سلامة: النزاع في ليبيا هو من أجل الثروة والطبقة السياسية في البلاد فاسدة وتتقاتل على “الكيكة”

339

قال المبعوث الأممي إلى ليبيا “غسان سلامة” إن النزاع الدائر في ليبيا هو بالأساس على اقتسام الثروة، مضيفا أن الطبقة السياسية في البلاد فاسدة وتتقاتل على “الكيكة”، بحسب وصفه.

وأوضح “سلامة” في لقاء تلفزيوني بُثّ عبر قناة الجزيرة” مساء الأربعاء أن النزاعات في الدول الغنية بالثروات والنفط مثل ليبيا مختلفة تماما عن النزاعات في دول أخرى كـ لبنان أو الصومال أو سوريا أو غيرها، مشيرا إلى أن النزاع في ليبيا هو بالأساس ليس على الأيديولوجيات ولا على الأفكار ولا على المواقف، إنما هو نزاع على ثروات البلاد.

وأضاف أن الهدف الأساسي كان تنظيم هذا النزاع على الثروة وذلك بمنع ما قام خلال السنوات الثمانية الماضية من نظام ريعي فاشل يقوم على النهب واستغلال المناصب للسرقة والفساد، خصوصا وأن “الطبقة السياسية في ليبيا لديها مستوى عالٍ من الفساد ومن التقاتل على “الكيكة” وعدم الاهتمام بمواطنيها الفقراء التعساء في بلد غني” بحسب تعبيره.

وأشار “سلامة” إلى أن الأمر الجوهري الذي بدونه لا يمكن الوصول لحل بليبيا هو إعادة فكرة الدولة القادرة الشرعية الموحدة، مضيفا أن هذا ما جعل البعثة الأممية تركز على تعزيز دور وزارة الداخلية في مواجهة المليشيات المسلحة، والعمل على توحيد المصرف المركزي من خلال استصدار قرار من مجلس الأمن لمراجعة وتدقيق عمل المصرفيْن المركزييْن في طرابلس والبيضاء، وتأييد إعادة النظر في سعر صرف الدولار لكي لا تستفيد التشكيلات المسلحة من الفارق الكبير بين سعر الدولار الرسمي والسوق السوداء مثلما كان يحدث سابقا.

وعبر المبعوث الأممي عن دهشته من مدى النهب الحاصل في ليبيا قائلا “أنه لا يمكن تصور مدى الفساد وسرقة الأموال العامة في ليبيا، أمر غير طبيعي أن يكون هناك مليونير جديد كل يوم في ليبيا وهناك طبقة وسطى تتقلص إمكانياتها يوما بعد يوم”، وأضاف أن هناك فرقا شاسعا بين أناس يكتفون بما تقدمه لهم معاشاتهم الضعيفة وبين أناس آخرين يجمعون الملايين كل يوم، مشددا على ضرورة مساعدة الليبيين على إيجاد آلية شفافة لإعادة توزيع الثروة وذلك من خلال دولة عادلة وقادرة وشفافة.

واختتم “سلامة” حديثه بالقول إن هناك حاجة ماسة لشفافية أكبر في توزيع الثروة الهائلة التي تتمتع بها ليبيا والتي تعثرت في إعادة توزيع الثروة بسبب تمسك الكثيرين بمناصبهم لأن تلك المناصب تسمح لهم باجتناء ثروة كبيرة، وقال “يا ليتهم يعيدون استثمار تلك الثروة في ليبيا نفسها .. ما نراه في ليبيا أمر مؤسف .. أنهم يستولون على المال العام ثم نراهم يذهبون ليوظفونه في الخارج وهذا أمر في غاية الخطورة وهو لب المشكلة .. فالمشكلة الأساسية في ليبيا هي خلاف جوهري على الثروة”.