الفارسي يكتب : هذا ما حدث بالأمس ! ومن البديهي أن نتسأل ما يعنيه هذا اللقاء؟

328

كتب : علي الفارسي كاتب متخصص بالطاقة

تحديد وتطوير  للموقف  بلا شكوك منذ بدايته هناك جانب الحكومة الوليدة التي تحاول إثبات نفسها والجانب الآخر القطاع النفطي الذي رفض أن تكون الثروة غنيمة يفوز به الغالب ويخسرها المغلوب .

الأساليب لن تكون مثل الأساليب والأهداف كذلك معظم الحكومات السابقة سقطت في فخ الإنقسام الفكري وتقاسم المصالح .

على الإعلام أن يلتزم بتحقيق الأهداف القومية خاصة بعد دعوات الحكومة الجديدة وتصفية الأجواء بينه وبين المؤسسة الوطنية للنفط لم يكن هناك ضباب ولكن كان هناك ترقب وغموض .

أمس صباحا حدث تطور هام جدا وهو لقاء المهندس صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية .

لقد قدم المهندس صنع الله التهنئة للشعب بمناسبة نيل الحكومة وكنت واثق بأنه سوف يفعلها لأنه من الأوائل الذين قدمو الدعوة للتوافق بلا شك .

ويبدو أن اللقاء كان ودي للغاية وكان رئيس حكومة الوحدة واضح وصريح في إظهار دعمه لقطاع النفط من أجل تحقيق إيرادات أكبر ورفع مستوي الإنتاج والحفاظ على وحدة ادارتها وهذا الأساس الذي كان ولا زال رئيس  مجلس إدارة الوطنية للنفط يعمل على تحقيقه .

وبتعليمات الحكومة ستبدأ عملية رفع مخزونات من الوقود لمحطات الوقود و الكهرباء والماء لرفع المعاناة عن المواطن،وبالتأكيد سوف تتفهم حكومة الوحدة ضعف التمويل الذي يعيق القطاع النفطي ويحاصرها وإلا فإن أي من مخططات الحكومة لأحداث إصلاحات لن تنجح بدون الدافع الاقتصادي، الذي يسير بخطي موازي مع الإصلاحات السياسية أي اتفاق أو نجاح سياسي يجب أن يسبقه إصلاحات اقتصادية وهناك حقيقة لا يمكن نكرانها وهي أن إدارة المؤسسة الوطنية للنفط لعبت دور جوهريا حاسم منذ سنوات وكانت الميزان وقامت بتمهيد الطريق نحو مثل هذه اللحظات التاريخية التي ستقود من أجل تحقيق تطلعات أمل وطموحات الليبين ،بأعلانها عن إيراداتها وتأكيدها للحكومة الحديثة العهد على أهمية الشفافية والافصاح وهذه رسالة واضحة جدا .

بدأت منذ عام 2018م وأكدت المؤسسة على ضرورة استمرارها وما حدث بالأمس هو إعادة للنظر في المداخيل المجمدة من النفط التي تجاوزت 7مليار دولار وأعتقد بأن التسييل للأموال من أجل دعم خطط الحكومة وتسيير الصعاب أمامها مسألة وقت فقط وستبدأ الأموال تسيل وإذا رجعنا لسبب تجميدها الأساس وهو سوء استخدامها وعدم وجود شفافية وخطط لإنفاقها فإن الجهات التي سوف تتصرف فيه لن ترتكب نفس الخطأ .

الحكومة والمؤسسة على الرغم من غياب الاعلام باللقاء وأنا أعلم من مصادري المطلعة بأن اللقاء كان رسمي وودي بنفس الوقت ولاتعارض في الأفكار على الإطلاق .

يبدو أن الحكومة حاولت القول ليس من حقنا أن نملي عليكم ما يجب فعله لقد كان الفارق الوحيد بين القطاع النفطي وغيرها من المؤسسات هو العمل الداخلي قبل الدعم الغربي .

الطرفين يرميان إلى التعاون بكافة الميادين والذهاب أبعد وإصلاح حياة المواطن والخدمات المقدمة له والتي سوف يلتمس المواطن خطوطها إذا لم تدخل السياسة على الخط مجددا ،ومن خلال مراقبتي فإن الحكومة سوف تتبع حياد كاالحياد الذي اتبعه القطاع النفطي وبالتأكيد ليس هناك إلا حياد واحد فقط .

وفي تقديري بأننا لا نعيش بمعزل عن محيطنا الأفريقي والعربي قبل الغربي من حيث الاستثمار وتبادل المنفعة أي استقرار يجب أن يبدأ من الداخل يحتاج إلى محيط أمن حوله .

تدافع الإرهاب والهجرة والفقر على الجنوب الليبي مقر الثروة أصبح مقلق وعامل مقاومة لأي محاولة تحسين للأوضاع .

لن يكون هناك صدام بالطريق ولكن مزيدا من التوافق ولو لبضعة أشهر وهذا وفقا لنوايا الحكومة التي سوف تتعامل مع وزارة النفط الحديثة بشكل يضمن عدم الترضية أو التقارب مع مكوناتها ذات الطبيعة المعقدة سياسيا، وهذا كان واضحا بخطاب أحد موظفيها  فيه وهذا ما التمستها منه في حديث هاتف لم يتجاوز ١١دقيقة بثقة تامة .