خبير نفطي يكتب عن تكاليف إنتاج النفط في ليبيا وبعض الدول لسنة 2019

2٬129

كتب خبير النفط الدكتور “محمد أحمد” منشورا عبر صفحته بالفيسبوك عن تكاليف إنتاج النفط في ليبيا وبعض الدول المنتجة للنفط في سنة 2019.

حيث كتب أن متوسط سعر النفط تقريبا في 2019 هو 64 دولار للبرميل

وتساءل؛ كم كلفنا إنتاج النفط لنحسب الربح على كل برميل؟

هناك عدة إجابات تبنى على متغيرات متعددة:

متوسط التكلفة (تشغلية+رأسمالية) لمدة عدة سنوات

متوسط التكلفة (تشغلية+رأسمالية) للسنة الحالية

متوسط التكلفة التشغيلية فقط على أساس ان التكلفة الرأسمالية هي تكلفه استثمارية

حيث أوضح بعض المعلومات عن السنة الحالية 2019 فقط ودلالاتها:

في الرسم رقم 1؛ التكلفة الرأسمالية الإجمالية (المعنى ليست بالبرميل والتي سنتعرض لها لاحقا) التي صرفت في بعض الدول المنتجة للنفط خلال السنة، لا شك أنكم ستتفاجؤون بمبلغ 98 مليار دولار صرفت في الولايات المتحدة كتكاليف رأسمالية على قطاع النفط. المبلغ كبير لا شك ويدل على شيئين هما سهولة توفير المال للصناعة Fund raising والشيء الثاني هو التصميم الأمريكي على تحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتي من مصادر الطاقة، وشيء ثاني بسيط هو وجود ترامب في المكتب البيضاوي، تلاحظون كذلك أن هناك تكثيف في الاستثمار في دول الصين، روسيا، السعودية و كندا. بالنسبة لليبيا تقدر التكاليف الرأسمالية لسنة 2019 بـ 340 مليون دولار فقط وهو حقيقة رقم صغير جدا، وسنتعرض إليه بالمقارنة لاحقا.

الرسم 2 يعكس التكاليف التشغيلية ويبين ارتفاع تكاليف التشغيل الإجمالية (مرة أخرى ليست بالبرميل) في دول معينة وعلى رأسها روسيا، لا يعني هنا ارتفاع تكاليف التشغيل ارتفاع الإنتاج دائما، مثلا الصين والنرويج ترتفع فيهما التكاليف التشغيلية إلا أن إنتاجهما يظل متواضعا نسبة لدول تصرف أقل أو قريبا منهما مثل السعودية. ليبيا يتوقع أن تصرف 2.4 مليار دولار كمصاريف تشغيل وهو رقم مقارنة بالدول الأخرى خصوصا معقول ولكنه غير متناسب مع التكاليف الرأسمالية كما سنوضح في الرسوم اللاحقة.

الرسم 3 يوضح حقيقة مهمة وشيقة، علاقة التكاليف الرأسمالية بالتكاليف التشغيلية، حيث يوضح النسبة المئوية لكليهما نسبة إلى التكاليف الإجمالية. عموما فإن التكاليف التشغيلية يفترض أن تكون إما متقاربة مع التكاليف الرأسمالية أو أقل منها في الحالات العادية على أساس أن التكاليف الرأسمالية تتعلق بتطوير الطاقة الإنتاجية. زيادة الصرف الرأسمالي هو العامل الحاسم في تخفيض التكلفة التشغيلية في المستقبل لذا فإن بقاء الاحتياطات كبيرة عن طريق الاستكشاف وصيانة الآبار والمعدات وغيرها هو ما يحدد ارتفاع التكلفة التشغيلية في المستقبل. هذا ملاحظ في معظم الدول باستثناء إيران، ليبيا، روسيا التي يوجد فيها تفاوت كبير بين المصاريف التشغيلية والتكاليف الرأسمالية.

وذكر أن الأمر طبعا مستفحل في ليبيا رسم 4 حيث تصل التكاليف الرأسمالية 12% فقط من التكاليف الإجمالية بينما تبلغ التكاليف التشغيلية 88% من التكاليف الإجمالية. هذا سيضع حملا بالغ الثقل على الصناعة النفطية في المستقبل وقد تضطر إلى فقدان كميات من الإنتاج النفطي كنتيجة لضعف الإنفاق الرأسمالي.

نصل للخلاصة هنا والتي قد تبدو سعيدة إذا ما ابتدأنا بها حين نقول أن ليبيا حققت في سنة 2019 أقل التكاليف للبرميل حيث حققت 6.31 دولار للبرميل كتكلفة إجمالية و 5.35 كتكلفة تشغيلية. هذا سيحقق ربحا قدره 57.96 دولار للبرميل صافي بعد طرحه من متوسط سعر النفط خلال 2019، أي دخل إضافي لخزينة الدولة.

السؤال: هل هذا صحيح صناعيا؟

بالطبع لا ، انخفاض تكلفة البرميل لا يعكس سوى انخفاض الصرف فقط والذي في أغلبه يذهب إلى المصاريف التشغيلية وهذا سيقود مستقبلا إلى مصاعب حقيقية في الإنتاج وتطويره وستحتاج الصناعة إلى مضاعفة الإنفاق الرأسمالي كما يحدث الآن مع روسيا وإيران لتفقد معه الخزينة العامة الكثير من الأموال وإلا نفقد حتى مستويات الإنتاج الحالية.

وتحصل المنشور علي أكثر من 100 إعجاب و24 تعليق و34مشاركة.

رصدت صدى أبرز التعليقات..

حيث كتب أحد المعلقين “نضال الزيتني” أن هناك ارتفاعا كبيرا جدا بين رأس المال ومصاريف تشغيله من مرتبات وإعاشة …

وكتب آخر “أمير علي” أن انخفاض التكاليف الرأسمالية ستؤدي تدريجياً إلى ارتفاع التكاليف التشغيلية وانخفاض مستويات الإنتاج مستقبلاً.

وكتب آخر “رمضان موسى” أن البيانات توضح أن ليبيا تحظى بأقل تكاليف إنتاج النفط وربما الأقل علي مستوى العالم.