“الفارسي”يكتب: الغاز الليبي بين طموحات دعم الصناعة وآفاق السوق الإقليمية

494

كتب الخبير النفطي “علي الفارسي”

إن قطاع النفط والغاز بهذه الشبكات لنقل النفط الخام والغاز هو شريان حيوي يصل أطراف الوطن الواحد فإذا فصلت أحدهم عن الأخرى فأنه سوف تكون بمثابة الروح التي تفارق الجسد “علي الرغم من اعتماد ليبيا الكلي علي مداخيل النفط الا أن صناعة الغاز تعتبر من الصناعات الصديقة للبيئة والداعم الأول لقطاع الصناعه والكهرباء وترتبط عند تقدير أسعارها ارتباط وثيقا ببرميل النفط بكثير من الدول ومؤخرا ظهر تكثل وحيد يجمع دول منتجه للغاز وأصبح دورها الاقتصادي والجيوسياس ظاهرا.

تعتبر ليبيا الدولة الثامنة عربيا من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي المقدرها ب56.12 ترليون متر مكعب حيث تعتبر ليبيا بموقعه الجغرافي لاعب مهم مستقبلا بأسواق الغاز بأنواعه، وتنتج ليبيا الغاز المصاحب وغيرمصاحب للنفط عبر شركتي سرت ومليته وتسعي إلى تطوير أعمالها بهذه المنشآت لرفع الإنتاج عبر ضواغط الغاز وغيرها من الأساليب لتدعيم المصانع وشبكة الغاز الساحلية ومن ثم بعض محطات الطاقه الكهربائية ويتم تصدير حوالي جزء من الغاز المعالج من مليته إلى إيطاليا عبر خط بحري من حقول بحر السلام يقدر ب 280 بليون قدم مكعب وهو أول رابط بين ليبيا وأوروبا يجعل من إيطاليا دافئة بالغاز الليبي تصدر ليبيا حوالي مليار قدم مكعبة من 2 مليار قدم مكعبة تنتجها البلاد.

والبعض الآخر يستخدم لسد الاستهلاك المحلي عدا الغاز المسال والمكثفات تنتجه شركة سرت حيث يمتد خط الغاز الساحلي من مليته غربا حتي بنغازي شرقا لتزويد المصانع والمحطات ويجب أن لانغفل أن هذه آلشبكة لخطوط النقل تعتبر مزود لأكثر من 23 مرفقا حيويا من محطات كهرباء ومصانع بالمناطق الوسطي والشرقية والجنوبية.

وتبذل شركات القطاع النفطي في ليبيا خصوصًا خلال الأعوام السابقه جهود استثنائية لتطوير بعض الآبار نتج عنه نجاح مليته في رفع إنتاج أحد آبار حقل الوفاء إلى 100 مليون قدم مكعب يوميا، بالإضافة إلى نجاح شركة الواحة للنفط عام 2019 بعد إجراءات الدراسات والعمل الدؤوب رغم العراقيل والذي توج بتدشين المرحله الثانية من حقل الفارغ النفطي (أكبر إنجازات الوطنية للنفط وشركاته لعام 2019)الذي يساهم ب 250 مليون قدم مكعب من الغاز حيث يتم ضخ الغاز إلى حقل الإنتصار (شركة الزويتينة ) مما يعزز كفاءة إنتاج النفط لهذا الحقل وكذلك ثم يضخ أيضا إلى آلشبكه آلساحلية وتزويد (مصانع بمرسي البريقه باحتياجاتها اللازمة ) ويساهم في دعم شبكات الكهرباء وتخفيض اعتمادها علي المحروقات باهظة الثمن ومن المؤكد أن الغاز من الفارغ قد يساهم أيضا في تعزيز عمل محطه السرير عند الانتهاء من إستكمال الخط الواصل له من قبل الوطني’ للنفط والجهد متعاقد معه.

وأصبح اليوم الغاز الطبيعي يرسم خارطة جديدهةكما ساهمت بعض السلع في إكتشاف مضائق وجزر سابقا من القوقاز حتي شمال وغرب المتوسط الكل اصبح يسعي للهيمنة علي شبكه النقل وإيجاد أسواق جديده ..وإذا نجحت ليبيا بموقعه الجغرافي وإحتياطياتها المقدرها من الغاز في عمليه تطوير ودعم صناعه الغاز مما يحقق إكتفاء محلي ويعزز منونحاح مستقبل الصناعة ويوفر فرص وأعدها للاستثمار ودخول السوق الأقليمية فانها سوف تغير خارطة الاقتصاد بشمال أفريقيا وغرب المتوسط ويدعم سياسات حمايه البيئة ..وأعلنت المؤسسة النفط إستراتيجية تتضمن زيادة في انتاج الغاز إلى 3.5 مليار قدم مكعبة قياسية يوميا بحلول 2024، متحملة تكلفة لتجسيد الخطة تكون في حدود 60 مليار دولار تشمل 15 مليار دولار من الميزانية الحكومية والباقي من طرف المستثمرين.