدى الاقتصادية اليوم السبت بأن الإعلان عن تأسيس مكتب مشتريات لحاجيات القطاع النفطي الليبي بمدينة هيوستن في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، ليس بدعة و ليس هو أول مكتب ينشأ عبر قطاع النفط الليبي بالخارج ، حيث أنه ومع بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي كان هناك مكتب بالخارج وهو .. مكتب ( أم الجوابي ) بمدينة لندن بالمملكة المتحدة و مكتب ( الميدل إيست ) بدولة المانيا وتأسس في عام 1995، هذا و قد أُغلق المكتبان بين عامي 2007 و 2008 ، بقرار من المؤسسة الوطنية للنفط حينذاك .

 

وتابع الشلوي أن مهمة المكتبين هي ذات المهمة التي عليها مكتب Houston ألا وهي متابعة طلبيات الشراء والعقود التي تخص الشركات النفطية في ليبيا ..

 

أما عن كون القرار صائباً أم لا فقد رأى الشلوي أنه وبالرغم من أنه قد فهم الكثيرون بأنها خطوة في واقعها سياسية أكثر من أنها مهنية أو اقتصادية ، و خاصة بالحالة الليبية الراهنة و المتشظية سياسيا واقتصاديا ومؤسساتيا وفي حالة الحرب الراهنة، و مع عدم تأكيدي أو استبعادي لكل ما يذكر ، ولست هنا في باب ذلك، لكن بالرغم كل هذا فأنني أجد هذا القرار سلبي، وذلك لانه وعند تأسيس مثل هذا المكتب ، سيجعل من الشركات النفطية الدولية و المختصة بعالم التصنيع في مجالي النفط و الغاز تحجم عن تأسيس فروع أو مكاتب لها داخل ليبيا، و هذا يعني عدم استفادة المواطن الليبي المؤهل في العمل بهذه الفروع أو المكاتب و كذلك عدم استفادة الدولة من نقل المعرفة المطلوبة والقصور في باب الإيرادات و الذي سيحدث لمصالح الضرائب و الجمارك و وزارة الأقتصاد و بقية المصالح التي تجبي في إيراداتها من الأنشطة التي تقوم بها مكاتب و فروع الشركات الأجنبية” .

 

واعتقد الشلوي بأن كافة المهتمين أو العاملين بالقطاع النفطي الليبي يعلمون علم اليقين بأن القطاع الخاص الليبي هو شبه غائب عن النشاط الصناعي المتعلق بالأجهزة و المعدات النفطية اللازمة للصيانة و النقل و التشغيل للأبار و الحقول و الموانىء النفطية بالدولة الليبية، هذا بالرغم أن عمر النفط في ليبيا قد تجاوز النصف قرن من الزمان ، إلا أنه لم يتم توطين أي مصانع ذات العلاقة من قبل القطاع الخاص الليبي ..

وبالتالي رأى الشلوي أنه مهنيا واقتصاديا هناك فعليا حاجة و جدوى ترجى من تأسيس هذا المكتب لتسهيل عمليات الشراء و التسريع في تنفيذ طلبيات الشراء التي تحتاجها الشركات النفطية الليبية والأهم هو أن تكون عمليات التوريد لأوامر الشراء بالجودة المثلى و من قبل الشركات العالمية المصنعة و بشكل مباشر دون الاضطرار لوجود أي دور لأي وسيط و هذا يعني من ناحية أخرى بأن التكلفة ستكون أقل عما هو عليه الحال سابقا، و خاصة إذا ما تمت الاستفادة من الخبرات الليبية الكبيرة للعمل بهذا المكتب بدل ما كان متعامل به بالسابق ، حيث كان جل العاملين بمكتبي أم الجوابي و الميدل آيست هم من العناصر الأجنبية.

 

وتابع الشلوي أنه كان من الأفضل إرجاء فتح مثل هذا المكتب لفترة قادمة تكون بها البلاد بوضعية سوية و في ظل وجود سلطة تشريعية منتخبة وفقا لدستور يراقب و يتابع الجهة التنفيذية الممنوح لها الثقة من قبل ذاك البرلمان والتي تكون حينها كافة المؤسسات التابعة لها هي موحدة، و أيضا” تكون الجهات الرقابية الأخرى من رقابة إدارية وديوان المحاسبة وجهاز مكافحة الفساد ، تعمل جميعها بفاعلية و بصفة مستقلة و آمنة .. و أن تكون سمة الاستقرار الاقتصادي في البلاد هي السائدة ..

 

وأكد الشلوي أن ال ( 60 ) مليار دولار و التي أعلن عنها بأنها تمثل قيمة حملة الشراء و الذي سيكلف بالإشراف على تنفيذها مكتب هيوستن المنشأ في العاشر من الشهر الجاري، هو ربما مبالغ فيه بعض الشيء ، إذا ما عرفنا أنه ليس كل المعدات النفطية تورد عبر الولايات المتحدة الأمريكية .

 

وتوقع الشلوي بأنها قد جاءت بناء على طلبيات معدة سلفا و وفقا لخطط الإنتاج من قبل الشركات النفطية الليبية في عمومها و التي أعلن عنها بأن الهدف منها هو التطوير و الرفع من القدرة الإنتاجية إلى أكثر من ( 2 مليون برميل يوميا” ) مع حلول عام 2023 .

 

وختم الشلوي حديثه قائلاً بأن اختيار مدينة هيوستن كمقر لهذا المكتب هو اختيار موفق جدا، لأن هذه المدينة تمثل عاصمة النفط عالميا، حيث أنها هي المقر الرئيسي لأغلب المصانع و الشركات العالمية العابرة للقارات العاملة بمجال قطاع النفط و الغاز، و تقام عادة بهذه المدينة الكائنة بولاية تكساس أغلب المحافل و المؤتمرات الدولية و التي منها المؤتمر السنوي ل ال ( OTC ) و الذي يصادف انعقاده هذه الأيام في دورته الخمسين .. وذلك منذ انطلاقته أول مرة في عام (1969).