“صنع الله” ردّاً على المدير التنفيذي لتوتال : نحن واثقون من إجراءاتنا والمؤسسة لم توافق على صفقة بيع حصة ماراثون

417

أكد رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط “مصطفى صنع الله” يوم الثلاثاء أن المؤسسة لم تعطِ موافقتها إطلاقا حتى الآن على صفقة بيع حصة شركة ماراثون الأمريكية في امتياز الواحة لشركة توتال الفرنسية مقابل 450 مليون دولار، وردّ على تصريحات المدير التنفيذي لتوتال بأن الصفقة انتهت بالقول “نحن واثقون من إجراءاتنا والبينة على من ادّعى”.

وقال “صنع الله” في مقابلة خاصة مع الإعلامي “أحمد السنوسي” تابعتها صحيفة “صدى” ضمن برنامج ملقات اقتصادية عبر قناة “ليبيا”، إن شركة ماراثون الأمريكية أعربت منذ سنة 2013 عن نيتها الانسحاب من عدة دول من بينها ليبيا، نتيجة الخسائر التي تعرضت لها الشركة من تكرار إقفال الحقول والموانئ النفطية في ليبيا، حيث وصلت خسائر الشركة في عام 2016 فقط إلى أكثر من 2 مليار دولار، الأمر الذي جعل الشركة تعيد النظر في استمرار استثمارها في البلاد خصوصا وأن الشركة تحقق أرباحا كبيرة داخل الولايات المتحدة ورأوا أن انسحابهم من ليبيا أفضل لهم.

وأضاف أن شركة ماراثون تواصلت مع المؤسسة بخصوص رغبتها في عقد صفقة بيع حصتها في امتياز الواحة والانسحاب من ليبيا نهاية شهر يناير الماضي، مشيرا إلى أن المؤسسة أوضحت للشركة الأمريكية أن الصفقة تحتاج اعتماد السلطات الليبية، وتم التواصل مع المجلس الرئاسي وكان آخر اجتماع مع الشركة يوم الرابع والعشرين من فبراير الماضي في طرابلس، وقال “نحن حجزنا كميات النفط في حصة امتياز الواحة إلى حين موافقة المؤسسة والسلطات الليبية على الصفقة”، منوّها إلى أن شركة توتال أيضا لم تدفع قيمة الصفقة لشركة ماراثون حتى الآن.

وأشار رئيس المؤسسة الوطنية للنفط إلى أن الفرق الفنية والاستثمارية بالمؤسسة تدرس حاليا بعناية فائقة هذه الصفقة لتقدير قيمتها الفعلية، والتي بالتأكيد تخضع لعدة اعتبارات أهمها معدلات الإنتاج والأسعار وتوقع عدد الآبار التي سيتم حفرها في المستقبل حتى نهاية الاتفاقية بعد عام 2030 إضافة إلى الأوضاع الأمنية والأوضاع السياسية في البلاد، وأكد أنه سيتم إعلان نتائج هذه الدراسة فور الانتهاء منها واتخاذ القرار المناسب بشأن هذه الصفقة.

وتعليقا على تصريح المدير التنفيذي لشركة التوتال الفرنسية والذي أكد فيه أن “الصفقة انتهت”؛ قال صنع الله : “البينة على من ادّعى، نحن واثقون من إجراءاتنا ونؤكد أن المؤسسة الوطنية للنفط لم توافق على الصفقة بعد، ونحن في تواصل مع المجلس الرئاسي وملتزمون بعدم الموافقة إلا على صفقة تحقق تعظيم الفائدة للمؤسسة والشعب الليبي، ونحن حريصون كل الحرص على كل قطرة نفط ولن نفرط في حقوق الشعب الليبي”.

أولويات المؤسسة الوطنية للنفط

وأكد “صنع الله” في معرض جوابه عن سؤال بخصوص إمكانية شراء المؤسسة لحصة شركة ماراثون، أن المؤسسة لديها أولويات أخرى أهم ومشاكل عديدة ومنها التحديات الأمنية الكبيرة جدا التي تواجه المؤسسة وانقطاع الطرق من وإلى الحقول النفطية وبالأخص الحقول الواقعة في المنطقة الجنوبية الغربية للبلاد.

وأضاف أن هذه المشاكل شكلت صعوبات كبيرة للمؤسسة حتى في إيصال الإعاشة ومياه الشرب والتي اضطرت المؤسسة لاستخدام الطيران وكان ذلك سببا في الكارثة التي حدثت بتحطم الطائرة بالقرب من حقل الشرارة وأودى بحياة ثلاثة طيارين وإصابة رابع، وقال : “نحن نجاهد حاليا لإيصال التموين للحقول فضلا عن مواد التشغيل التي تم في أكثر من مرة الاستيلاء عليها، ووصلت الدرجة لاحتجاز المواد المرسلة لإصلاح مضخات لعدة أشهر من قبل جماعات مسلحة في عدة مناطق مختلفة بأنحاء البلاد”.

وأشار “صنع الله” إلى أن التحدي الآخر الذي يواجه المؤسسة هو إقفال حقل الفيل منذ الثالث والعشرين من فبراير الماضي، والذي يكبد الدولة الليبية خسائر بقيمة 6 ملايين دولار يوميا بحسب أسعار النفط الحالية، أي أن الخسائر تجاوزت إلى الآن مبلغ 350 مليون دولار ولو استمر إقفال الحقل ستصل خسائر ليبيا إلى المليار دولار، الأمر الذي جعل التحدي الأكبر للمؤسسة هو عودة حقل الفيل للعمل وضمان استمرار إنتاج كل الحقول النفطية في البلاد.

وشدد رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط على أن الأولوية القصوى لمجلس إدارة المؤسسة هو سلامة العاملين بالحقول النفطية، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن جهاز حرس المنشئات النفطية الذي يفترض أن يحمي الحقل يصبح سيفا مسلطا على العاملين ويتم بكل بساطة اقتحام الحقول والعبث بمحتوياتها بدل حمايتها.

وفيما يتعلق بإنتاج ليبيا النفطي أكد “صنع الله” أنه يتراوح في حدود المليون برميل يوميا، مضيفا أنه اتفق مع المسؤولين في منظمة أوبك على عدم الإفصاح عن إنتاجنا النفطي اليومي نظرا لتذبذب الإنتاج من يوم لآخر، لكن المؤسسة ملتزمة بإرسال البيانات بخصوص الإنتاج أولا بأول للمجلس الرئاسي ووزارة المالية.

ونوّه إلى أنه بنهاية العام الماضي عملت المؤسسة على إنجاز خطة العمل وتقدير الدخل العام للدولة الذي سيتم تحقيقه لسنة 2018 من بيع النفط، على عدة سيناريوات بحسب الإنتاج والأسعار، ورغم تعثر إنتاج حقل الفيل لكن تحسن أسعار النفط أدت لأن العائد هذه السنة على الدولة من النفط سيكون أكثر من الأرقام التقديرية المعلنة.

واختتم “صنع الله” حديثه بشكر كافة العاملين في قطاع النفط على المجهودات الجبارة التي يبذلونها رغم الصعاب وتأخر المرتبات وتوقف التأمين الصحي ونقص التموين في الحقول والصعوبات الأمنية، مؤكدا أن المؤسسة وكافة العاملين بها لن يدخروا جهداً لخدمة هذا الوطن الغالي.