درباش: الصيرفة الإسلامية مخادعة لعواطف المستهلك وحيلة لتعويض المصارف

173

قال الأكاديمي الليبي و أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا  “المبروك الدرباش” في تصريح لصحيفة صدى الاقتصادية حول الصيرفة الإسلامية في ليبيا أن موضوع ما يسمى بالصيرفة الإسلامية هو مخادعة لعواطف المستهلك المسلم، وفي الحقيقة أن فكرة البنك الإسلامي مبنية على ذات ضوابط البنك التقليدي، بل أنها أكثر إجحافاً للمدين، فأساس منطق البنك الإسلامي هو كرهه غير الواعي لكلمة “فائدة” فاستبدله بمفردة “مرابحة” وأرهق المدين المسلم بتكلفة أكثر وأجحف من تلك التي يعتمدها البنك التقليدي.

و أفاد أن البنك التقليدي في الدولة المسلمة، وخاصة المملوك للدولة، أي “بيت مال المسلمين” يمارس شفافية في تداوله يفتقدها البنك المسمى بالإسلامي؛ فهذا البنك التقليدي يتعامل بأموال المسلمين، وموظفيه مسلمون، ومردوده الربحي هو للدولة المسلمة، فأين الربوية هنا والتي هي أساس أخلاقي إسلامي وليست أساس إجرائي،  أن البنك الإسلامي يأخذ الفائدة في دفعة واحدة على إجمالي المبلغ المقترض أما البنك التقليدي فيأخذها شهرياً وبالتناقض، أي أفضل للمدين المسلم،  أما قصة المشاركة في الشراء فهي أكذوبة لأن البنك الإسلامي لا يبيع ولا يشتري، إنما هو وسيط وبالتالي يفقد المستهلك قدرته الشرائية.

و أضاف “درباش” أن الأجدر بفقهاء الإسلام الدعوة إلى فرض قيمة اجتماعية داخل البنك التقليدي تمنعه من استغلال المستهلك وليس التحايل عليه بقيم اسمها إسلامية وجوهرها تلاعباً بنكياً من نوع آخر ، مؤكداً أن أحد عوارض تدخل “المؤتمر الوطني” في مسألة الفائدة والتي هو تقنية نقدية أدى إلى تحايل المصارف على المواطن بفرض وسائل أخرى لتعويض الخسائر، وبالتالي أنتجت جنوح رؤوس الأموال عن الإيداع في المصارف مما سبب في نقص السيولة وتكدسها خارج المصارف.